هذا ما يفرضه المنطق، مع الاعتذار عن التوصيف، لكن أن تخرج علينا إيران، ومن يقع تحت مظلتها من مرتزقة وأتباع وطوابير خامسة، لتستهدف بلادنا وأشقاءنا في السعودية، من منطلق ملفات حقوق الإنسان، فإن هذه هرطقة (...) تنسى إثمها، وتحاول أن تنصب نفسها شريفة على الشرفاء.

حينما تقول إيران عبر نظامها وألسنته بأنها قلقة من وضع حقوق الإنسان في بعض الدول الخليجية والعربية، فإن هذا النظام ومسؤوليه يدخلون مرحلة «جنون» متعمدة، إذ كيف تتحدثون أنتم عن حقوق الإنسان، وأنتم أكثر نظام في هذا الكوكب ينتهك حقوق الإنسان.

كيف تتحدث إيران عن شعوب العالم، وتتباكى عليها، وتدعو الأنظمة للقيام بأمور تقع ضمن سيادتها الداخلية، في الوقت نفسه الشعب الإيراني حينما يتمكن من الكلام دون قلق وخوف من القمع والاستبداد، تجده يشتم ويلعن في هذا النظام الذي سرق خيرات هذا البلد، وأوصل الشعب ليعيش في سجن كبير سياسياً، يصور نفسه على أنه نظام إسلامي، في وقت تنتشر فيه الدعارة والفساد والرشاوى والسرقات.

لا يا إيران، اهتمي بنفسك وشعبك، واتركي عنك الدول الأخرى، فحقوق الإنسان عند نظام خامنئي خرافة إن كنت تتحدث عن الشعب الإيراني، لكنك حينما تتحدث عن الشعوب الأخرى، يخرج خامنئي وأذنابه ليتحدثوا وكأنهم على رأس مفوضية حقوق الإنسان، هذه المفوضية التي لا تقدر على دخول الأراضي الإيرانية حتى، لأنها تدخل أرضاً محرمة حقوق الإنسان فيها منتهكة لأقصى حد.

إيران رأس حربة الإرهاب العالمي، فلا يخرج علينا مسؤولوها ليتحدثوا عن الإرهاب، إذ من غيركم يحتل دولاً عربية ويبتلعها ابتلاعاً؟! أليست لبنان تعاني منكم؟! أليست سوريا اليوم مستعمرة إيرانية، ورئيسها دمية في يد خامنئي؟! أليست اليمن مطمعاً لكم، والحوثيون عملاء خيانة في أرض عربية محضة؟! أولستم من فتت أوصال العراق وسرق خيراته؟! وقبلها كم ملايين شردتم من شعبكم في الخارج، منذ زمن الخميني، وامتداداً إلى زمن الخامنائي؟! بل كم قتلتم ونهبتم وسلبتم واغتصبتم؟!

تتحدث إيران عن الإرهاب، وهي من يقوم بتنفيذه في شتى بقاع العالم. أولم تحاولوا قتل وزير الخارجية السعودي السفير السابق في الولايات المتحدة عادل الجبير آنذاك؟! ألم تحاولوا تنفيذ عملية إرهابية قريبة جداً في فرنسا تستهدف المؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية برئاسة مريم رجوي، وفضحتكم السلطات الأمنية في بلجيكا وألمانيا وفرنسا؟! أوليس قادة «القاعدة» و«داعش» متواجدين داخل إيران، وهم رموز الإرهاب؟! بل المطلوبون أمنياً في البحرين، والإرهابيون الفارون من العدالة، موجودون داخل طهران، ويمضون في تصدير التصريحات الإرهابية، وجمل التحريض بهدف إقلاق داخل البحرين. أولستم أنتم من يحتل أرضاً عربية، تدعون أن الأحواز إيرانية، في حين التاريخ يقول بأنها عربية، وبلعها النظام الصفوي لخيراتها وعلى رأسها النفط؟! وأيضاً ألستم من يحتل الجزر الإماراتية الثلاث، الجزر الخليجية العربية؟!

السجل يطول، والتاريخ بصفحاته يعجز عن تلخيص التاريخ الإرهابي الطويل للنظام الإيراني المجرم، بالتالي حينما تحاول إيران عبر مسؤوليها التفلسف على الأنظمة المتقدمة عليها في الحريات وحقوق الإنسان، وحينما يصرخ عملاؤها في هذا الاتجاه، عليهم أن يتذكروا بأن العالم يضحك عليهم، لأنهم يعرفون أن ما يصدر عنكم لا ترجمة له، سوى أنكم كما (...) التي تدعي الشرف! مراراً، وتكراراً!