تاريخ جديد يسطره البحرينيون في مسيرتهم الطيبة العطرة، بعد غد السبت، 24 نوفمبر، 2018، حينما يتوجهون إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات النيابية والبلدية، في خامس استحقاق، منذ انطلاق المشروع الإصلاحي، لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، في 2002.

أرقام جديدة غير مسبوقة، تتوج العملية الانتخابية لعام 2018، والمسيرة الديمقراطية في البحرين.. 365467 ناخباً، و427 مرشحاً للانتخابات النيابية والبلدية، بينهم 46 سيدة، و290 مرشحاً للانتخابات النيابية بينهم 39 سيدة، و137 مرشحاً للانتخابات البلدية، بينهم 7 سيدات، و54 مركز اقتراع عاماً وفرعياً، و40 دائرة انتخابية، و14 مركزاً عاماً. 81892 ناخباً نيابياً في محافظة العاصمة، يصوتون في 10 دوائر انتخابية، و8 دوائر انتخابية في محافظة المحرق تستعد لاستقبال 79213 ناخباً نيابياً و«79984 ناخباً بلدياً»، و125870 ناخباً نيابياً و«126668 ناخباً بلدياً»، في المحافظة الشمالية، يدلون بأصواتهم في 12 دائرة انتخابية، و10 دوائر انتخابية في المحافظة الجنوبية تستقبل نحو 78492 ناخباً نيابياً و«79259 ناخباً بلدياً». ويخوض الاقتراع النيابي والبلدي، نحو 8 جمعيات سياسية، وعشرات المستقلين، ورجال أعمال، وقوى إسلامية، وليبرالية، ويسارية.

فعاليات سياسية واجتماعية وثقافية شهدتها البحرين على مدار الشهور والأيام الماضية، اهتمت بالحدث الجلل التاريخي الذي تترقبه البحرين، ودورات وورش عمل، لعل أبرزها البرنامج الوطني للانتخابات 2018، «درب»، الذي نظمه معهد البحرين للتنمية السياسية، على مدار 3 أشهر، والذي اشتمل على دورات وورش عمل قيمة ومتميزة للمترشحين ومدراء الحملات الانتخابية والإعلاميين، إضافة إلى ندوات ومحاضرات لجمهور الناخبين، كلها كانت مسخرة لنجاح الاستحقاق النيابي والبلدي، وليظهر في أبهى صوره.

لذلك، إن «فزعة» بحرينيي الداخل، لن تقل عن «حماس» بحرينيي الخارج، حيث سجلت انتخابات البحرينيين في الخارج أكبر عدد مشاركين بالتصويت، وأقبل البحرينيون المقيمون بالخارج على التصويت في 29 سفارة وقنصلية وبعثة دبلوماسية، معتمدة في 24 دولة، وقطع بحرينيون مئات الكيلومترات سفراً من أجل التصويت، وشعارهم «#نلبي_الواجب»، ولعل أبرز المواقف المؤثرة، والتي برزت في الاستحقاق الانتخابي في الخارج، من خلال الطالب البحريني المقيم في روسيا، الفيصل عبد الكريم الصويت، الذي سافر نحو 400 كيلو متر من مقر إقامته إلى العاصمة الروسية موسكو، من أجل الإدلاء بصوته في مقر سفارة البحرين في موسكو، مؤكداً أن «مشاركتنا في الانتخابات واجب وطني فكما قدمت لنا البحرين يجب أن نقدم لها». لم تكن مشاعر الطالب البحريني الفيصل عبد الكريم الصويت، هي الوحيدة التي يمكن أن نتوقف عندها، أيضاً، العملية الانتخابية للبحرينيين في الأردن، شهدت، إقبالاً كثيفاً، الأمر الذي اضطر معه سفير البحرين في الأردن إلى تمديد التصويت نحو نصف ساعة.

يمضي البحرينيون إلى الأمام في مسيرتهم الديمقراطية ومن أجل ما وصلوا إليه من حقوق وحريات من أجل المحافظة عليها، ولن يلتفتوا بطبيعة الحال إلى الأصوات الهدامة الداعية إلى مقاطعة الاستحقاق التاريخي، خاصة، وأن تلك الأصوات المدعومة من إيران، لا تلقى آذاناً صاغية، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي، وربما هذا ما برز جلياً من خلال تصريحات وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أليستر بيرت الذي أكد «دعم بلاده للإجراءات التي تتخذها مملكة البحرين لتنظيم الانتخابات النيابية والبلدية» مشدداً في رد على سؤال لـ «الوطن» خلال حلقة نقاشية في مقر سفارة بريطانيا في المنامة على أن «بريطانيا لا تستمع إلى الأصوات الداعية إلى مقاطعة الاستحقاق النيابي والبلدي في المملكة» والصادرة من بعض من يطلقون على أنفسهم بـ «المعارضة البحرينية» في لندن، لاسيما وأن تلك الأصوات مدعومة بشكل مباشر من إيران.

لذلك يدرك البحرينيون ما يحاك ضد بلادهم، وما مطامع إيران وتهديداتها عنهم ببعيد، بل إنهم هم المعنيون بذلك في المقام الأول، لاسيما وأن البحرينيين لم يجدوا من إيران إلا الفوضى والشر والكراهية والفتنة، وأبرز دليل على ذلك، التهديدات التي تلقاها مرشحون للانتخابات المرتقبة كانوا قد تلقوا تهديدات عبر مواقع تواصل اجتماعي تدار من قبل نظام «ولاية الفقيه»، وكان المقصود التهديد بالانسحاب من الترشح أو عدم المشاركة في العملية الانتخابية، خاصة وأن تحريات الإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي، قد كشفت أن «مصدر التهديدات حسابات للتواصل الاجتماعي تدار من إيران، وكذلك تنظيمات سياسية تعمل في الخارج بينها جمعية الوفاق المنحلة، بهدف محاولة إرباك العملية الانتخابية». لذلك سارع المرشحون البحرينيون إلى التنديد بما تقوم به إيران، مؤكدين استمرارهم في السباق الانتخابي وبرز ذلك من خلال دعوة المرشحين إلى دعم المشروع الإصلاحي وتكريس المواطنة والتصدي للطائفية وتعزيز التعددية والتعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمع البحريني، وهو ما اشتملت عليه برامجهم الانتخابية المتنوعة.

لذلك فإن البحرين ستنتخب.. والبحرين ستنتصر في معركتها من أجل إقرار الاستقرار، والتطور، والنهضة، والتنمية، بمواجهة أعداء الحياة.

* وقفة:

يظل شعب البحرين «الطيب» هو بيضة القبان في نجاح العملية الديمقراطية واستمرار مسيرة النهضة.. لذلك لن تنال إيران من البحرين وأهلها وسيحتفل البحرينيون بعرسهم الانتخابي ومسيرتهم الديمقراطية وشعارهم دائماً.. «#نلبي_الواجب»!!