انطلقت الأحد في ابوظبي فعاليات المؤتمر الأول للاقتصاد الرقمي العربي تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبحضور الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، فيما أطلقت جامعة الدول العربية خلال المؤتمر بحضور أحمد أبوالغيط، أمينها العام الرؤية العربية المشتركة للاقتصاد الرقمي مع ممثلي الدول العربية الذين حضروا حفل التدشين وذلك خلال أول أيام عمل المؤتمر.

وأكد أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، في كلمة له بالافتتاح الرسمي، أن الدول العربية تعمل على تعزيز سبل التعاون البيني العربي في كافة المجالات ومن أهمها الاقتصادية.

وتقدم أبو الغيط بالشكر والتقدير إلى قيادة وحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة على حسن الوفادة وكرم الضيافة وعلى مبادرتها بعقد هذا المؤتمر الهام ودعمهما لمبادرة تعزيز الاقتصاد الرقمي المشتركة ، كما أعرب عن تقديره الخاص لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على رعايته الكريمة لأعمال المؤتمر.



وقال والحق أن اختيار موضوع “الاقتصاد الرقمي العربي”، ليكون القضية المحورية لأعمال هذا المؤتمر، يعكس وبصدق مدى الإدراك بجسامة التحديات التي تواجه المنطقة العربية في ظل الدور المحوري للتكنولوجيا الحديثة في تنمية المجتمعات والاقتصادات بشكل عام.

وقال إن جامعة الدول العربية تسعى دائماً لمواكبة التطورات الجارية من حولها في جميع المجالات والقطاعات وتبني أفضل الممارسات لتفعيل وتعزيز أداء منظومة العمل العربي المشترك ... وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى الشراكة فيما بين جامعة الدول العربية ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا في إطار مبادرة خارطة الطريق لحوكمة الانترنت إقليمياً ودولياً، لتكون مجموعة الدول العربية من ضمن أولى المجموعات الإقليمية التي تعمل على صياغة خارطة طريق لحوكمة الانترنت على المستوى الإقليمي.

ولفت إلى إن هناك تطوراً في بعض الدول العربية لا تغفله العين... حيث تحتل بعض الدول العربية ومن بينها دولة الإمارات العربية المتحدة مكانة متقدمة بين دول العالم من حيث استخدام شبكة الانترنت في ضوء تضاعف معدل تدفق البيانات العابرة للحدود التي تربط منطقتنا العربية ببقية دول العالم خلال العقد الماضي بما يتجاوز 150 ضعفاً ... وفي هذا المجال، حققت عدة دول عربية قفزة واسعة في قطاع الاستهلاك الرقمي من حيث ارتفاع معدلات الاعتماد على الهواتف الذكية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

وأعرب عن أمله أن ما سيسفر عنه مؤتمر اليوم من نتائج سيكون محل أولوية واهتمام من الجامعة العربية بأجهزتها المختلفة، وبما يساهم في إعطاء البعد والزخم العربي الرسمي لهذا الجهد الكبير مقدماً الشكر مرة أخرى لدولة الإمارات على مبادرتها ودعمها إلى ما فيه نفع الشعوب العربية وازدهارها.

وكان المؤتمر قد بدأ أعماله صباحا بكلمة الدكتور علي الخوري، مستشار مجلس الوحدة الاقتصادية العربية ورئيس الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الذي أكد فيها على "أهمية المؤتمر في تسليط الضوء على الزاوية التي يجب على الدول من خلالها إعادة النظر في تعاملها مع الأطر الجديدة للاقتصادات العالمية لتطوير منظوماتها وآليات عملها، حيث أن الطرق والأدوات التقليدية للتطوير لم تعد، بل ولن تؤدي لتحقيق اقتصادات مستدامة على نفس المستوى والسرعة المطلوبة".

وتابع: " تقف المنطقة العربية اليوم أمام فرصة كبيرة من خلال تفعيل العمل العربي المشترك، حيث يمكن من خلالها خلق فرص عمل هائلة، وتطوير المهارات وجذب الاستثمارات ورؤوس الأموال، ودعم أسواقها، وتمهيد الطريق أمام الاكتفاء الذاتي، والمساهمة بالإنتاج المعرفي، شبكة إنتاجية ضخمة تقدر بـ 450 مليون نسمة، هي حجم الموارد الطبيعية".

ويتكون المؤتمر من جلسات يحضرها العديد من ممثلي المنظمات الدولية لمناقشة مكونات الاقتصاد الرقمي، كان أولها جلسة النظرة المشتركة للمنطقة العربية شارك فيها فينشنزو أكوارو، رئيس شعبة المؤسسات العامة والحكومة الرقمية في الامم المتحدة، ومعالي المهندس عاطف حلمي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري الأسبق وبيتر ديري، وزير مستشار السياسات الرقمية، بعثة الاتحاد الأوروبي.

في حين تم مناقشة التحديات العالمية وضرورة العمل ضمن أجندات مشتركة في الجلسة الثانية التي شارك فيها ستيفانو مانسرفيزي، المدير العام للتنمية الدولية في المفوضية الاوروبية، والميجور جنرال جيرت يوهانس هاجمان، نائب قائد فيلق التدخل السريع لحلف الناتو وطارق عامر، محافظ البنك المركزي المصري.

كما تحدث البروفيسور ديفيد إيفز، مدير الإدارة الرقمية في جامعة هارفارد برسالة مسجّلة عن أهمية الرؤية العربية المشتركة للاقتصاد الرقمي.

كما تناول المؤتمر في يومه الأول الأجندة الجديدة لقطاعي التعليم والعمل في ظل الذكاء الاصطناعي والتي شارك فيها البروفيسور جريجوري كيرتن، عضو المجلس الاستشاري العالمي لمستقبل التنمية العمرانية والخدمات، المنتدى الاقتصادي العالمي، ومورتن مييرهوف من جامعة الامم المتحدة.

وألقى رئيس جامعة القاهرة كلمة أعرب فيها عن شكره لدعم الإمارات لتفعيل العمل العربي المشترك عبر الاقتصاد الرقمي.

وشارك سييم سكوت، كبير مسؤولي المعلومات في حكومة أستونيا في الجلسة الرابعة الخاصة بالتكنولوجيا الناشئة في المنطقة العربية وكيفية تأطيرها وتعزيزها من ناحية التشريعات والبنى التحتية التكنولوجية. وشارك في الجلسة سعادة أمين عام المنظمة العربية لتكنولوجيا الاتصال بالمعلومات المهندس محمد بن عمر.

وانتهت أعمال اليوم الاول للمؤتمر باستعراض أسلوب الحياة في المجتمع الرقمي والمدن الذكية بمشاركة الدكتور خالد السلامي مدير عام وحدة الإدارة الإلكترونية ونقطة اتصال لبرنامج شراكة الحكومة المفتوحة لرئاسة الحكومة في جمهورية تونس والسيد جواو فاسكونسيالس، محلل سياسات الحكومة الرقمية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

ومن المخطط أن يتم عرض توصيات المؤتمر الاول للاقتصاد الرقمي العربي بعد انتهاء أعمال يومه الثاني على القادة العرب خلال القمة العربية المزمع عقدها في تونس في مارس 2019.