* إسرائيل تخرق "التهدئة" وتقتل صياداً فلسطينياً

غزة - عز الدين أبو عيشة، (وكالات)

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الأربعاء، "استقالته من حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لرفضه وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد خلاف حاد مع الحكومة"، وطالب "بتحديد موعد لتنظيم انتخابات مبكرة"، فيما اعتبر مراقبون الاستقالة المفاجئة ضربة للائتلاف الحكم ولحكومة الاحتلال برئاسة نتنياهو.



وفي أول خرق لاتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، استشهد صياد فلسطيني برصاص الاحتلال في بحر غزة.

ووصف ليبرمان في قراره الذي يصير سارياً بعد 48 ساعة على تقديم الاستقالة المكتوبة الاتفاق الذي تم بوساطة مصرية الثلاثاء ووافقت عليه حركة حماس بأنه "استسلام للإرهاب"، على حد تعبيره.

كما دعا ليبرمان إلى إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل، وأعلن انسحاب وزراء حزبه من الحكومة.

وأكد الوزير المستقيل أنه ضد إدخال أموال الى غزة بعد أن سمح نتنياهو بإدخال 15 مليون دولار "قطرية" نقداً في حقائب إلى القطاع لدفع رواتب موظفي الحكومة التي تديرها حماس.

وأثار وقف إطلاق النار انتقادات واسعة من داخل حكومة بنيامين نتنياهو، وكذلك من الإسرائيليين الذين يعيشون بالقرب من قطاع غزة الذين تظاهروا الثلاثاء وصباح الأربعاء، ويريدون الاستمرار في ضرب حركة حماس.

وطالب المتظاهرون الإسرائيليون بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ورئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت بالاستقالة.

ودافع رئيس الوزراء الإسرائيلي عن قراره وقف إطلاق النار مع غزة في مواجهة الانتقادات التي وجهت إليه، وذلك بعد أخطر تصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة منذ حرب 2014.

وقال نتنياهو في حفل تكريم لمؤسس دولة إسرائيل ديفيد بن غوريون "في أوقات الطوارئ عند اتخاذ القرارات الحاسمة للأمن، لا يمكن للجمهور أن يكون دائماً مطلعاً على الاعتبارات التي يجب إخفاؤها"، مضيفاً "لقد توسل أعداؤنا لوقف إطلاق النار وكانوا يعرفون جيداً السبب".

وتأتي استقالة ليبرمان بعد يوم واحد على إعلان وقف إطلاق النار. وفي مؤتمر صحفي هاجم الحكومة الإسرائيلية، لعدم موافقتها للدخول في عدوان جديد مع القطاع، والسماح بإدخال الأموال القطرية إلى القطاع.

وعقب قرار الاستقالة سحب ليبرمان أعضاء حزبه من الحكومة الإسرائيلية، حيث ينتمي ليبرمان إلى حزب "إسرائيل بيتنا"، ويشكل في الحكومة الإسرائيلي نحو 5 مقاعد في الكنيست الإسرائيلي، من أصل 66 عضواً يشكلون الائتلاف الحاكم في إسرائيل.

وسحب أعضاء الحزب من الحكومة لا يؤثر على الأغلبية، حيث تبقى أغلبية مطلقة مؤيدة للحكومة "النصف+1"، وهو 61 عضو كنيست من أصل 120 عضواً يشكلون الهيئة العامة للكنيست.

ورأى مراقبون أنّ جدلاً عميقًا في الساحة الإسرائيلية الداخلية أثير عقب وقف إطلاق النار مع القطاع، وبالتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات، كما ستضع إسرائيل في حرج أمام الوسطاء الإقليميين والدوليين في ملف التهدئة.

"الوطن"، رصدت ردود أفعال الأحزاب الفلسطينية حول استقالة وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان.

القيادي بحركة "حماس" سامي أبو زهري قال إن "استقالة ليبرمان هي اعتراف بالهزيمة والعجز في مواجهة المقاومة الفلسطينية، وانتصار سياسي لغزة التي نجحت بصمودها في إحداث هزة سياسية في ساحة الاحتلال".

وقالت حركة "الجهاد" الإسلامي إن "استقالته انتصار لإرادة المقاومة وثبات لشعبنا في مواجهة الاحتلال"، وجاء ذلك على لسان الناطق باسم سرايا القدس أبو حمزة، الذي أكد أن "المقاومة لم تكتف بردع العدو عسكريا بل أربكت حساباته السياسية".

من جهته، قال الناطق الإعلامي للجان المقاومة الشعبية أبو مجاهد إن "استقالة ليبرمان هي انتصار نوعي للمقاومة بعد الفشل الأمني والعسكري في غزة"، بينما ذكرت حركة "الأحرار"، أن "الاستقالة تؤكد مدى وهن البيت الصهيوني وتخبطه أمام قوة المقاومة".

وأصدرت الفصائل وبينها حركة حماس، بياناً مشتركاً قالت فيه إن "جهوداً مصرية مقدرة أسفرت عن تثبيت وقف إطلاق النار بين المقاومة والعدو الصهيوني، وإن المقاومة ستلتزم بهذا الإعلان طالما التزم به العدو الصهيوني"، وفق البيان.

واستشهد 7 فلسطينيين في غزة خلال 24 ساعة من التصعيد الخطير استهدفت خلالها الغارات الإسرائيلية مباني وأدت إلى اندلاع ألسنة اللهب وتصاعد أعمدة الدخان.