يوم غدٍ هو يوم الاختيار الحقيقي والأخير لأعضاء مجلس النواب والمجالس البلدية في مملكة البحرين. يوم غدٍ يخرج الناس لاختيار مرشحيهم بعد زمن قصير من الدعايات الانتخابية والترويج لبرامجهم أمام الجمهور. وبين البرنامج والاختيار هناك خيط دقيق يجب معرفته قبل الإدلاء لكل الأصوات المنتظَرة في يوم غد. ونحن علينا توجيه الملاحظة الأخيرة للمواطنين.

إن اختيار وعي الناخبين سيتجلى بعد يوم الانتخاب مباشرة حين يُكَشف الستار عن الفائزين في الانتخابات للمجلسين، ومن خلال الأسماء سنكتشف مدى تطور وعي الجمهور أم توقفه عند العام 2014 وما قبله. فخلال الأعوام الأربعة الأخيرة حصلت الكثير من التغيرات والتطورات على صعيد المجلس وعلى صعيد الساحة المحلية والدولية. هذه التغيرات كفيلة بتغير مزاج الجمهور وتكهناته وتطور مستواه. هذا ما يجب أن يكون وهذا ما نتمنى أن تفصح عنه نتائج الانتخابات بعد الفرز مباشرة وبعد إعلان النتائج، فالأمل معقود على وعي الناخب وهذا هو رهاننا الأخير.

في يوم غدٍ سيختار البحريني نائبه، ولهذا سننصحه النصيحة الأخيرة. أيها المواطن، عليك أن تترك عنك «شغلات الفزعة» واختيار «النسيب» والصديق والجار وقت أن تملأ استمارة الترشح يوم غد، بل عليك أن تختار الشخصية التي تستحق أن تصل لمجلس النواب والمجلس البلدي بطريقة عقلانية ومنطقية، ليس فقط لأجل الصالح العام، بل على أقل تقدير من أجل أن نطور التجربة البرلمانية ونسرِّعها عبر اختيار وجوه وكفاءات جديرة بأن تصل للمجلس عن استحقاق محترم، أمَّا أن نصرّ ونحن في الألفية الثالثة على اختيار «النسيب» كنائب مع عدم أهليته لهذه المهمة الحساسة أو إصرارانا المتكرر على التفكير بطريقة «الفزعة» فهذا لن ينتج برلماناً حقيقياً يمكن أن يطوِّر لنا التجربة البرلمانية ولا يمكنه أن يقدِّم للوطن والمواطنين أي شيء مفيد ومغاير. فنحن أمام مفترق طرق، إمَّا أن نجدد الدماء أو نقوم باختيار الأفضل والأنسب أو أن نظل نكرر ذات الوجوه وذات الأخطاء وفي النهاية سنكرر «ذات التُّحُلْطُم» بعد فشل من اخترناهم.

نصيحتنا الأخيرة. على الجميع اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب، وانتخاب الكفاءات الوطنية المناسِبة بعيداً عن الضغوطات الأسرية والقبلية والمناطقية والمذهبية في حال الاختيار والترشح، ولهذا نرجو من الجميع في يوم غد أن يفكروا بمنطق الخائف على مصلحة وطنه والمحب لازدهار مستقبل الأجيال القادمة بتشكيل مجلس له وزنه وقيمته. نرجو من الجميع أن يفكروا بعقلهم وحرصهم على المصلحة العامة لا بعواطفهم التي «سيشتمونها» بكل ألوان الشتائم لو اكتشفوا بعد اشتغال المجلسين أن اختيارهم لم يك صائباً أبداً. حينها لن ينفع الندم.