وانتهت الجولة الثانية من الانتخابات النيابية البلدية وعرفنا أسماء الأربعين نائباً نيابياً وثلاثين بلدياً.

أولاً ألف شكر للجنة المنظمة فقد سهروا الليالي بمعنى الكلمة بدءاً بوزير العدل الشيخ خالد بن علي آل خليفة إلى كامل أعضاء اللجنة إلى السادة القضاة إلى الشباب والشابات الذين شكلوا اللجان فقد تعبوا ويعطيهم ألف عافية، خاصة أن المهمة باقية إلى ما بعد انتهاء فترة الطعون -إن وجدت-.

شكراً لرجال الأمن شكراً للإعلام شكراً للصحافة التي كانت حاضرة وسباقة فقد تعبوا تعباً شديداً ويستحقون الإشادة على مهنيتهم وتفوقهم، شكراً لوزارة الخارجية.

شكراً للمرشحين الذين هنؤوا الفائزين تلك هي البحرين ما أجملها، شكراً لمن التزم بميثاق شرف المنافسة منهم وهم الغالبية العظمى ولم يفجر فيها وينحدر بأخلاقه، بل ارتقى وكان منافساً شريفاً أعطى مقدمة لضميره الحي لتبرز جانباً من أدائه المستقبلي.

شكراً للمجتمع البحريني الذي تعامل برقي مع كل مقتضيات العملية الانتخابية من احترام للوقت وللطابور ولكبار السن وذوي الهمة، فلا حوادث عنف ولا شجار، مجرد حالات فردية بسيطة لا تحسب.

شكراً لمن تجاوز عقبات الجندر فلم يفرق بين مرشح ومرشحة، شكراً لمن اجتاز عقبات العصبية القبلية واختار بناء على قناعاته بالأفضلية، شكراً لمن منح الفرصة للشباب وذلك مزاج عام لا بد أن يؤخذ بعين الاعتبار.

شكراً لمن دخل الحلبة لأول مرة لم يصغ لأصوات المحبطين ليعطي درساً بالأمل، وشكراً لمن عاد للحلبة بعد طول غياب ليوصل رسالة بأن كل شيء ممكن.

شكراً لكل المتفائلين بالمستقبل الذين يبدؤون يومهم بالخير ويأملون بالأفضل لا لسذاجة ولا لسطحية إنما لنفس جبلت على التفاؤل والبحث عن الأجمل ولعيون تلتقط رأس الخيط الجميل وتسحبه فوراً، شكراً لهم حين يشيعون هذه الروح بين الآخرين وفي محيطهم.

وليعذرنا من سارع من أصحاب النظرات السوداء من الذين يجيدون فن التحلطم و«التحندي» من اليوم الأول، بمسجات من نوع «الآن سينسوننا، الآن سينامون، الآن سيستفيدون بمكافآتهم وسيتغنون ولن نرى منهم خيراً... إلخ» من هذه النغمة التشاؤمية والعياذ بالله.

لا نعرف كيف سيكون أداء النواب ذلك أمر متروك للأيام القادمة، الحيادية والموضوعية والعقلانية تقتضي أن نحكم على الأداء لا على التوقعات، قد تصدق تلك التوقعات وقد لا تصدق، وليتنا نضع أنفسنا أو أبناءنا أو أزواجنا مكان الفائزين ونفكر ماذا ينتظر منا الفائز؟ ينتظر منا دعوات له بالنجاح والتوفيق، وينتظر منا رقابة لصيقة ستحكم عليه من أدائه لا أكثر ولا أقل ذلك هو العدل المطلوب، اعدلوا في الحكم فقد تجدون أنفسكم يوماً تحت سيف أحكام الناس الظالمة التي لا ترحم ولا تبحث عن الحقيقة.

أتمنى من الجميع أن يبدأ صفحة جديدة للحكم على أداء النواب، أتمنى من الصحافة والإعلام أن يعنوا بالبحث عن الحقائق ولا يستهينوا بالدور الذي لعبته عناوينهم المتسرعة والمثيرة والتي كان القارئ يكتفي بها فهدمت جزءاً كبيراً من الثقة بين المجتمع والسلطة التشريعية بدون قصد.

نريد أن نبني وأن ننمي معاً الأدوات الموضوعية والعقلانية في الأحكام المجتمعية كصحافة وإعلام وكأفراد على الأداء، لا نجامل ولا نحابي ولا نغض الطرف بل نراقب ونحاسب وهذا دورنا ولكن لا نظلم ولا نتسرع ولا نستهين بتبعات التسطيح والتجهيل، فالثقة في المشروع الإصلاحي برمته ممكن أن تسقط نتيجة لمثل هذه الممارسات، ونتمنى من وسائل التواصل الاجتماعي أن تساعدنا في هذه المهمة المستقبلية، فبقدر حاجتنا إلى مجلس نيابي قوي، نحتاج إلى الموضوعية في الحكم عليه، تلك هي البحرين التي نحلم بها.