هناك قادة سياسيون في العالم تم اغتيالهم في القرن الماضي، وأشهر 10 اغتيالات كانت عندما اغتيلت بينظير بوتو رئيس وزراء باكستان «27 ديسمبر 2007»، والرئيس الأمريكي جون كنيدي «22 نوفمبر 1962»، ورئيسة وزراء الهند أنديرا غاندي «31 أكتوبر 1984»، ومارتن لوثر كينج الناشط الأمريكي في الحقوق المدنية «1968»، وأبراهام لنكون رئيس أمريكا «أبريل 1865»، ولياقت علي رئيس وزراء باكستان»1951»، والملك فيصل ملك السعودية «25 مارس 1975»، وتوماس دارسي ماغي ناشط حقوقي قي كندا، ورئيس وزراء لبنان رفيق الحريري «14 فبراير 2005»، والمهاتما غاندي الزعيم الروحي البارز للهند «30 يناير 1948».

هذه الاغتيالات لهؤلاء الأشخاص لم تأخذ حقها في التحقيقات رغم الزخم الإعلامي الصحيح الصادق الذي كان يتمتع به العالم في ذلك الوقت. والغريب في الأمر أنه بعد عدة أيام من اغتيالهم انتهت الحملات الإعلامية بعد أن أوقفوا البعض وألصقوا التهم في الآخرين بدون معرفة من كانوا وراء تلك الاغتيالات. ولدوافع أمنية واستخباراتية وعدم تدخل بعض الدول في شؤون الآخرين، أغلقت تلك الملفات ووضعت على الرفوف كأن لم يحدث شيء، ولأسباب أنهم لم يجدوا كبشاً يمكن حلبه للحصول على بعض المكاسب السياسية والمالية و.. و.. و..

في قضية محاولة تلفيق تهمة اختفاء خاشقجي بالمملكة العربية السعودية نقول، لا يمكن لأي دولة أن تهدد وتتلاعب بسياسة المملكة العربية السعودية. الحكومة السعودية والشعب السعودي تعرضوا ومازالوا يتعرضون للفتن والدسائس والمحن والإرهاب، وهي تدافع عن نفسها من أعداء لا يعمل بعضهم من وراء الكواليس، لأنهم مفضوحون وليس لديهم ما يخفونه ولا يكترثون حتى لو ألصقت بهم تهم، والمجتمع الدولي على علم بذلك؛ مثل إيران التي تعدم شبابها علناً على رافعات شوكية، حيث أعدمت العام الماضي أكثر من 2500 شاب بريء. وقطر الدولة التي ترعى الإرهاب وتؤوي أكبر الإرهابيين المطلوبين خليجياً و إقليمياً ودولياً، والغرض من سكوت المجتمع الدولي هو كسر شوكة السعودية وبطلها الشاب محمد بن سلمان الذي تحدى العالم أسوة بالآخرين للحفاظ على كرامة وعزة السعودية والشعب العربي الأصيل.

هناك دول تمد يدها إلى السعودية وتزودها باحتياجاتها على أنها صديقة وتشعرها بالأمان، ومن وراء الكواليس تحرك جواسيسها واستخباراتها لزعزعة أمنها وسلامتها بدون أن تترك وراءها بصمة أو شكاً وهي في جلباب صديق. هناك أعداء مباشرون وغير مباشرين للسعودية، وتلاعبهم على الساحة الدولية يجعل من السياسة الدولية تتخبط من خلط الأوراق، وخاصة اليوم عندما نتكلم عن اختفاء جمال خاشقجي.

هناك من فبرك العملية قبل حدوثها، والمنشورات والاتهامات كانت جاهزة قبل إشاعة الخبر، وعندما أشيع الخبر أخرجت الدول المرتبطة بالقضية ما في جعبتها وحاولت أن تنافس التحقيقات وحشد الرأي العام قبل أن تأخذ مجراها، واختلطت الأوراق كما قلنا وغسلت أمخاخ الرأي العام بأكاذيب قبل الشروع في التحقيقات العملية وليست الافتراضية كما قال الرئيس التركي أردوغان. فنزول الطائرة وتوقيت نزولها، وملاحقة المسافرين بالكاميرات بالثانية وبالدقيقة، وعلى خط سيرهم من الفندق إلى الشارع إلى القنصلية، وملاحقة السيارات، كان فيلماً سينمائي السيناريو والقصة، والأبطال كلهم يعلمون ما عليهم من عمله حسب الخطة الموضوعة، وبالطبع يمكن لأي إنسان أن يفبرك كل شيء طالما هناك تفاهم بين المخرج والمنتج والممثلين، لكن -ولله الحمد- رغم الفبركة لم يستطيعوا بقدرة قادر إلصاق التهمة. ولكن حاولوا أن يفاجئوا الحبيبة السعودية بأن يسحبوا البوصلة من أيديهم وهم على غفلة من أمرهم، وتوالت الافتراءات والكذب على السعودية.

الجهة التي أعلنت عن اختفاء أو اغتيال خاشقجي هي الجهة المسؤولة عن حياة خاشقجي عندما لم تأخذ التحقيقات مجراها بشكل مكثف.

لقد حان الوقت أن نقف وقفة بطولية ونتحدى كل الدول التي تحيك لنا المؤامرات وتنتهز الفرصة لإلصاق التهمة بالسعودية، وعلينا فوراً أن نقطع علاقاتنا الدبلوماسية، ونغلق سفاراتنا في بلدانهم، ونسحب استثماراتنا من بلدانهم، ويسحبون استثماراتهم من بلداننا، ونتمسك بالمقولة «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً». السعودية الشقيقة الكبرى لجميع الدول العربية، ويجب أن نبرهن للعالم أن العرب الآن ليسوا عرب الماضي كما يتصورون. نحن رجال أشداء، نتحمل الجوع والعطش، نأكل الصخر ونشرب من البحر عند المحن، وعزتنا وكرامتنا أغلى شيء لدينا، ولا نعطي مجالاً لأحد أن يساومنا في ذلك. فلدينا النفط والغاز والماء والكهرباء والزراعة والثروة الحيوانية، وتقاربنا من بعض جغرافياً يجعلنا نستطيع أن نعيش إلى أبد الآبدين معاً، ووقفتنا مع السعودية نستطيع أن نصفها بأنها بداية بزوغ فجر العزة والكرامة، ومستعدون أن نموت دفاعاً عن السعودية ضد الظالمين، والموت حق ولا نريد أن نموت أذلاء، والحبيبة السعودية «تستاهل» أن نفديها بدمائنا وأرواحنا.