جاءتني وعلامات الاستفهام تملأ تعابير وجهها وهي تسألني، هل الأخبار الأخيرة بشأن الضريبة صحيحة؟ قلت لها: نعم، سيتم تطبيق الضريبة مع بداية السنة الجديدة.

فاكفهر وجهها وقالت: ما هي نسبتها؟ وعلى أي السلع ستطبق؟ فجاوبتها محاولة إعادة إحياء الفرح في ملامح وجهها الذي عبث به العبوس. لا تقلقي هي فقط 5 % وهناك 94 سلعة لن تشملها الضرائب. تمتمت بعدد من الكلمات بلغتها الأم وانصرفت من أمامي وملامح الدهشة المخالطة للحزن مازالت تسكن ملامح وجهها.

بعد أقل من نصف ساعة، امتثلت للوقوف أمامي مرة أخرى وقالت لي: أحتاج أن أتحدث معكِ قليلاً، وهي تحدق في، فقلت لها: تفضلي، ما الأمر؟

فقالت لي: لقد تركت موطني من أجل طلب لقمة العيش، وقطعت مئات الأميال لكي أوفر لي ولأبنائي حياة أفضل، ولا أنكر مطلقاً بأنني أحظى برعاية خاصة منكم، ولكن لدي مخاوف اقتصادية تجعلني في قلق وتوتر!! لا سيما فيما يتعلق بالضرائب الجديدة.

فقلت لها: لا تقلقي لن يتغير شيء، نحن نتحمل عنك التأمين الصحي والعلاج، ولن تشعري بالضريبة مطلقاً، فنحن نوفر لك السكن والطعام والحاجات الرئيسية.

فقاطعتني قائلة: نعم نعم، لا أنكر كل ذلك، وقد بدأت أشعر بأنني عبء مضاعف على الأسرة، وأشعر بحياء وأنا أتقدم إليكِ بطلبي ورجائي لزيادة راتبي الشهري، فكما تعلمين فإنني أتحمل فاتورة الاتصالات الخاصة بي والتي سيفرض عليها ضريبة، كما إنني مثل سائر النساء لي احتياجاتي الخاصة التي أود الحصول عليها من كماليات وسلع والتي سيفرض عليها ضريبة أيضاً، كما إنني أقوم بين الفينة والأخرى بإرسال العديد من أمور الحياة لأبنائي في موطني عوضاً عن فراقي لهم.. إنك تعلمين.. فقاطعتها وقلت لها.. إنني لا أعلم أي شيء.. ولا أعرف حتى الآن التأثيرات الاقتصادية المصاحبة لفرض الضريبة.. ولا أستطيع استشفاف المستقبل.. هناك تناقض في تصريحات الاقتصاديين، وهناك خوف من المواطنين من هذا المجهول الذي سنتعامل معه لأول مرة.. ولكني أتفهم خوفكِ وقلقكِ وكل ما تفضلت به من أعذار منطقية..

وأجبتها بأنني موافقة على زيادة راتبها الشهري بما يتوافق مع نسبة الضريبة.

* رأيي المتواضع:

تعودنا على حياة خالية من الضرائب، حياة تسكنها الرفاهية بدرجات مختلفة، لتتغير الظروف الراهنة، وتفرض علينا الضريبة بشكل مباشر، ولنجد أنفسنا أمام التعامل مع شيء نجهله، وسنتعلمه من خلال ممارسته.