روما - أحمد صبري

أصبح الكثير وخاصة من مواليد ما قبل حقبة التسعينات يتساءلون عن الفارق بين كرة القدم التي عاشوا معها واستمتعوا بها في فترة صباهم وكرة القدم في عصرنا الحالي، المعظم يشعر بالحنين لفترات الثمنينات والتسعينات وبداية الألفية الجديدة ولكن الأمر في نظر الكثير منهم ليست فقط مجرد "نوستاليغا" والحنين إلى الماضي بكل ذكرياته.

الكرة دائماً ما تطور بمرور الزمن، فتختلف طرق اللعب ويتم تغيير شكل البطولات ويمكن بسهولة متابعة مباريات مونديال 1970 مثلاً لتجده يختلف عن مونديال 1986 ونفس الأمر عند متابعة مونديال 1998 وهكذا، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة هل أصبحت الكرة أكثر متعة مع هذا التطور؟ هو سؤال صعب الإجابة عليه ولكن المؤشرات تؤكد أن الإجابة ستكون لا.



***

السيطرة المادية

السيطرة الواضحة لرأس المال، وتحول الكرة لرياضة تتحكم بها بشكل تام الإعلانات والرعاية مع ارتفاع قيمة الجوائز والرعاية بشكل مبالغ فيها ومن ثم تغير قيمة اللاعبين المالية ورواتبهم أمر كان له تأثير واضح على اللعبة.

فأصبح تنظيم البطولات ينظر أولاً لكيفية تحقيق أكبر مكسب مادي ممكن بصرف النظر عن النواحي الفنية، فوصلنا أن المونديال سيلعب بـ48 منتخباً بعدما كان قبل أقل من 25 عاماً يلعب بنصف هذا العدد فقط وهي كلها أمور تؤثر دون شك على المستوى الفني، كما أصبحت الدوريات الثلاثة الكبرى تتكون كل منها من 20 فريقاً وهو ما يجعل هناك فرصة لظهور فرق ضعيفة دون شك على الصعيد الفني.

أما على صعيد اللاعبين فبدون شك أصبح الأسعار الفلكية والرواتب الضخمة عاملاً مؤثراً بوضوح في قرارات بعض اللاعبين، فتجد البعض يفكر في الذهاب إلى الصين مثلاً للحصول على راتب خيالي بدلاً من الاستمرار في أوروبا.

***

طرق اللعب

يشير التاريخ أن طرق اللعب تتغير دائماً كل بضعة سنوات كنوع مهم وأساسي من التطور الفني لكرة القدم، ولكن البعض يرى أن التطور الحالي لا يحقق المتعة الكاملة مثلما كان الأمر قديماً، فمثلاً كان معتاداً في السابق على رؤية كل الفرق تلعب بمهاجمين وفي بعض الأحيان ثلاثة، أما الآن فأصبح المعتاد هو اللعب بمهاجم وحيد وفي بعض الأحيان دون مهاجم من الأساس والاعتماد على أسلوب False 9 وهو أمر تسبب في تغيير شكل اللعب وتكدسه في الكثير من الأوقات في وسط الملعب وليس داخل منطقة الجزاء بخلاف غياب صانع الألعاب بشكله المعتاد سابقاً في الكثير من الأوقات الحالية مع بعض طرق اللعب الحديثة.

***

تغير الصفات

عندما تغيرت طرق اللعب، تغير معها مهام العديد من اللاعبين في الملعب، فأصبح الكثير من المدربين تفضل اللاعب القوي بدنياً القادر على اللعب في اكثر من مركز والذي لا يتوقف عن الركض والقادر على أداء العديد من الأدوار الخططية التي تخدم أفكاره وهو الأمر الذي أثر دون شك على المتعة في الأداء.

***

قلة النجوم الممتعة

عندما تنظر إلى الأسماء الموجودة في الأندية الأوروبية المختلفة في حقبة التسعينات أو بداية الألفية على سبيل المثال، ستصعق من حجم النجوم الموجودة في كل الأندية، وعندما ترى الأسماء المرشحة في كل عام للفوز بالكرة الذهبية فلن تتعجب عندما يكون الاختيار في غاية الصعوبة، أما الآن فإن العوامل المادية تسببت في مشاكل ضخمة للعديد من الأندية العريقة كما أصبحت الكرة الذهبية لسنوات طويلة محصورة بين لاعبين فقط وهما ميسي ورونالدو وحتى عندما بدأ الثنائي في الخروج من الترشيحات هذا العام اختلف الكثير حول أحقية مودرتش في خلافتهما ولم يتفق الكثير على قدرة أي ثنائي أخر على فرض اسمهما بوضوح كل عام في الترشيحات المقبلة.