خيم الحزن على البحرين أمس، بإعلان نبأ وفاة المغفور لها بإذن الله سمو الشيخة نورة بنت عيسى بن سلمان آل خليفة، وأثارت فاجعة الرحيل المر غصة في حلوق البحرينيين جميعاً، بانطفاء ومضة النبل الإنساني، النخلة البحرينية الباسقة السخية التي نبتت في دار العز والكرام، فورثت واكتسبت أصل المنبت بكل زخم عطائه.

رحلت "أم اليتامى" كسحابة مزن، كانت تظلل وتسقي الأيتام من فيض عطائها الإنساني الخيري الزاخر من غير من أو أذى، ترعى وتتكفل وتهتم بأدق تفاصيل حياتهم ومعاشهم وتعليمهم، وتتلمس احتياجاتهم بما يبث الألفة ويحفظ الود ويعمق المعاني الإنسانية السامية، رحلت فقيدتنا الغالية وهي ترجو ربها أن يشملها الوصف المحمدي الصادق في إشارته بالسبابة والوسطى "أنا وكافل اليتيم كهاتين".

حقاً، إن للمنية موعداً علينا لا تخلفه، ولفاجعة رحيل سمو الشيخة نورة ألماً يعتصر القلب ويدمي الروح، غير أن المسيرة الخيرية الحافلة بالبذل لفقيدة الوطن، والإرث العظيم من أعمالها الإنسانية والاجتماعية التي خلفته، ستخلدها في نفوسنا دوماً، وستتذكرها به الأجيال المتعاقبة بكل الحب والتقدير والوفاء، وسيهتدي بهداها ومسيرتها كل أهل الخير.

لن تكفكف دموعنا آلامها ولا الوجع يخفف لوعة الفقد، ولكنا لا نقول إلا ما يرضي ربنا "إنا لله وإنا إليه راجعون"، وإنا يا نورة لفراقك لمحزونون.