* القوات الشرعية تستعيد "مواقع حيوية" من الحوثيين بالحديدة

* ميليشيات الحوثي تفخخ مساجد بالحديدة وتدمر مآذنها

* التحالف يطلب من أمريكا وقف تزويد طائراته بالوقود جواً



صنعاء - سرمد عبدالسلام، (وكالات)

بدأ مسؤولون بارزون في حكومة الانقلاب الحوثية غير المعترف بها دولياً، ونواب برلمانيون، بالقفز من سفينة الحوثيين التي توشك على الغرق، مع توالي الضربات الموجعة التي منيت بها الميليشيا مؤخراً في مختلف الجبهات القتالية.

وأكد مصدر مقرب من الحكومة الشرعية لـ"الوطن" أن "عبدالسلام جابر وناصر باقزقوز اللذين يشغلان منصبي وزيري الاعلام والسياحة على التوالي في حكومة الإنقلابيين الحوثيين غير المعترف بها، قد وصلا بالفعل إلى العاصمة السعودية الرياض، ليلتحقا بركب الشرعية اليمنية".

ومن المقرر أن يظهر الوزيران المنضمان للتو إلى الشرعية اليمنية، الأحد، مؤتمراً صحافياً في الرياض وذلك بحضور مختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية، لتأكيد انشقاقهما والحديث عن بعض التفاصيل، بما في ذلك رحلتهما المحفوفة بالمخاطر من صنعاء الى الرياض التي تمت بتنسيق مع الحكومة الشرعية في اليمن والتحالف العربي.

وكان جابر وباقزقوز قد تواريا عن الأنظار في العاصمة صنعاء منذ منتصف الأسبوع الماضي، عقب خلافات كبيرة مع قيادات بارزة في ميليشيا الانقلاب، ولم تفلح جهود اجهزة الامن والاستخبارات الحوثية في تعقبهما، نظراً للخطة المحكمة والتنسيق عالي الدقة الذي جرى، لإخراجهما بأمان وصولاً إلى مناطق الشرعية ومن ثم نقلهما إلى الرياض.

بدوره، أكد مصدر مسؤول بالسفارة اليمنية بالرياض في تصريحات لـ "العربية"، السبت، صحة انشقاق عبدالسلام جابر عن الميليشيات الحوثية وانضمامه إلى صفوف الشرعية، وأنه قدِم إلى الرياض منذ يومين.

وأوضح المصدر أن السفارة ستعقد الأحد مؤتمراً صحافياً لوزير الإعلام المنشق عن ما يسمى بالمجلس السياسي لحكومة الحوثي الانقلابية عبدالسلام جابر بمقر السفارة عند العاشرة صباحاً.

وأضاف المصدر أن المؤتمر سيتطرق للعديد من التساؤلات ومنها عن جرائم الانقلابيين بحق اليمنيين والسجون وانتهاكات الحقوق، وعن دوره في هذا الانقلاب، وهل كان وزيرا أم مجرد "كومبارس" لأداء المهام المطلوبة منه.

وأردف أن عبدالسلام جابر من ضمن الحراك الجنوبي وهو من أبناء الضالع، وهو ممن عاشوا في بيروت 7 سنوات، وممن أشرفوا على مراكز دراسات وصفوف ومراكز بحثية لإيران والحوثيين وحزب الله.. وقد عمل معهم "شغل ميليشاوي".

وحول انشقاقه عن الميليشيات الحوثية، أوضح المصدر أن عبدالسلام لم يكن سوى أداة ليس له قيمة، وكان كل ما يفعله هو التواجد عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وصرح أن هذا هو الوزير الثالث المنشق عن جماعة الحوثيين، حيث إن الوزير الأول وهو من العيار الثقيل انشق عن الجماعة الحوثية وغادر اليمن ليستقر بماليزيا ولكنه رفض إجراء مقابلات، وهناك نائب وزير التربية والتعليم وهو أيضاً انشق عن الحوثيين وموجود بالرياض حالياً، والآن وزير الإعلام عبدالسلام جابر.

وقال إن المنشقين ليس لزاماً أن يأتوا إلى السعودية فمنهم من رحل إلى القاهرة، ومنهم من فضل السفر خارج الدول العربية، تجنباً للاغتيالات أو ملاحقة الحوثيين لهم.

ويعد هذا هو الانشقاق الثالث في حكومة الانقلابيين، في غضون 10 أيام فقط، بعد هروب نائب وزير التربية التعليم د.عبدالله الحامدي الذي يتواجد حالياً في المملكة العربية السعودية.

وينحدر الوزيران عبدالسلام جابر وناصر باقزقوز من من المناطق الجنوبية وتحديداً مدينتي الضالع وحضرموت، وكانت الميليشيا قد نجحت في استقطاب الأول منذ وقت مبكر قبيل انقلابها على الشرعية في 2014، فيما يصنف الأخير بكونه من منتسبي حزب الموتمر الشعبي العام الموالي للرئيس الراحل علي عبدالله صالح الذي ارتبط بتحالف مع الحوثيين قبل الانقلاب عليه وتصفيته في 4 ديسمبر 2017.

ومن المتوقع أن تشهد الأيام القادمة انشقاقات أخرى في ظل تضييق الخناق على الميليشيات عسكرياً في عدد من جبهات القتال.

ميدانياً، فرض الجيش اليمني سيطرته على "مواقع حيوية" في مدينة الحديدة، غرب اليمن، فيما يواصل التقدم في عدة أحياء بالمدينة وذلك بدعم وإسناد كبير من قوات تحالف دعم الشرعية.

وقالت وزارة الدفاع اليمنية، إن "قوات الجيش أحكمت سيطرتها على مستشفى "22 مايو"، الذي تحصنت فيه ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران ونشرت فيه العشرات من مسلحيها وقناصيها".

وذكر موقع "سبتمبر نت" التابع للوزارة، أن "قوات الجيش استعادت المشفى بعد أن نسفت الميليشيات الحوثية أجزاء منه وبسطت سيطرتها على الأحياء المحيطة بالمشفى".

ولقي 25 عنصراً حوثياً مصرعهم خلال المعارك التي جرت لتحرير المشفى، إضافة إلى مقتل 6 قناصين، فيما فر العشرات مخلفين أسلحتهم وجثث قتلاهم.

وفي السياق، أعلنت قوات الجيش اليمني اقترابها من السيطرة على دوار يمن موبايل ومعسكر الدفاع الساحلي بعد تنفيذ عملية التفاف على مواقع الميليشيات هناك.

ونجحت فرق من وحدات الهندسة العسكرية من إبطال عشرات العبوات الناسفة كانت الميليشيات الانقلابية قد زرعتها في الأحياء المحيطة بمستشفى 22 مايو، بينها عبوات تعمل بالإشعاع والتحكم عن بعد.

من جهة أخرى، لم تقتصر انتهاكات ميليشيات الحوثي الإيرانية في اليمن على إلحاق الأذى بالمدنيين فحسب، بل امتدت آثارهم التخريبية للمرافق العامة من مدارس ومستشفيات ومخازن أغذية وحولتها إلى ثكنات عسكرية، وطالت أخيراً المساجد التي زرع فيها الانقلابيون الألغام والعبوات الناسفة.

وأظهر تسجيل مصور للمكتب الإعلامي لقوات أولية العمالقة في الحديدة، غرب اليمن، قيام الميليشيات الانقلابية بتفخيخ مسجد "إخوان ثابت" بالمدينة، بعد قصفه وتدمير مئذنته بالكامل، وتخريب أجزاء كبيرة منه.

وزرع الحوثيون عدداً من العبوات الناسفة داخل جدران المسجد وخزائنه، في حين تركوا ألغاما داخل باحاته الرئيسة وعلى مداخله، بعد تمكن قوات المقاومة اليمنية المشتركة من طردهم من المنطقة.

ولا تعد هذه المرة الأولى التي تفخخ فيها ميليشيات الحوثي الإيرانية المساجد في اليمن، ففي 18 سبتمبر الماضي حوّل الانقلابيون مسجداً في قرية الجريبة السفلى بمديرية الدريهمي في الحديدة إلى ثكنة عسكرية، واعتلى قناصة سطحه وأحرقوا غرفة الإمام.

وفي 23 أكتوبر الماضي، أكد المتحدث باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد تركي المالكي، أن الميليشيات الحوثية الإرهابية التابعة لإيران، تستخدم المساجد مواقع عسكرية.

وقال المالكي حينها، إن استخدام المساجد كملاجئ للتحصن فيها من قبل الميليشيات، يخالف القانون الدولي والأعراف.

وعلى مدار سنوات الانقلاب على الشرعية في اليمن، عمدت ميليشيات الحوثي الإيرانية إلى نهب محتويات الكثير من المساجد، في انتهاك صارخ لكافة الأعراف والقوانين الدولية التي تجرم التعدي على المقدسات الدينية ودور العبادة.

وفي تطور آخر، طلب تحالف دعم الشرعية في اليمن من الولايات المتحدة وقف تزويد طائراته بالوقود جواً في اليمن، مؤكداً أن السعودية والدول الأعضاء زادت قدراتها في مجال تزويد طائراتها بالوقود جواً.

وجاء في بيان للتحالف نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس" فجر السبت، "انطلاقاً من جهود المملكة العربية السعودية والدول الأعضاء في تحالف دعم الشرعية في اليمن، للعمل بشكل مستمر على تطوير قدراتها العسكرية وتعزيز الاعتماد على قدراتها الذاتية، تمكنت المملكة العربية السعودية ودول التحالف مؤخراً من زيادة قدراتها في مجال تزويد طائراتها بالوقود جواً بشكل مستقل ضمن عملياتها لدعم الشرعية في اليمن".

وأضاف البيان "وفي ضوء ذلك، وبالتشاور مع الحلفاء في الولايات المتحدة الأميركية، قام التحالف بالطلب من الجانب الأمريكي وقف تزويد طائراته بالوقود جواً في العمليات الجارية في اليمن".

وعبّرت قيادة التحالف عن أملها "بأن تقود المفاوضات القادمة برعاية الأمم المتحدة إلى اتفاق في إطار قرار مجلس الأمن الدولي 2216 بما يساهم بوقف الاعتداءات التي تقوم بها ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران على الشعب اليمني الشقيق ودول المنطقة، بما في ذلك التهديدات التي تشكلها الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار".

من جهته، أكد مسؤول أمريكي أن "واشنطن تؤيد طلب السعودية وقف تزويد أمريكا لطائرات التحالف بالوقود جواً".

في سياق متصل، ذكرت مصادر لقناة "العربية" أن "السعودية تمتلك 21 طائرة لغرض تزويد مقاتلاتها بالوقود جواً، كما تساهم الإمارات بـ 6 طائرات لتزويد مقاتلات التحالف بالوقود جواً". وأوضحت المصادر أن "التحالف كان يستفيد من منظومتين أمريكيتين فقط لتزويد مقاتلاته بالوقود".