بعد مضي 75 عاماً على معركة العلمين بين بريطانيا وألمانيا في صحراء مصر في الحرب العالمية الثانية، لا تزال رمال الصحراء في العلمين ملغمة، إذ خلّفت المعركة كمية كبيرة من الألغام شكلت خطراً كبيراً على السكان، حتى أن هذا قد حرم أهالي الساحل الشمالي الغربي لمصر من قرابة 2680 كيلومتراً مربعاً من أراضيهم.

ولأن التحالف العربي لدعم الشرعية يحاصر الحديدة بقوة وسقوطها يعني سقوط العاصمة صنعاء كما يقول خبراء عسكريون، سارع الحوثي بوضع ألغام وعبوات قرب مداخل ميناء الحديدة وفي محيطه، فالحوثي يرى أن الألغام طريق للمفاوضات بعد أن فشل في جعل الانتصار طريقه للحصول على ما يريد.

إن ألغام الحوثي تعني المآسي والخسائر البشرية والمادية التي تسببت فيها، فهي خطر على الإنسان اليمني بالدرجة الأولى، أما الخطر الثاني فيتمثل في تشكيل عقبة أمام التنمية، ما يجعل بعض المناطق غير صالحة لأي مشاريع تنموية. فكيف تعمر أرض تسكنها الشياطين المتفجرة في وجه حركة الإعمار؟!!

لا يعدو ما ذكرناه حتى الآن على كونه مخاطر آنية ومحسوبة، غير أن المستقبل يخفي ما هو أعظم من ذلك، فالحوثي خبيث كما ظهر حتى الآن. وما نحذره أنه حالة وقف إطلاق النار في الحديدة، سيمضي الحوثي قدماً في تلغيم المؤسسات الخاصة والعامة في المدينة، كما حدث خلال الهدنة السابقة التي توقف بموجبها تقدم قوات المقاومة المشتركة. أما الأمر الآخر فهو الشتاء الماطر حيث تعاني مناطق يمنية عدة حالياً من انجراف الألغام إلى أماكن أخرى بسبب الفيضانات.

باعتقادي.. فإن الحل هو أن تتضمن أي محادثات سلام على قضية الألغام، وفي هذا.. لابد أن يكون هناك دور للمبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث، يتمثل في القيام بإنشاء برامج توعوية عاجلة في المدارس، ومتابعة آثار التوعية ضد هذا الخطر. كما على المبعوث الأممي توفير الأموال اللازمة لافتتاح مركز لمعالجة ضحايا الألغام ودعم المراكز القائمة حالياً، يضاف إلى ذلك أيضاً ضرورة دعم فرق الإزالة العاملة. على صعيد آخر، فمن المهم جداً إثارة القضية عالمياً، من منظور تنموي وإنساني، حتى تتمكن الحكومة الشرعية اليمنية من الحصول على معونات لهذا الغرض.

* اختلاج النبض:

لم تقم الدول المتنازعة في الحرب العالمية الثانية بالإعلان عن مسؤوليتها عن زرع الألغام خوفاً من مطالبتها بتعويضات، وببساطة سيتبرأ الحوثي أيضاً من كل جرائمه. لذا يجب إلزام الحوثي بالمسؤولية ليزيل الألغام أو يقدم خرائط زرعها.