منذ أن كتبنا عن شارع الجنبية لم يأتِ الجواب من طرف وزارة الأشغال. وقتها حذرنا من «الفتحات» غير الشرعية الخطيرة جداً التي تقع بين الشارعين. لكن، لم تغلق فتحات الموت ولم يصلنا الرد.

قبل نحو أسبوع واحد وبينما كنت أسوق سيارتي بمعية ابنتي الصغيرة حاولتْ إحدى المركبات التي تقف على الجانب الأيمن من الشارع تجاوزه والعبور نحو إحدى فتحاته، حينها رأيتُ سيارة تقف في منتصف الطريق قبل الفتحة بأمتار بسيطة ولولا لطف الله والفرامل لكدنا نذهب أنا وابنتي في «خبر كان». ربما أفادتني الفرامل وربما انتبه السائق في الرمق الأخير فلم يتقدم للفتحة لأجل العبور، ولو فعل ذلك لمتنا جميعنا.

معالي وزير الأشغال، هل تنتظر أن نموت أو أن يموت غيرنا لتقوم الوزارة بقراءة سورة الفاتحة ومن ثم تفكر في غلق «وتسكير» هذه الفتحات؟ ولماذا تم تسكير كل فتحات الشوارع الرئيسة في البحرين حتى الآن إلا هذه الفتحات؟ هل هناك أمر لا تودون قوله؟ وإذا كنتم تنتظرون تطوير شارع الجنبية لتقوموا بغلقها، فما علاقة التطوير بهذا الأمر الذي لا يستدعي سوى وضع حواجز إسمنتية تغلق فتحات الموت وكفى الله المؤمنين القتال؟

يا معالي الوزير لا داعي أن نخصص مقالاً بأكمله نطالبكم عَبْرَهُ بمنع أمر تعلمون خطورته أكثر منَّا، فوضع شارع الجنبية كله بات غير صحيح، فلا إشاراته صحيحة، ولا فتحاته صحيحة ولا منحنياته صحيحة، وفوق كل ذلك يظل الشارع الوحيد في البحرين تقريباً الذي يخلو من كاميرات مرورية ترصد حركة المخالفين، بل لأن الشارع يخلو من الكاميرات فالبعض يحلو له فعل ما يشاء من التجاوزات المرورية متى شاء، خاصة الذين يقطعون الإشارات الحمراء هناك.

إن حماية السائقين من أهم مسؤوليات إدارة الطرق والتي تعتبر المسؤولة «رقم واحد» عن هندسة شارعنا بشكل انسيابي يحفظ أرواح مستخدميها، إذ لا يمكن أن تتجاهل إدارة كبيرة كإدارة الطرق مثل هذه الملاحظات من طرف الصحافة أو من الجمهور ومن يستخدمون الشوارع، وما عَهِدْنا الوزارة تصمت أو لا ترد على ملاحظات الإعلاميين أو تتجاهلها في قضايا تتعلق بالحياة والموت!

لقد نجونا بأعجوبة هذه المرة من الموت على شارع الجنبية، لكن ماذا عن الحوادث الخطيرة هناك؟ وهل ننتظر أن نجمع نقاطاً أكثر من الحوادث أو القتلى بسبب الفتحات ورداءة هندسة الشارع حتى نقوم بإغلاق الشارع؟ أم أنها مسؤولية وزارة الأشغال كاملة؟

الإشارات

كتبنا من قبل عن مشكلة عدم تناسق اشتغال بعض الإشارات الضوئية في بعض شوارعنا، وحددناها بالاسم، ولكن لم نجد أي تغيير في الموضوع، فمثلاً، مازالت إشارة المرفأ المالي لا تعمل حسب المجسات الأرضية، فالقادمون من جهة الغرب يساراً باتجاه المرفأ لمن يريدون الدوران العكسي للدخول باتجاه الشارع الثاني المؤدي للمرفأ ينصدمون حين يرون مرور أربع مركبات فقط ثم تتحول الإشارة للون الأحمر. صححوا وضع هذه الإشارة «الله يخليكم».