لندن - محمد المصري

في العام الأول من الألفية الجديدة ولد جادون سانشو، في أحد الأحياء الفقيرة في لندن، وفي ظل ظروف مادية صعبة، حرمته حتى من مشاهدة المنتخب الإنجليزي في كأس العالم 2014.

لم يجد سانشو أي وسيلة للممارسة كرة القدم سوى في الشارع، حيث يقول "بعد المدرسة، كنت أرى الجميع من حولي يقومون بأشياء سيئة، لم أرغب في مشاركتهم، فقط وددت أن ألعب كرة القدم ليس إلا"..



لكن موهبة اللاعب الفذة كانت تظهر باستمرار في تلك الفترة فوجد الفرصة للانضمام إلى أكاديمية واتفورد، وكانت تلك البداية الحقيقية للاعب وجد البيئة المناسبة لتحتضن موهبته.

وبات سانشو أحد الأمثلة النادرة جداً من لاعبي منتخب إنجلترا الذين تعلموا أسس اللعبة من الشارع وليس الأكاديمية.

لم يشك أحد للحظة أنه أمام موهبة تشكل على مهل.. تصارعت الأندية على ضمه في طور الشباب من أكاديمية واتفورد، على رأسها جاء آرسنال وتشيلسي، لكن في عمر الـ14 كتب له هجرة جديدة يعيشها هذه المرة بعيداً عن أهله، في أقصى البلاد بأكاديمية مانشستر سيتي الذي نجح في ضمه بـ66 ألف جنيه إسترليني قابلة للزيادة، بالإضافات إلى ما يجعلها نصف مليون إسترليني.

مع السيتي باتت موهبة سانشو أكثر قوة، وتمكن من اللعب في كل الفئات السنية، وخطف الأنظار.

حصل اللاعب على فرصته في التدريب مع الفريق الأول تحت قيادة بيب غوارديولا، واعتقد البعض أن هناك ميلاد نجم جديد في سماء السكاي بلوز وإنجلترا..

تلقى سانشو الكثير من الوعود بأنه سيحصل على الفرص في السيتي وأنه لن يجد مدرب يطوره أفضل من غوارديولا.

لكن الإنجليزي الشاب وجد نفسه خارج قائمة فريقه المسافرة إلى جولة التحضير للموسم الجديد 2017/18، ما يعني أنه خارج أفكار مدربه الإسباني، مباشرة قرر الرحيل عن النادي بالرغم من الوعود الضبابية بفرص مشاركة مستقبلاً أو حتى مقابل مادي ضخم.

قرار لاعب لم يتجاوز عقده الثاني الرحيل عن فريق بحجم السيتي وتحت قيادة جوارديولا كان يمكن اعتباره مجنوناً، لكن سانشو اتخذه لقناعاته بأن مهاراته يمكنها أن تنفجر في أماكن أخرى، وأن دكة السيتي لن تخدمه.

في إنجلترا ستجد من النادر للغاية رحيل اللاعبين الإنجليز للاحتراف خارج إنجلترا، لكن سانشو كسر تلك القاعدة وصمم على الرحيل والنجاح في الخارج وهو ما يحققه حالياً، ليبقى التساؤل حول كيفية رحيل لاعب بهذه الموهبة عن السيتي بهذه الطريقة؟!