استمرار قناة «الجزيرة» في استغلال قصة جمال خاشقجي وتوظيفها لخدمة السياسة القطرية الرامية إلى الإساءة للمملكة العربية السعودية أعطى نتائج عكسية، فالزائد كما الناقص، ولأن هذه القناة بالغت في هذا الأمر كثيراً صار العالم كله يتساءل عن السبب ويقتنع بأن القصة ليست قصة حقوق إنسان ولا خاشقجي وإنما وراء الأكمة موقف سالب تتخذه الدولة المؤسسة لهذه القناة «السوسة» والمستضيفة لأبواقها وتوظيف بشع لها.

الإماراتي الدكتور سلطان النعيمي لفت إلى هذا الأمر عبر تغريدة في «تويتر» قال فيها «ولا تزال قناة الجزيرة ومن يسير في فلكها مستمرين في توظيف قضية خاشقجي رحمه الله توظيفاً سياسياً مقيتاً يصل لدرجة سخافة الطرح فقط للنيل من السعودية» وزاد «خذ هذا الخبر على سبيل المثال: وصول السفير السعودي لدى واشنطن إلى الأرجنتين». أما السر وراء نشر هذا الخبر وإعطائه صفة «عاجل» فيتبين في تفاصيل الخبر الذي لخصته القناة في هذه التغريدة «عاجل / خالد بن سلمان شقيق ولي عهد السعودية وسفيرها في واشنطن التي غادرها بعيد قتل خاشقجي يصل الأرجنتين»، وفي هذا ما يكفي لتبين الغاية التي تسعى إليها هذه القناة ومن يقف وراءها والطريقة التي تعمل بها، وبالتأكيد فإن اللمز في هذه التغريدة الخبر لا يخفى على المتلقي.

مبالغة قناة «الجزيرة» في تناول قصة خاشقجي جعلها تفقد كل مصداقيتها وجعلت العالم ينظر إلى قطر نظرة سالبة، فالعداء الذي تمارسه هذه القناة وهذه «الدولة» ضد المملكة العربية السعودية يظهر بوضوح في كل برامجهما ويفقدهما احترام العالم. يكفي أنهما لم يراعيا مشاعر أبناء خاشقجي وعائلته، والأكيد أن هؤلاء غير راضين بهذا الذي تفعله «الجزيرة» وقطر حيث الإساءة لهم واضحة وإن كانت تحت ستار التوصل إلى معرفة ما حدث بدقة وستار إحقاق الحق.

الخطأ نفسه يقع فيه أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» ويسعون إلى قلب نظام الحكم في البحرين، فهم يبالغون في الإساءة إلى البحرين وحكومتها معتقدين أنهم بهذا يمكن أن يكسبوا تعاطف العالم، لكنهم لا ينتبهون إلى أن مبالغاتهم تؤدي إلى اتخاذ العالم موقفاً سالباً منهم فلا يصدق ما يقولون ويرفضه ويرفض كل ادعاءاتهم. مثال ذلك ما صارت تردده الفضائيات «السوسة»، الإيرانية وتلك التابعة لها والممولة من النظامين الإيراني والقطري ويتم نشره في المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي عن «الإقبال الشديد» على توقيع ما أطلقوا عليه «العريضة الشعبية» فارغة القيمة، حيث الواقع يؤكد أن هذا الأمر غير صحيح ولا يمكن إثباته، كما إن الادعاء بأن الموقعين عليها من الشيعة والسنة أمر غير صحيح أيضاً إلا إذا اعتبر فلان واثنان أو ثلاثة معه كل الطائفة السنية.

الاستمرار في أسلوب المبالغة في الإساءة إلى البحرين نتيجته المنطقية اتخاذ العالم موقفاً سالباً من الذين يمارسون هذا الأسلوب وليس من البحرين وحكومتها، تماماً مثلما أن استمرار قناة «الجزيرة» وقطر في أسلوب المبالغة في توظيف قصة خاشقجي نتيجته المنطقية اتخاذ العالم موقفاً سالباً من هذه القناة ومن قطر وليس من المملكة العربية السعودية التي هي الغاية من كل ذلك.

مبالغة قناة «الجزيرة» في استغلال قصة خاشقجي وتوظيفها بهذه البشاعة جعل العالم يتخذ منها موقفاً سالبا، ويتأكد من أنها قناة توظف الأحداث لصالح الدولة التي تقف وراءها، وأنها لا مصداقية لها، وأنها تفعل كل هذا الذي تفعله بغية الإساءة إلى السعودية. ومبالغة أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» عند حديثهم عن البحرين ووصولهم في المبالغة إلى حد الادعاء بأن ما أطلقوا عليه «العريضة الشعبية» تشهد إقبالاً شديداً من شعب البحرين بكل مكوناته يفقدهم المصداقية ويجعل العالم يقف منهم موقفاً سالباً.