يودعنا هذا العام، عام 2018، بتغيرات هائلة في الطقس، فقد شهدت بعض دول الجوار أمطار غزيرة تحولت إلى سيول وفيضانات جارفة نتج عنها خسائر في الأرواح ناهيك عن الخسائر المادية حيث دمرت بعض المباني وتلفت البضائع بالمحلات التجارية، وأتلفت المصانع والمزروعات، كما أضرت بعدد كبير من المركبات. إنها حقاً فيضانات أهلكت الحرث والنسل، نعم إن هذه الأمطار والسيول تعتبر أمراً غير متوقع في المنطقة، وظاهرة طبيعية غير مألوفة، فتعذر على الناس التعامل مع الموقف وشكلت مفاجأة لهم فارتبكوا في التصرف مما زاد من الخسائر في الأرواح والممتلكات.

وبعد أن طالت الأمطار والسيول عدداً من دول الخليج والدول العربية، هطلت الأمطار على كافة مناطق البحرين واستغرقت أقل من ساعة حيث وقعت أضرار، فقد دخلت مياه الأمطار بعض المجمعات التجارية وعدد من المستشفيات، واغتنم الأطفال والطلبة تحول ساحات بعض المدارس لبرك صغيرة، فأخذوا يلهون بها تحت المطر، أما ما حدث في المنازل من تسربات للمياه وغيرها وتكبد البعض الخسائر في منازلهم وممتلكاتهم فأنتم أعلم بتفاصيلها، فقد نقلها الناس من خلال الإعلام الاجتماعي نقلاً دقيقاً، وكم مررنا بشوارع قد تحولت لبرك فتعطلت حركة المرور بها. والسؤال الذي يفرض نفسه الآن، ماذا لو استغرق المطر وقتاً أكثر من ذلك فكم سيبلغ حجم الخسائر؟ وسؤال آخر يطرح نفسه، لماذا وقعت هذه الأضرار على الرغم من علمنا المسبق بهطول مثل هذه الأمطار، أليس من المفروض أخذ تدابير وقائية؟

ما حدث قد يكون جرس إنذار بأن نكون دائماً على استعداد لمواجهة الكوارث غير المتوقعة وكيفية التعامل معها، وإيجاد خطة طوارئ. وعلينا أن نستعد لمواجهة جميع أنواع الكوارث كأن تكون كوارث طبيعية كفيضان البحر أو الأمطار أو هزات أرضية، أو عواصف مدمرة، أو قد تكون كوراث من فعل البشر كسقوط طائرة، أو حرائق لا قدر الله، وغيرها.

لقد اتخذت البحرين خطوة إيجابية في هذا المجال، فكلنا نذكر أنه في عام 2003 تم افتتاح المركز الوطني لإدارة الكوارث والأزمات. حيث أُنشئت لجنة تسمى «اللجنة الوطنية لمواجهة الكوارث»، وتختص اللجنة بمهام عدة لعل أبرزها، اقتراح الخطط والبرامج التفصيلية لمواجهة الكوارث والحد من آثارها بكفاءة وفاعلية. إن تأسيس مثل هذا المركز والذي من شأنه وضع خطط للتعامل مع الكوارث هي خطوة إيجابية لحماية المواطنين والمقيمين والمنشآت من آثار الكوارث التي قد تقع لا قدر الله، فوقوع الكوارث شر لابد منه، وأمر متوقع في أي وقت، من هنا تأتي أهمية وضع التدابير لكيفية التعامل مع الكوارث غير المتوقعة، وبالتالي لا يتعرض الناس للجزع الذي يشل حركتهم ويفقدهم القدرة على التصرف الصحيح الجاد

بل تكون معالجة الأمر بشكل عملي متزن الأمر الذي سيجنب الدولة خسائر مالية كبيرة نتيجة معالجة أثار الكوارث وتعويض المواطنين عن التلفيات والخسائر الناتجة عنها.

إن تنفيذ خطة الطوارئ لا تكون وقت وقوع الكارثة بل لا بد من تجهيزات مسبقة وتدريب الناس على كيفية التصرف في حالة الكوارث غير المتوقعة، والتعريف بالخطوات الاحترازية التي يجب اتخاذها مسبقاً

ومن هنا نتمنى أن تكون خطط مواجهة الكوارث وتوعية الناس واضحة لجميع المواطنين والمقيمين لحماية الأرواح والمنشآت.. حفظ الله البحرين وشعبها.. ودمتم أبناء وطني سالمين.