«من راح تنتخب؟» يعتبر السؤال #الترند الذي أصبح ملازماً لأوقاتنا الحالية، وبالرغم من بساطة السؤال إلا أن الجواب في أشد التعقيد، خاصة أنها تحكمه مجموعة من الاعتبارات الشخصية، الظرفية والمحلية المحيطة.

لذا فالأغلبية يعتمد على الرد الفضفاض الذي يُبعدهُ عن كثرة القيل والقال و»زعل» بعض الأقارب وغضب الجيران ووضعه في خانة ناكر الجميل للعشرة ورمي أيام الطفولة والصحبة في الجدار. لذا يبلوِرُ جوابه ويقوله بكل ثقة وأمان: «بصراحة ومن دون كثرة أعذار فسوف أختار الابن البار بغض النظر عما إذا كان من المقصود «ابن أو ابنة أي ذكر أو أنثى»، سوف أصوت للشخص نظيف اليد واللسان من حافظ على فرضه في المسجد ويحضر قبل الأذان، من وصلنا في أفراحنا وواسنا في أحزاننا ومن دعانا إلى عزوماته يعني بالمختصر المقدر والمحشوم ابن الكرم والجود. أو أنه يكتفي بقول «أنا ما راح أنتخب أحد ما عدت أصدّق أحد، الجميع يعطي الوعود وبعد أن يصل إلى مآربه ينسانا».

ولكن لحظة فلنتأكد من السؤال، نحن لم نسأل، من سيخطب ابنتك ومن ستناسب، وإنما من ستنتخب؟

المحترم والواصل في السراء والضراء وصاحب العزومات والأفراح ليس بالضرورة أبداً أن يكون الشخص الصح الذي سيحمل أمانة صوتي في المجلس النيابي، ويتحدث باسمي ويناقش احتياجاتي بعلم ومعرفة وموضوعية في الشؤون الداخلية والأمور السياسية المحلية والدولية بأسلوب راقٍ ومتزن ولا يتمسك بالمقعد كي نسمع مشادات كلامية داخل المجلس.

عدا عن ذلك لا يحق للمرشح الاتكاء على التزامه الديني أنه المفتاح لكسب مزيد من الأصوات فهذه إيمانيات ربانية والتزامات فردية لا تقبل المساومة ولا الجدال أو النقاش.

وهنا أطرح استنكاراً لكل من أجده في حياء وخوف على شعور فلان وعلان من ذكر اسم هذا أو تلك في احتمالية الحصول على صوتي والذي لا يقدّر بثمن. فكما أن لكل مواطن بحريني الحق في أن يرشح نفسه وينشر صوره يميناً ويساراً بغض النظر إن كان يتمتع بالكفاءة التي أنظر إليها أو الفاعلية التي أطمع فيها، ففي المقابل أنا من حقي أيضاً أن اختار وبصوت جهوري قوي بعيداً عن «التطبيل والتزمير» من أرى أنه يمكن أن يمثلني خير تمثيل، من يملك العلم والمعرفة، من هو فاهم وقارئ للقوانين، من عُرف بالنزاهة الشخصية والأمانة المهنية، من سيتخذ من هذا المقعد جسراً لصوتي وليس بوابة عبور لطموحاته المادية الخيالية.. والعبرة في الخواتيم يا أصحاب الذمة والضمير، فالأقلام لم يجف حبرها بعد! والتوفيق حليف من يكون للبلد خير معين.