تسعد البحرين، بسعادة الإمارات، وهي تحتفل بعيدها الـ47، ناهضة قوية متألقة، متبوئة مراكز متقدمة عربياً وعالمياً. ولم لا، والعلاقات التي تجمع البلدين الشقيقين، علاقات وطيدة، راسخة، تتجاوز الزمان والمكان، لا تقف عند حدود التاريخ والجغرافيا، بل هي علاقة أشبه بـ"التوأم"، تزداد قوة وصلابة على مر السنين، تزيدها رسوخاً، وحدة المصير المشترك، وصلة الدم، ووشائج القربى والنسب والمصاهرة.

لم يكن 2 ديسمبر 1971، يوماً عادياً في تاريخ الإمارات، ولا في تاريخ منطقة الشرق الأوسط، حينما أعلن عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، بل كان تتويجاً لاجتماع "عرقوب السديرة" المبارك، بين المغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، لتواصل الإمارات منذ ذلك الحين، نهضتها، وتتجاوزها إلى الريادة، خليجياً وإقليمياً ودولياً، محلقة في الفضاء، محتفظة بثوابتها الأصيلة.

وحدة الإماراتيين في قلوب البحرينيين، هذا ما أدركناه جيداً منذ عقود، وهذا ما نشأنا عليه، تتداعى الدولتان، كل إلى الأخرى، في الأفراح والأتراح. ومن ذا الذي ينسى "فزعة الإماراتيين" لنصرة البحرين والوقوف إلى جانبها، وما أحداث 2011 عنا ببعيد. في الوقت ذاته، تنتفض البحرين، حكماً وحكومة وشعباً، للوقوف إلى جانب "إمارات الخير"، في السراء والضراء، لأنها علاقة تتجاوز منطق الدبلوماسية إلى معادلة "توأم روح".

من حق الإماراتيين أن يفخروا بنهضة بلادهم، على يد قادتهم، وهم يدركون أنهم يستحقون هؤلاء القادة، الذين سخروا خيرات الإمارات لأهل الإمارات، وفي الوقت ذاته، لم يتخلوا عن واجبهم الديني والأخلاقي تجاه إخوانهم في ربوع الأرض.

"عيال زايد".. خير خلف لخير سلف، ماضون نحو الفضاء، بأسس راسخة على الأرض، ومن بنى برج خليفة، بالتأكيد تتجاوز طموحاته الغلاف الجوي ليحلق في الفضاء الخارجي، براية الإمارات، شامخة، خفاقة، قوية.

إنجازات في شتى المجالات، وأرقام وإحصائيات، ومراتب متقدمة، تؤكد المكانة التي وصلت إليها الإمارات، لتكون الرقم الصعب إقليمياً ودولياً.

من البحرين نهنئ ونقول.. كل عام والإمارات، رئيساً وحكومة وشعباً، بألف خير، وهي تنعم بالأمن والأمان والسلام، وتفخر بإنجازات أكبر من الأحلام.