منذ أن وطئت قدماي أرض مملكة البحرين كان علي عبدالله خليفة الشاعر والأديب والمثقف من أوائل من تعرفت عليهم عندما أسند إلي رئيس جامعة البحرين آنذاك الوزير الحالي للتربية والتعليم الدكتور ماجد بن علي النعيمي تقديم دورة ثقافة سياسية لنخبة من المسؤولين بالديوان الملكي، واستغرقت الدورة أسبوعين، تعرفت فيها على تلك النخبة، ولكن مع مضي الزمن، لم يكن التواصل كافياً، إلا مع الشاعر علي عبدالله خليفة، ولذلك كتبت عنه عدة مقالات، وكذلك دراسة عن أحدث دواوينه، «قال المعنى»، ونشرت في مجلة كانو الثقافية. كما ازدادت معرفتي به لقراءتي لمعظم دواوينه إن لم يكن جميعها. ثم تواصلنا عبر المنتدى الثقافي الأهلي الذي تحول لمركز كانو الثقافي وألقيت عدة محاضرات وندوات، كذلك فعلت زوجتي الفنانة التشكيلية كوثر الشريف فأقامت أكثر من معرض فني في المركز تحت رعاية الشاعر علي عبدالله خليفة.

سعدت بحصول علي عبدالله خليفة على عدة جوائز أدبية من الشرق والغرب ومن الخليج العربي وإذ أسجل هذه الكلمة فإنني أرى أن لهذه الشخصية سمات فريدة من بينها:

* أنه شاعر متمكن ومتميز وصاحب إنتاج غزير.

* أن أسلوبه يتسم بالجمع بين العامية البحرينية وبين العربية الفصحى.

* أنه يتسم بالتواضع الجم في تعامله مع أقرانه وتلاميذه ومحبيه.

* أنه يدير مجلس إدارة مركز كانو بديمقراطية هادئة وبتعاون ومحبة بينه وبين زملائه.

* أنه يتميز بالأداء الدقيق في أعماله المنوطة به في الديوان الملكي أو في دوره كعضو مجلس إدارة جائزة صاحب العظمة المغفور له بإذن الله تعالي الأمير الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، وفي مختلف المهام التي تسند إليه. ولهذه الأسباب وغيرها استحق الإعجاب كما استحق الجوائز الكثيرة التي تنهال عليه فيتقبلها بصدر رحب وبتواضع وبلا غرور.

* أنه يرعي تلاميذه من الأجيال التالية له ويشجعهم ويوجههم بتواضع.

* أنه من المؤمنين بوطنه والحريصين على التعبير عن حبه وولائه للبحرين ملكاً وحكومة وشعباً، ويعبر عن ذلك صراحة كما في الصفحة المنشورة عنه في جريدة الوطن يوم 18 نوفمبر إذ يقول «أشعر بجميل من وهبني التعليم والمجتمع في البحرين، كما إن الجوائز العربية مؤشر على مكانة كل فن إبداعي».

* وهو رجل مؤمن بأسرته وحريص على رعايتها بكل طاقته.

* أضف لما سبق أنه مرح وذو فكاهة ونكتة. وهذا شيء يعجبني كثيراً كمواطن من مصر التي يعيش شعبها على المزاح والمداعبة والفكاهة رغم أية تحديات أو صعوبات يواجهها.

وبالنسبة لعلاقة علي عبدالله خليفة مع تلاميذه فإنها علاقة تقوم على تعليمهم ونصيحتهم وأود أن أنتهز هذه الفرصة لأشير لشاعرة بحرينية من تلاميذه وقد عرفتها به فقدم لها النصيحة والتوجيه السديد، وهذا تجلى نتائجه في الديوان الجديد وهذه السيدة هي أميرة البلوشي وهي موظفة بوزارة الخارجية في إدارة مجلس التعاون وتعرفت عليها بحكم عملي في الوزارة وعلاقتي مع إدارة مجلس التعاون. وطلبت مني مراجعة ديوانها الجديد وقدمت لها ما أستطيع من نصيحة وأكدت لها أن المرجع الرئيس في هذا المجال هو الأستاذ الشاعر الكبير والصديق علي عبدالله خليفة وفي مقدمة ديوانها الثاني بعنوان «أمنيات القلوب» عبرت عن الشكر لكل من دعمها، وهذا الديوان الثاني لقي اهتماما كبيراً في أربع دول خليجية، مثل الديوان الأول المعنون «أوتار أميرة»، وهذان الديوانان يفيضان رقة ويتميز الديوان الثاني بالتجديد في اللغة والمفاهيم والأفكار كما يتميز بالتعبير عن حب الوطن في قصيدة «عيد مملكة الخير»، وعيد الإمارات وعروس الخليج وسلطنة الخير وخليج الاتحاد وهذا يعد تحولاً نوعياً في إضافة هذه الأبعاد الوطنية المعبرة عن الوطن «البحرين»، وأشقائه من الإمارات والكويت وسلطنة عمان، وقد أقامت الشاعرة عدة ندوات في تلك الدول الخليجية ولقيت تقديراً واهتماماً من شعوب الدول الخليجية.

وتبدو اللغة أكثر دقة من الديوان الأول وهذا منطقي فالإنسان يتعلم كل يوم. والإخراج أكثر تطوراً والغلاف يحمل صورة التقدم والإنجاز بمملكة البحرين.

ومن تلاميذ علي عبد الله خليفة النجباء الشاعرة الرومانسية فاطمة محسن والتي يتميز شعرها بالرقة وترسل لنا من حين لآخر قراءتها لشعرها فتعيش معها رومانسيتها الحالمة وتعجب به ودعواتي لها بالتوفيق.

وتهنئتي للأستاذ علي عبد الله خليفة وللتلميذة أميرة البلوشي والتلميذة فاطمة محسن، وغيرهما أتمنى لهن التوفيق، ومزيدا من الإبداع دائماً وأخص بالذكر زميلتي السابقة بالخارجية أميرة البلوشي وأتمنى لها التوفيق والإبداع.

* مستشار رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»