هذه بعض النصائح المتواضعة خاصة بعلاقة الإعلام بنوابنا الأفاضل الجديدين منهم والمجددين.

لا غنى لكم عن استخدام وتوظيف الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ولكن يحتاج الأمر منكم إلى دراسة خطواتكم قبل استخدام هذه الأدوات، إذ تغيرت مواقعكم السابقة، من شخص له علاقات -أياً كان حجم اتساعها إلا أنها تظل محصورة بدائرة ضيقة- إلى شخص دائرته اتسعت حتى شملت البحرين وخارجها، وخارجها نتكلم عن البرلمانات الخليجية والعربية والأجنبية ووسائل الإعلام الخليجية والعربية والأجنبية.

ستتواصل معكم هذه الوسائط وستنقل تصريحاتكم وستجلسون مع إعلاميين وبرلمانيين وستتناقشون وصورتكم التي تظهر في الإعلام أو في وسائل التواصل الاجتماعي ستؤثر كثيراً على تعاملهم معكم ونظرتهم لكم، لذا فأنتم الآن تحت كشافات ضوئية غير ما اعتدتم عليه تماماً، وبإمكان سوء استخدام أو عدم إدراك تلك الحقائق أن يجعل استخدامكم للوسائل الإعلامية وسيلة ضارة جداً بكم والأهم أنها ضارة بالبحرين بأسرها، فتأنوا وادرسوا وضعكم واعرفوا قبل هذا وذاك أنكم تمثلون البحرين كله من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه.

العديد منكم يتعامل مع وسائل الإعلام والتواصل، بعضكم يلجأ للأساليب التقليدية خاصة المخضرمين منهم، ويسلم أمره لبعض الصحافيين ولبعض الحسابات المؤثرة وهم من يختارون له كيف وأين ومتى يظهر وعدد المرات والصور، البعض الآخر صحيح أنه على اتصال بوسائل الإعلام التقليدية لكنه كان يخاطب عدداً محدوداً في جهة اختصاصه، البعض منكم كانت له حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي وله متابعون إنما أيضاً ضمن دائرة اختصاصه، ذلك عهد انتهى، بعضكم لم يستوعب هذه الحقيقة إلى الآن!!

عزيزي النائب أنت تريد أن تكون مؤثراً والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي من أهم وسائل الوصول والتأثير إنما دون محتوى مدروس ورسالة واضحة تريد إيصالها بشكل محدد وبدون دراسة لأدائك في كيفية توصيل هذه الرسالة، الذي يشمل صوتك وما ترتديه وموقع تصويرك فإن تلك الرسائل ترتد إليك سلباً وتسيء لك وبالتالي تضعف من قوة تأثيرك التي من أجلها نشرت ما نشرته من رسائل، والأمر يتضاعف في القياس إن كنا نتحدث عن النائبات الفاضلات، هناك استحقاقات للمقاعد النيابية عليكن أن تسعين لها، متنازلات عن الكثير من رغباتكن وميولكن وذوقكن العام.

التصريحات الإعلامية بقدر ما لها من إغراء وللظهور على صفحات الصحف من حسنات إلا أنها ممكن أن ترتد عليكم سلباً إن لم تكونوا مستعدين لما بعد التصريح!

يؤسفنا أن نقول إنك ما لم تتحكم في عنوان تصريحك مثلاً فإن العنوان ممكن أن يكون له مردود سلبي عليك، تصريحاتك يجب أن تتحدث فيها عن رأيك لا نيابة عن غيرك حتى لو أخذت موافقته شفهياً فإن أي تصريح يثير جدلاً ممكن أن ينكره من وافق عليه مسبقاً.

بإمكان التصريحات المتسرعة أن تفسد عليك صفقة تحالفات، لذلك عليك التأني وحسم الأمور خلف كواليس الصحافة والإعلام.

حساباتك الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي مفيدة جداً لك للتواصل مع ناخبيك ومع المواطن البحريني، وتستطيع من خلالها أن تتجاوز احتكار الصحافة وتحكمها في ظهورك، إنما عليك إدارتها بحرفية وتأنٍّ تام مدروس، وتستطيع من خلالها أن تبقي على درجة الشفافية المطلوبة بينك وبين الناس ليعلموا الجهد الذي لا تغطيه الصحافة وذلك بعد دراسة اللائحة الداخلية والاطلاع على ما هو محظور وممنوع نشره ومن ثم التصرف بعد ذلك.

إنه سيف ذو حدين أفسد على البعض صورته أمام الناس وأعلى صورة الآخر.