دبي - (العربية نت): تابع عمال شركة "هفت تبه" الإيرانية "وهي شركة عاملة في مجال قصب سكر قرب مدينة السوس"، احتجاجاتهم الأحد، لليوم الرابع عشر على التوالي، رغم تواجد القوات الخاصة لمكافحة الشغب، ورغم وعود المسؤولين بتلبية بعض مطالبهم.

وأفادت مصادر عمالية، من بينها حساب "نقابة عمال هفت تبه" على تطبيق "تلغرام"، باعتقال إسماعيل بخشي، أحد العمال الذي تحدث أمس السبت أمام العمال أثناء تظاهرهم، وكذلك اعتقال مسلم آرمند، أحد ممثلي عمال "هفت تبه"، وصحافية حاولت تغطية المظاهرات السبت.

وكان إسماعيل بخشي قد تحدث أمام المحتجين، مؤكداً أن مظاهرات العمال هدفها المطالبة برواتبهم المؤجلة منذ ستة أشهر، ثم تساءل: "ما دامت مظاهراتنا سلمية، لماذا يأتون بهذه القوات لمواجهتنا؟".



من جهتهم، نشر نشطاء عبر موقع "تويتر"، مقطع فيديو لأحد العمال وهو مضمد اليد، يتحدث عن اعتداء نحو 10 من قوات الأمن عليه بالضرب بسبب مشاركته في المظاهرة.

وأضاف العامل أن مشاركته لم تكن إلا للمطالبة بحقه، مشدداً على أنه يريد العيش بكرامة، وكذلك بقية العمال المشاركين في المظاهرة.

وتميزت مظاهرات الأحد بأن عمال صناعات قصب السكر حضروا المظاهرة مع أطفالهم وعوائلهم، ليقولوا لرجال الأمن إن احتجاجاتهم لم تخرج عن الإطار السلمي.

يشار إلى أن المظاهرات العمالية تشتعل منذ نحو أسبوعين في مناطق مختلفة من إيران، خاصة جنوب غرب البلاد.

وقد دخل العمال في المظاهرات احتجاجاً على إهمال المسؤولين لمطالبهم، حيث يوجد بينهم من لم يتقاض راتبه منذ 6 أشهر. وكانت وسائل التواصل الاجتماعي قد نشرت صوراً ومقاطع فيديو من مظاهرات السبت في شوارع الأحواز وأمام مقر المحافظة، وقد ردد المتظاهرون الغاضبون هتافات تشير إلى ظلم الحكومة للعمال وعدم تحمل الطبقة العمالية لهذه المظالم، كما أشار المتظاهرون في هتافاتهم إلى ظلم وفساد الطبقة الحاكمة.

ويطالب العمال المتظاهرون بدفع رواتبهم المتأخرة لأشهر، وكذلك دفع نسبة العمال من الأرباح، إضافة إلى عدم خصخصة الشركة، وغيرها من المطالب الفئوية والاجتماعية الأخرى.

وفي الفترة الأخيرة، احتج العديد من العمال على عجز شركات إنتاجية مهمة، مثل شركة الصلب في الأحواز، وقصب السكر في السوس، عن تسديد رواتب الموظفين لمدد متفاوتة.

وكان عمال "هفت تبه" قد رددوا، في تظاهرة الجمعة، هتافات احتجاجية بعد صلاة الجمعة، جاء فيها: "اليوم يوم حداد حزين" و"العامل مسكين يندب حظه" و"ألا تشعر السلطات بالخجل" و"الموت للظالم" و"تحية للعامل".

ويفيد التزامن باحتجاجات موظفي أكثر من شركة باتساع رقعة الاحتجاج على مستوى إيران، وهو ما ينذر بأن مساحة الغضب الشعبي تزيد بين الإيرانيين بالتزامن مع بدء تطبيق الجولة الثانية من العقوبات الأمريكية على إيران، والتي تستهدف خفض صادرات النفط الإيراني إلى الصفر، بما يضغط على واردات إيران من العملة الصعبة ومن ثم ندرة السلع الأساسية وارتفاع أسعارها.