النظام القطري دائماً يستغل الضمائر الميتة التي تبيع أوطانها وعروبتها برخص التراب، يستغل دوافعهم الشيطانية ليس بمنظور مادي فحسب وإنما من منظور عقائدي أيضاً، فعندما يرتبط المال بدافع فكري أو أيديولوجي تكون الضمائر مهيأة حتى يستلمها إبليس نفسه لتحقيق مآرب إرهابية وعدوانية وفوضوية في دول العالم، فالنظام القطري لا يهدف إلى نشر الإرهاب في المنطقة فحسب وإنما يهدف إلى تغيير معالم العالم العربي وتفكيكه وفق أيديولوجية محددة بمساعدة دول وأفراد وجماعات ومنظمات أغلبها صنفت ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.

محكمة الاستئناف العليا في مملكة البحرين أصدرت منذ يومين حكماً بالسجن المؤبد لمتهمين في قضية التخابر مع قطر إبان الأزمة البحرينية التي تعرضت لها في 2011 «بغرض ارتكاب أعمال عدائية ضد البحرين والإضرار بمصالحها القومية، والتوصل إلى معلومات حساسة تمس أمنها»، فقد كان للنظام القطري دور خطير في دعم وتمويل الإرهابيين في المملكة بهدف إثارة الفوضى وإضعاف سيطرة الحكومة البحرينية على البلاد تمهيداً لإسقاط النظام الشرعي في البلاد. ما قام به الإرهابيون في المملكة بدعم من قطر وإيران كان واضحاً في 2011 والمجتمع البحريني يدرك تماماً بأن السجن المؤبد هو أقل عقوبة تستحقها العناصر الإرهابية.

لاتزال يد قطر تلعب بالنار، وتستغل كل ما تبقى لها من حيل ومكر وأدوات من أجل تدمير مملكة البحرين مستعينة بالمال والعناصر الإرهابية وأبواق الفتن الإعلامية التي تحتضنهم على أرضها، حتى الاستحقاق الانتخابي وفرحة المجتمع البحريني بالانتخابات النيابية دنسه النظام القطري عندما جند أحد المترشحين البحرينيين لأهداف واضحة حتى يكون للإرهاب القطري يد ولسان داخل البرلمان البحريني تماماً كما جندت علي سلمان وآخرين لنفس المآرب والأهداف في وقت سابق.

حين ننظر إلى قضية البحرين مع الإرهاب القطري ندرك بأن المصيبة والطامة ليست في الإرهاب القطري فحسب، وإنما تكمن المصيبة عندما يبادر المواطن أو من يحسب على أنه مواطن ببيع بلده وأهله برخص التراب، فتلك مصيبة وطن عندما يتنكر الفرد لذاته الوطنية ويتحايل على وطنه ومجتمعه بعدما تربى وترعرع وأصبح يافعاً ثم يهدم في آخر المطاف انتماءه ووطنيته بالتخابر مع دول أجنبية حتى يحقق أهدافاً وغايات لا تمت للوطن بصلة، وكأنه بذلك يكون قد قطع حبل الوريد لنبض هذا الوطن والتمتع بأحقية الاستقرار للنهوض والتقدم. وعلى الرغم من وجود فئة ضالة تسلك سبل الإرهاب وتتخابر مع دول أجنبية وتسعى جاهدة من أجل هلاك الوطن، فهناك فئة لا تبيع ضميرها ولا تسمح بأن تكون طعماً لأجندات تسعى لتغيير خارطة العالم العربي.

* كلمة من القلب:

يقال بأن ضابطاً نمساوياً قدم لنابليون بونابرت في إحدى المعارك معلومات عن بلده حيث ساعدت هذه المعلومات على كسب نابليون المعركة التي كان يقودها ضد النمسا، وعندما جاء الضابط ليستلم مكافأة خيانة وطنه من نابليون، رمى الأخير صرة الذهب على الأرض، فقال النمساوي، بأنه يريد مصافحة نابليون فرد عليه قائلاً «هذا الذهب لأمثالك أما يدي فلا تصافح رجلاً يخون بلاده».