أتساءل كيف يمكن لعبدالملك الحوثي أن يراعي الناس وهو لم يراعِ عمه الداعية اليمني عبدالعظيم الحوثي، الذي يلتقي نسبه مع عبدالملك الحوثي في جدهم الحسين.. إذ تجاوز كافة القيم الإنسانية واتفاقية جنيف بشأن قوانين الحروب، فليأمر ميليشياته الجائرة باحتجاز عشرات الجرحى من أتباع عبدالعظيم الحوثي بعدما اختطفوهم من المستشفيات، ما جعل دائرة المواجهات الحوثية-الحوثية بين ميليشيات عبدالملك الحوثي وعمه الداعية الزيدي عبدالعظيم تتسع يوماً بعد يوم، إذ إن مرجع هذا القتال الجاري بينهما عقائدي وعسكري في آن واحد.

يرى أتباع الداعية عبدالعظيم الحوثي أن ميليشيات عبدالملك الحوثي متطرفة وذات تبعية عمياء لإيران، بل أنهم يرون أيضاً أن ميليشيات عبدالملك تقوم بنشر الفكر الخميني في اليمن على حساب المذهب الزيدي. ذلك أن عبدالملك وعصابته يهيمنون على الحكم مستخدمين المذهب الزيدي أداةً لهم، رغم أنهم غير مأمونين على المذهب ولا على أي شيء، جعل ذلك من الخلاف بين الطرفين جوهراً، فعصابة عبدالملك تجنت على الزيدية بوجه عام وبالأخص على أهل البيت، لعدوانهم الدموي، واتهامهم لرجال الدين الزيدية بالخنوع والعجز. أما الداعية عبدالعظيم فقد وصفهم من الفساق والطغاة والمجرمين، وبغاة ومجرمون، ويعتدون على دين الإسلام، مضيفاً إلى ما سبق أنهم «جهلة وصغار السن» لذا تثيرهم أعمال النصابين، واللصوص، وقُطّاع الطرق.

شهدت مختلف مناطق محافظتي صعدة وعمران مطلع أكتوبر المنصرم عودة الصراع بين الطرفين، لترتفع جرّاء ذلك حصيلة المواجهات لما يزيد عن 40 قتيلاً، إذ حاصرت ميليشيات الحوثي الانقلابية قرى آل حميدان في صعدة، ثم شنت هجومها بالقصف المدفعي العشوائي عليها، وفجرت البيوت هناك.

ربما يدفعنا ذلك أن نوجه بعضاً من الأسئلة الهامة للتحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن، أبرزها «كيف لم يتم التحالف مع عبدالعظيم الحوثي؟!! الذي بينه وبين ميليشيات عبدالملك دم كثير، مرجعه أسباب عدة يأتي في مقدمها اعتداء جماعة عبدالملك على عبدالعظيم شخصياً وتشريد أهله ونساؤه، وهدم بيته وطرده من ضحيان، شمال صعدة. كما هدموا 15 منزلاً لأتباعه، وهدموا مسجداً كان يلقي فيه دروسه، وكذلك مدرسة كان يعلم فيها. ليس هذا وحسب، بل واشتبك أنصار الطاغية عبدالملك مع أتباعه وخلفوا من بينهم عشرات القتلى في مواجهات دموية متفرقة.

* اختلاج النبض:

يمكن القول ان عبدالعظيم الحوثي من المنفتحين على جميع الآراء، خلافاً لانغلاق عبدالملك داخل المذهب الاثني عشري، وتشريعه لأبواب اليمن للتدخل الإيراني في شؤونها، وإرغامه الطائفة الزيدية على خدمة مصالح إيران. لعل هذا كله يعطي الخليجيين خياراً حوثياً آخر للمشاركة في حكم اليمن.