قضية اختفاء المواطن جمال خاشقجي -رحمه الله- شغلت الرأي العام الدولي، قضية أخذت منحنى سياسياً بحتاً، ليس لأنه إنسان اختفى أو أنه صحافي أبدى رأيه في كثير من مقالاته أو أنه منتقد لسياسة بلده، وإنما كونه مواطناً سعودياً صلته بالمملكة العربية السعودية العظمى. ولو كان الصحافي من جنسية أخرى لمضى الأمر دون البحث عن سر اختفائه أو إعطائه أهمية دولية أو انشغلوا كما حدث مع المواطن جمال خاشقجي. قضية الصحافي جمال خاشقجي بالنسبة للرأي العام الدولي هي ورقة ضغط على المملكة العربية السعودية على كثير من قرارتها الدولية ومواقفها في ملفات عديدة. أما قضية المواطن جمال بالنسبة إلى قيادة المملكة والرأي العام في السعودية فهي قضية عدالة ونهج للشريعة الإسلامية، وقد بينها خادم الحرمين الشريفين وولي العهد السعودي بألا أحد فوق القانون سواء كان أميراً، أو وزيراً، أو مليونيراً، جميعهم سواسية أمام العدالة لمحاسبتهم، إذا أثبتت المحاكم السعودية جرمهم. فإقامة الحد في المملكة نهج واضح في ترسيخ العدل حتى بات تطبيق الشريعة الإسلامية مصدر إزعاج للمنظمات الدولية، وهذا يدعونا إلى الاطمئنان إلى أن دم المواطن السعودي لن يهدر بل ستحاسب المملكة جميع المتورطين في قتل جمال خاشقجي -رحمه الله- لأنها المملكة العربية السعودية، وملكها هو ملك الحزم والحقوق لا تضيع عنده أبداً. ومهما أبدت قوى الإعلام الدولي نهجها في تضليل العالم، لن يستكين قائد الأمة العربية والإسلامية إلا بتطبيق العدل بين أرجاء المملكة.

قناة الجزيرة وضعت سيناريوهات عديدة منذ اختفاء جمال خاشقجي بأن الصحافي قد قتل داخل قنصلية بلاده، وكأنها تعلم يقيناً بأنه بالفعل قد قتل، لم يحبس أو يختفي، فجميع أخبار الجزيرة كانت نابعة من اليقين المطلق وكأنها كانت موجودة في الحدث نفسه، وهذا يدعونا للتساؤل كيف علمت الجزيرة بمقتله؟ وهل لمقتله علاقة بها؟ خاصة وأنها دائماً تنفرد في تقاريرها التلفزيونية المشبوهة مع الجماعات الإرهابية مثل «داعش» و«القاعدة» وهي في عقر دارهم، وهل تواجد الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده كان من تدبير نظام الحمدين؟ أسئلة يبدو أن إجاباتها واضحة المعالم، وسوف تبدي الأيام الصورة الكاملة منذ تصريحات جمال خاشقجي حول الإخوان، إلى لحظة استدراجه للقنصلية وقتله.

المملكة العربية السعودية لديها الشجاعة بأن تصرح بأن مواطنها جمال خاشقجي قتل داخل القنصلية السعودية في تركيا على يد عدد من السعوديين، لديها الشجاعة من أجل تحقيق العدالة، ولكن هل للنظام القطري المنعكف في هجومه على المملكة العربية السعودية بأن يمتلك أيضاً الشجاعة في الإفصاح عن مقتل الشيخ سحيم بن حمد آل ثاني؟ وهل لقناة الفتنة «الجزيرة» بأن تمتلك ذرة شجاعة واحدة بأن تنشر تقريراً تلفزيونياً تسرد قصة انقلاب الابن العاق على أبيه أو تروي في مسلسل ألف ليلة وليلة عن محاولة قتل الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- أو قصة قتل الرئيس الليبي معمر القذافي أو قصص الدماء المهدورة في الربيع العربي التي تبناها نظام الحمدين في مصر وليبيا وتونس وسوريا والبحرين والعراق؟ بالتأكيد هذا صعب على نظام انتهج الإرهاب درباً للوصول إلى غايته، صعب على نظام جعل جل همه واهتمامه هو ضرب استقرار المملكة العربية السعودية، وبين ضروب أجندات نظام الحمدين والحقيقة هو شجاعة المملكة العربية السعودية بالتصريح عن وفاة المواطن الإنسان جمال خاشقجي -رحمه الله- يبقى نظام الحمدين بالمختصر «عاراً» يشهد له العالم بالإرهاب، وستبقى المملكة شامخة واضحة قوية تشهد لها أفعالها وأقوالها إلى يوم الدين.