القاهرة - عصام بدوي

توفي الفنان حسن كامي صباح الجمعة، عن عمر ناهز 77 عاماً، فيما تم تشييع جثمانه عقب صلاة الجمعة من مسجد السيدة نفيسة.

ولعل من المفارقات، أن الفنان الراحل يعد أشهر من جسد شخصية "بابا نويل" حين ظهر مرتدياً زيه الشهير في أغنية "هات أحلامنا يا بابا نويل" والتي شارك فيها الغناء مع الفنانة نيللي، ومصطفى قمر، لكن "بابا نويل" رحل قبل الاحتفال بأعياد الميلاد، فكان آخر ما نشره الفنان حسن كامي على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صورة له مع شجرة عيد الميلاد، معلقاً على التجهيزات لهذه الأعياد.



ولد الفنان الراحل في الثاني من نوفمبر عام 1936، بنسب يعود إلى "الأسرة العلوية"، فجدته كانت إحدى بنات محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة.

وكعادة أبناء الأسر الأرستقراطية في ذلك الوقت التحق كامي بكلية الحقوق، التي كانت تُضفي وجاهة اجتماعية على خريجيها، وتؤهلهم لشغل المناصب السياسية، لكن الموهبة الفنية لدى كامي دفعته إلى اتجاه آخر بعد حصوله على "ليسانس الحقوق".

درس كامي الغناء الأوبرالي، ثم توسع في ذلك ليحصل على دراسات العليا من معهد الكونسرفتوار، وكانت بدايته من دار الأوبر الملكية عام 1963 ليتزامل مع الرواد الأوائل لهذا الفن، مثل الفنانة رتيبة الحفني، والمطربة أميرة كامل، شقيقة الفنانة والنائبة البرلمانية المعروفة فايدة كامل.

وخلال مسيرته الأوبرالية قدم كامي 270 عرضاً، ونال شهرة واسعة في عدة دول مثل إيطاليا، والولايات المتحدة، وروسيا، وفرنسا، وغيرها من الدول، كما أدى دور البطولة في "أوبرا عايدة" عند تقديمها في الاتحاد السوفيتي السابق لأول مرة عام 1974.

وصل كامي في مسيرته الأوبرالية إلى درجة "تينور"، وتعد هذه الدرجة أعلى طبقة في الأصوات الغنائية الرجالية في الأوبرا، وقد حصل على عدة تكريمات دولية منها، حصوله على الجائزة الثالثة العالمية في الغناء الأوبرالي من إيطاليا عام 1969، والجائزة الرابعة العالمية عام 1973، والجائزة السادسة من اليابان 1976، والجائزة الأولى في مهرجان موسيقى الألعاب الأوليمبية بسيؤول بكوريا الجنوبية عام 1988.

وظهر الفنان حسن كامي في أدوار الملك، والباشا، و"الإكسلانس"، النبيل في عدة أعمال درامية مثل، الملك فاروق، بوابة الحلواني، الخواجة عبد القادر، المصراوية، ناس وناس، وغيرها من الأعمال.

أما في السينما، فقد قدم عدة أفلام منها، سمع هس، ناصر 56، دموع صاحبة الجلالة، زكي شان.

تعرض الفنان حسن كامي لمحنة كبيرة عندما فقد ابنه وزوجته، ما دفعه للاهتمام بمكتبته التي تضم 40 ألف كتاب ومخطوط في منطقة وسط البلد، والتي يعود تاريخها للقرن التاسع عشر، حيث كان يمتلكها أحد المستشرقين اليهود، الذي غادر مصر بعد العدوان الثلاثي عام 1956، فاشتراها حسن كامي.