بيروت - (وكالات): قالت أحزاب كردية سورية الجمعة إن التهديدات التركية بمهاجمة شمال سوريا تصل إلى حد إعلان حرب ودعت القوى الدولية لمنع الهجوم على المنطقة.

وجاء في بيان وقعته الأحزاب الكردية الرئيسية في سوريا وغيرها من الجماعات المتحالفة معها "كل المكونات وكل القوى في شمال وشرق سوريا، المطالبة بالحرية والديمقراطية، مطالبة بالالتقاء على برامج استراتيجية ومرحلية لمواجهة هذا العدوان".

من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة إن القوات التركية ستدخل مدينة منبج السورية إذا لم تُخرج الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب الكردية من المنطقة كما ستستهدف المناطق التي يسيطر عليها الأكراد إلى الشرق.



وكان أردوغان قد قال هذا الأسبوع إن أنقرة ستشن عملية جديدة خلال أيام تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على مساحات من المنطقة الحدودية شمال سوريا. وستكون هذه ثالث عملية عسكرية تشنها داخل سوريا خلال عامين.

وهناك خلاف بين أنقرة وواشنطن بشأن سوريا، إذ قدمت الولايات المتحدة الدعم لوحدات حماية الشعب في المعركة ضد تنظيم الدولة "داعش"، في حين تقول تركيا إن الوحدات منظمة إرهابية وامتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور.

وشكت تركيا من بطء وتيرة تنفيذ اتفاق مع واشنطن لانسحاب مقاتلي الوحدات من منبج، التي تقع في مناطق عربية بالأساس غرب الفرات، إلى الضفة الشرقية من النهر.

وقال أردوغان لأعضاء منظمة التعاون الإسلامي في كلمة باسطنبول "منبج مكان يعيش فيه العرب لكنهم سلموا المنطقة للمنظمة الإرهابية، ما نقوله الآن هو أن عليكم تطهير المنطقة واخراجهم منها وإلا فسندخل منبج. أنا أتكلم بوضوح".

وأضاف أن تركيا عازمة على إحلال "السلام والأمن" في المناطق الواقعة شرق الفرات حيث تسيطر الوحدات على مساحة من الأرض تمتد لأكثر من 400 كيلومتر على الحدود مع العراق.

وقارن العملية العسكرية المتوقعة بالتوغل في شمال سوريا في 2016 وبعملية شنتها هذا العام القوات التركية وحلفاؤها من مقاتلي المعارضة السورية والذين لا يزالون يسيطرون على أراض انتزعوها من وحدات حماية الشعب ومقاتلي "داعش".

وذكر متحدث باسم مقاتلي المعارضة أن ما يصل إلى 15 ألف مقاتل على استعداد لدعم العملية التركية المرتقبة.

وحذرت الولايات المتحدة، التي أقامت مواقع مراقبة على الجانب السوري من الحدود، تركيا من التوغل الجديد وقالت إن المواقع التي شيدت حديثا ستساعد في ردع أي خطر على تركيا من سوريا.

لكن أردوغان قال إن تركيا انتظرت بما فيه الكفاية للتحرك ضد وحدات حماية الشعب.

وقال "نحن لا نوفر الأمن لبلادنا فحسب عندما نتحرك في سوريا لكننا نحمي شرف الشعب أيضاً".

وقال القيادي الكردي مظلوم كوباني إن قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب سترد بقوة على أي هجوم.

من جهة ثانية، استدعت وزارة الخارجية العراقية السفير التركي لدى بغداد، الجمعة، وسلمته رسالة احتجاج جراء الخروق الجوية المتكررة من جانب الطيران التركي.

وقالت الوزارة إنها "تستنكر ما قامت به الطائرات التركية من خرق للأجواء العراقية، واستهداف العديد من المواقع في منطقتي جبل سنجار ومخمور شمال العراق، التي أوقعت خسائر في الأرواح والممتلكات".

وقال بيان لوزارة الخارجية العراقية، إن مثل هذه الأعمال "تعد انتهاكاً لسيادة العراق وسلامة مواطنيه، وعملاً مرفوضاً على الصعد كافة، بما يتنافى ومبادئ حسن الجوار التي تجمع البلدين".

وأضاف البيان "كما تجدد وزارة الخارجية رفضها استخدام الأراضي العراقية مقراً أو ممراً للقيام بأعمال تنعكس على أمن دول الجوار والأشقاء".

ودعت وزارة الخارجية العراقية الجانب التركي للالتزام بسياسة حسن الجوار، حفاظاً على علاقات الصداقة بين البلدين.