بطريق الصدفة تمكنت من الحصول على الكثير من معلوماتها وهواياتها، كانت تراها في الجامعة وقد أوصلها السائق فهي من عائلة محافظة جداً لا تسمح فيها للفتيات بالسياقة من باب العادات والتقاليد المجتمعية، الفتاة جميلة الشكل أنيقة المظهر حسنة السمعة ولا أعرف كيف هذا الشيطان البشري المتمثل في فتاة تتابع أخبارها بنهم وتترصد لها تمكنت حتى من الحصول على عنوان منزلها وبياناتها الخاصة.

دهشت وهي تحوم في منطقة سكنها عندما اكتشفت أن منزلها كبير جداً وفخم!! أخذت تحاول حفظ أنواع سيارات المنزل كلها.. يبدو أن عقد النقص وقتها قد تحركت بداخلها بشدة وفي الأساس هي من النوع المتعدد العلاقات رغم أنها على ذمة رجل أي متزوجة!! أوجدت لها حساب إلكتروني متخفي لتتعرف فيه على الشباب وكانت تتكلم معهم على أساس أنها تلك الفتاة و»يا غافلين لكم الله!!».

كانت وهي تتعرف عليهم ويسألونها عن أين تسكن تخبرهم أنها تسكن بداخل منزل تلك الفتاة وكانت تعيش الدور جيداً فتدعي عندما يطلب أحد ما مقابلتها أنها لا تستطيع كونها لا تستطيع الخروج إلا برفقة السائق، لأنها ناقصة فكانت تشعر بالفخر والقوة وهي تنتحل شخصية فتاة بريئة تطعن بسمعتها وتشوه اسم عائلتها دون أن تدري تلك عما تفعله وترى كيف الشباب يتراكضون عليها كونها تظهر أمامهم بمظهر الفتاة الثرية الحسناء ذات المكانة المرموقة مجتمعياً، كانت بين فترة وأخرى تهتم كثيراً بمعرفة آخر أخبار ضحيتها حتى تتقمص الشخصية جيداً ولا تكشف أو تفضح أو يتجه أحد لإخبار الفتاة فتعلم عنها وتتقدم بشكوى عليها!

شقيقة هذه المجنونة المريضة نفسياً أيامها هي من أخبرتنا بهذه القصة وهي تطلعنا على محادثاتها مع الشباب وما تفعله باستياء وخوف أن تخبر أحداً فتنتقم منها وخوفاً كذلك على شقيقتها أن يعلم زوجها فيهدم منزلها! فسألناها يومها: تخافين على شقيقتك وعلاقتها بزوجها فقط؟ ألا تفكرون في مصير تلك الفتاة البريئة وكم عدد الشباب الذين تتكلم معهم أختك ويظنون أنها هي فيروحوا يتكلموا عنها وتتشوه سمعتها وتتدمر في مجتمع «وداني» يسير في حكمه على الآخرين على ما يسمع لا على ما يرى إلا من رحم ربي وهي بالأصل بريئة من كل ما تفعله أختك من تصرفات ومكالمات مع الشباب؟ ألا تخافون أن يقوم أحد الشباب بإخبار أهل تلك الفتاة مستنداً على المحادثات التي تحوي معلوماتها واسمها بالكامل ظناً أن لها علاقات متعددة من الشباب فيمنعونها عن الدراسة مثلاً وهي بريئة أصلاً وقد تحتاج دهراً لإثبات برائتها وانكشاف الحقيقة وكل ذلك بسبب تقمص أختك لشخصيتها؟

تأملت يومها حالهم.. الأخت التي تتقمص شخصية تلك الفتاة البريئة أقل من العادية ويبدو أن سمنتها المفرطة تسببت لها بـ»عقدة الحريم» وهذه العقدة معروفة في عالم النساء حيث تتعمد المرأة لإيجاد امرأة أخرى ضحية تؤذيها وتحطم حياتها فتشعر أنها ليست الوحيدة التي تعاني في هذه الحياة وتظل سنين طويلة مهتمة بإلحاق أقصى أنواع الألم النفسي والأذى حتى تتغذى على شعور ضحيتها وهي تعاني، كما إن هذه الفتاة تعيش في بيئة مفككة ومتناقضة فالأب يعنف بناته ويلوم دائماً أمهم كونها لم تنجب له ولداً ويمد يده على أمهم التي هي من توجه ومذهب مخالف لمذهبه وتوجهه وأمام الرفض المجتمعي الذي تعانيه هي وأخواتها فلا بيئة الأب تتقبلهم ولا بيئة الأم كذلك فكل هذه العوامل أوجدت لها عقدة الحريم رغم أن هذه العقدة ليست عذراً لها فيما تفعله من جرم وسلوك يعتبر من الكبائر في الدين!

مناسبة هذه القصة تأتي استكمالاً لمقالنا السابق «مجنون حر طليق في السوشل ميديا» واستعراضنا لعدد من العاهات النفسية التي تجد من مواقع التواصل الاجتماعي والساحة الإلكترونية مرتعاً لبث أمراضهم النفسية حيث ذكرتني إحداهن بأهمية التشديد أن هذه الأمراض كانت أكثر وضوحاً خلال أيام أزمة البحرين الأمنية حيث ظهرت العديد من الحسابات التي يديرها أشخاص متواضعي التعليم والرتب الوظيفية وأخذوا ينتحلون شخصيات أمنية وقيادية عالية المستوى تحت أسماء وهمية ويديرون حسابات إخبارية الهدف منها اصطياد الفتيات وتغذية شعور النقص وعدم تقبل الواقع والرضا الوظيفي بانتحال صفة أنه من الشخصيات المهمة جداً في المجتمع البحريني لأنه يدري أنه على أرض الواقع نادراً ما قد تلتفت له فتاة!

كما لا يمكن أن نغفل أن قضايا الجرائم الإلكترونية في دولنا قد ازدادت بشكل رهيب جداً وملفت فيما يخص التجاوزات والحوار القائم على القذف والشتم وتصوير مقاطع مخلة تقترب من مفهوم الاضطرابات السلوكية والأمراض النفسية وطرح آراء ووجهات نظر غير منطقية وتحمل تطاولاً وتعدياً على الآخرين وحرياتهم والعديد من القضايا التي لو تأملناها لوجدنا أنه لا يمكن أن نقف عندها وفق مبدأ الغلطان يحاسب والمجرم يعاقب فقط والعقوبة تكون فقط بدفع مبلغ مالي أو الحبس لعدة شهور إنما لابد من النظر إلى ما وراءها فهناك العديد من المجانين إلكترونياً الذين يحتاجون فعلاً لإعادة تأهيل وعيادات نفسية تحول إليها مثل هذه الحالات التي كشفتها لنا مواقع التواصل الاجتماعي خاصة أولئك الذين يحملون سجلاً حافلاً بقضايا الجرائم الإلكترونية وانتحال الشخصيات أو الصفات المهنية.

* إحساس عابر:

اثنان يهتمون بأدق تفاصيلك.. شديد الحب وشديد الحقد!!