تضامن البحرين مع السعودية ليس تضامناً عاطفياً أو سياسياً لتحقيق مصالح وتبادل منافع ولكنه تضامن مع النفس، فالبحرين والسعودية نفس واحدة في بلدين. هكذا ينظر كل بحريني إلى المواقف الموجبة التي تعبر عنها مملكة البحرين، ملكاً وحكومة وشعباً تجاه المملكة العربية السعودية، فالمملكتان شقيقتان، والشعبان البحريني والسعودي شعب واحد، وما يؤذي السعودية يؤذي البحرين، وما يؤذي البحرين يؤذي السعودية.

كل من يجرح السعودية يجرح البحرين، وكل من يسعى إلى الإساءة إلى السعودية هو بالضرورة يسعى إلى الإساءة إلى البحرين، وما تتعرض له السعودية هذه الأيام على وجه الخصوص تحت ذريعة اختفاء الكاتب السعودي جمال خاشقجي تتأذى منه البحرين، فالسعودية هي الشقيقة، وهي النفس.

كثيرة هي الدول والشعوب التي عبرت عن تضامنها مع السعودية في هذا الظرف ولكل منها سبب تعرفه وتسعى من خلاله، لكن تضامن البحرين وشعب البحرين مع السعودية أمره مختلف بسبب التكامل بين البلدين والشعبين الشقيقين بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى. فإذا كان تضامن بعض الدول مع السعودية تحكمه المصالح والعلاقات السياسية فالأكيد هو أن تضامن البحرين معها تحكمه أمور أخرى بعيدة عن هذا تماماً لأنها ليست علاقة دولة بدولة ولكنها علاقة النفس بنفسها.

كل كلمة ناقصة قيلت عن السعودية بسبب قصة خاشقجي -التي سيتبين بعد قليل من يقف وراءها ومن له مصلحة منها- تألم منها كل مواطن بحريني بالمقدار نفسه الذي تألم منها المواطن السعودي، والأكيد أن كل مواطن سعودي يتألم من كل كلمة ناقصة تقال عن البحرين بالمقدار نفسه الذي يتألم منها المواطن البحريني. هذا هو مستوى العلاقة بين البحرين والسعودية، هكذا كانت المملكتان وهكذا ستبقيان، ولهذا فإنه ليس بمستغرب اتخاذ البحرين قراراً بالمشاركة بوفد رفيع المستوى «في منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار الذي يقام الأسبوع القادم في الرياض تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية وبرئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة» حيث سيترأس صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، راعي الاقتصاد، وفد البحرين الذي من أهدافه أيضاً التعبير عن التضامن غير المحدود مع السعودية وتوصيل رسالة لكل العالم ملخصها أن البحرين والسعودية واحد وأن ما يسيء للسعودية يسيء للبحرين، وأن هذا من الثوابت.

وكمثال على تضامن البحرين مع السعودية دعا وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة إلى مقاطعة شركة أوبر لخدمات نقل الركاب بعد أن قال رئيسها التنفيذي إنه لن يحضر مؤتمراً اقتصادياً في السعودية، حيث نشر الوزير تغريدتين على حسابه في «تويتر» تضمنتا وسوماً تدعو لمقاطعة أوبر في البحرين والسعودية بالإضافة لوسم أشمل يقول فيه لمتابعيه «من يقاطع السعودية نقاطعه».

نعم، من يقاطع السعودية نقاطعه، ومن يجرحها نجرحه، ومن يتطاول عليها ولو بكلمة نقف في وجهه ونواجهه. هكذا هي البحرين ملكاً وحكومة وشعباً، وهكذا هو شعب البحرين، فللسعودية مكانة أكثر من كبيرة في قلوب أهل البحرين كافة، وعند الإساءة للسعودية لا نكتفي بالاستنكار والتنديد والشجب ولكن نعمل على رد الإساءة بمواقف عملية.

في البحرين نؤمن ونجزم بأن السعودية وبسبب مواقفها وعزمها وحزمها تتعرض لحملة شعواء من ضعاف النفوس تعتمد مزاعم باطلة واتهامات زائفة، وفي البحرين نرفض كل محاولة تستهدف المساس بمكانة السعودية أو بسيادتها.