يوسف ألبي

"الفرصـة" قد يكون هذا المصطلح هو ما يبحث عنه بعض اللاعبين مع الأندية الكبيرة صاحبة التاريخ الناصع والمرصع بالذهب، ففي ظل شراء واستقطاب هذه الأندية للاعبين "سوبر ستار" والذين يحصلون على نصيب الأسد في التشكيلة الأساسية، يدفع بعض اللاعبين الثمن بسبب عدم تمكنهم من الحصول على مكان في الفريق، ويكونون حبيسي دكة الاحتياط، مما يضطر اللاعب في التفكير للبحث عن مأوى آخر للخروج من هذا الجحيم.

الإسباني باكو ألكاسير واحد من هؤلاء اللاعبين الذي ينطبق عليه ما ذكرناه سلفاً، فعندما كان لاعباً مع العملاق برشلونة لم يحصل على الفرصة الكافية لإثبات نفسة وإبراز موهبته، فكان قليل المشاركات ولم ينل على الثقة المنتظرة من مدربي البارسا، كما يصعب عليه الحصول على مكان في الفريق في ظل وجود كوكبة من النجوم يتقدمهم الساحر ليونيل ميسي، مروراً بسواريز وعثمان ديمبيلي وفيليبي كوتينيو وغيرهم من اللاعبين، ما جعله ينتقل في الميركاتو الصيفي الماضي لصالح نادي بوروسيا دورتموند الألماني.



ومنذ انتقاله للفريق الألماني وحصوله على الفرصة حتى لو كان بديلاً أثبت اللاعب الإسباني أنه صاحب قيمة وجودة عالية فالأرقام والإحصائيات تؤكد صحة هذا الكلام، فبعد مرور 7 جولات على انطلاقة الدوري الألماني يتصدر ألكاسير هدافي البطولة برصيد 6 أهداف أحرزهم كبديل في مجموع 81 دقيقة فعلية فقط، حيث دخل بذلك الرقم النادر تاريخ الكرة الألمانية والأوروبية من الباب الكبير.

ولم يتوقف اللاعب الإسباني عند ذلك فقط، فقد نجح في الحصول على نجم الجولة الأخيرة بالدوري بعدما قاد "أسود الفيستيفال" من تحقيق فوز دراماتيكي على أوجسبورج بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، حيث تمكن من إحراز هاتريك في هذه المباراة ليقود الفريق بعد ذلك الانتصار المثير لتصدر "البوندسليغا" بفارق ثلاث نقاط عن أقرب منافسيه وأربع عن العملاق بايرن ميونيخ، وفي دوري أبطال أوروبا المسابقة الأهم في القارة العجوز، واصل ألكاسير توهجه مع دورتموند وتمكن من تسجيل هدف واحد ضد موناكو الفرنسي، حيث شارك كبديل في المباراة وترك بصمة بتدوينه على الهدف الثاني، علماً بأنه لم يشارك في مباراة الفريق الأولى أمام كلوب بروج البلجيكي.

وبعد تألقه الكبير واللافت مع بوروسيا دورتموند عاد ألكاسير من جديدة للمنتخب الإسباني، فقد تم استدعاؤه من قبل المدير الفني للماتدور لويس أنريكي، حيث يأمل اللاعب صاحب الـ25 عاماً من مواصلة التوهج وتحقيق المزيد من النجاحات سواء مع فريقه الجديد أو منتخب بلاده.