قامت الولايات المتحدة الأمريكية بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس في شهر مايو من العام الجاري، وقد أثار ذلك غضب العالم الإسلامي الذي يعتبر الشطر الشرقي من المدينة والذي ضمته إسرائيل إليها، عاصمة لدولة فلسطين المستقبلية. لكن هذا الغضب لم يحل دون تكرار نفس الخطوة من قبل كل من جمهورية غواتيمالا وجمهورية باراغواي، غير أن بارغواي تراجعت وأعلنت عن إعادة سفارتها إلى تل أبيب. ما برهنته المواقف الدولية عقب خطوة ترامب بنقل السفارة، أن قوة الغضب الإسلامية لم تكن كافية، فقد أعلنت كل من أستراليا وجمهورية التشيك عن أنهما تدرسان نقل سفارتيهما إلى القدس أيضاً، ذلك رغم مجازفة كل منهما على صعيد ما، إذ ضربت الأولى بإعلانها هذا بمصالحها مع أندونيسيا عرض الحائط، فيما ضربت حكومة براغ عرض الحائط بمصالحها التجارية مع العرب والمسلمين والتي يأتي في مقدمها منتجعات العلاج الطبيعي والسياحة. إن الغضب الإسلامي القاصر جعل الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو -المنتمي للحزب الليبرالي الاجتماعي اليميني المتطرف- يعلن عن خطة نقل سفارة بلاده إلى القدس في انتهاك صارخ للقانون الدولي، وما زالت تغيب مبررات الضعف الإسلامي -وأعني الإسلامي على وجه الدقة وليس العربي- بحكم أن القدس للمسلمين كافة، فمنظمة العالم الإسلامي ثاني أكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة، تضم 57 دولة عضو من أربع قارات، وقد نددت بالعمل البرازيلي المتطرف من رئيس متطرف عبر إدانة مكررة العبارات.

البرازيل وغيرها ملزمة باحترام التزاماتها القانونية والسياسية بموجب القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة حيال القدس ورؤية الدولتين. كما لم تقم المنظمة بتفعيل تهديداتها بإجراءات اقتصادية قاسية ضد الدول التي اعترفت بالقدس كعاصمة لإسرائيل أو التي قامت بنقل سفاراتها إليها كالولايات المتحدة وأرغواي. يضاف إلى ذلك أننا لم نسمع اتفاق المسلمين مجتمعين على عدم إجراء زيارات رفيعة المستوى للناقلين لسفاراتهم، أو أن نقاطعهم ونصوت في المحافل الدولية ضد تنظيمهم أحداثاً ثقافية أو رياضية أو فنية إذا اقدموا على خطوة نقل السفارة التابعة لهم إلى القدس. وحسناً فعل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بمقاطعة الإدارة الأمريكية، وياليت بقية دول العالم الإسلامي لو تحذو حذوه ولو مؤقتاً.

* اختلاج النبض:

دعت منظمة التعاون الإسلامي، في بيانها الختامي قبل أسبوعين، جميع الدول الأعضاء في المنظمة إلى وقف استيراد الهيل من غواتيمالا، فكيف سنشرب قهوتنا العربية بدون هيل؟!! حتى نفكر بـ«روقان»، إن كان مجدياً منع استيراد اللحم الحلال من البرازيل.