صنعاء - سرمد عبدالسلام
أسدل الستار على 2018، أحد أكثر الأعوام سخونة في اليمن، والذي جاء مثقلاً بالكثير من التفاصيل والأحداث على مختلف الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية، غير أن أبرز ما يمكن وصف هذا العام به، أنه مثل البداية الحقيقية لخريف الانقلاب الحوثي، بعدما بدأت أوراق الميليشيات بالتساقط بفعل مصرع العديد من أبرز قياداته بالإضافة لحدوث أكبر موجة انشقاقات في صفوفها منذ بدء الحرب.
وترك 2018 بصمة سوداء في ملف الانقلابيين في اليمن، قياساً بحجم الخسائر العسكرية والبشرية الفادحة التي تكبدها الحوثي ورفاقه، بما في ذلك مقتل قيادات بارزة في الصف الأول.
ويعاني اليمنيون من سيطرة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران على العاصمة ومحافظات ومدن أخرى، لاسيما وأن الميليشيات المتمردة تمارس عمليات اختطاف وتعذيب ونهب. في المقابل، يشهد النداء الأممي أكبر نسبة استجابة إنسانية من دول تحالف دعم الشرعية في اليمن، إذ أوفت السعودية والإمارات بمليار دولار، تبعتها الكويت بنحو 250 مليون دولار. ويقدم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مساعدات متنوعة لليمنيين على مدار العام. كما أنقذت السعودية الاقتصاد اليمني من الانهيار عبر تقديم وديعة للبنك المركزي اليمني في عدن بمبلغ ملياري دولار، فضلاً عن 200 مليون دولار قدَّمَتها حكومة المملكة منحة للبنك إلى جانب ما قامت به من توفير للمشتقات النفطية بمبلغ 60 مليون دولار شهرياً. واختتم العام بمساهمة سعودية إماراتية للتعليم بنحو 500 مليون دولار. وتسعى القوات الشرعية بدعم التحالف إلى تقليص سيطرة المتمردين على الأرض في الساحل الغربي، وفي مناطق واسعة من محافظة صعدة شمال اليمن، وهو الأمر الذي أجبر الميليشيات المدعومة من إيران على الرضوخ للمساعي الأممية للسلام والحضور أخيراً إلى السويد لإبرام اتفاقها مع الشرعية على تسليم الحديدة وموانئها، والرضوخ لتبادل الأسرى والمعتقلين وفتح الممرات الإنسانية في محافظة تعز، وهو الاتفاق الذي شدد عليه القرار الأممي "2451" الداعم لاتفاقات السويد، التي يرى فيها كثير من المراقبين للشأن اليمني الخطوة الأولى نحو إحلال السلام واستعادة الشرعية واستئناف العملية السياسية الانتقالية بموجب القرار الأممي "2216". وسنحاول الوقوف على أهم الأحداث.
11 يناير
أول ظهور للعميد طارق محمد عبدالله صالح بعد ما يزيد عن شهر من انتفاضة ديسمبر التي قادها في صنعاء وانتهت بتصفية عمه الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، على يد مليشيا الحوثي.
وشكل ظهور العميد طارق سليما معافى في محافظة شبوة شرق اليمن صدمة كبيرة للحوثيين، خاصة بعد انضمامه للشرعية وتصريحاته التي أكد فيها بأن اليمن لن يذهب بعيدا عن محيطه العربي، في إشارة منه إلى التخندق في صف المدافعين عن اليمن ضد المشروع الإيراني .
21 يناير
أعلن اللواء علي صالح الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، انضمامه للقوات الحكومية، بعد نحو أسبوعين فقط من انضمام اللواء فضل القوسي قائد القوات الخاصة سابقا، الأمر الذي مهد الطريق لحدوث الكثير من الانشقاقات اللاحقة والتي شملت مئات الضباط من ذوي الرتب العسكرية البارزة.
ويعد الأحمر أرفع مسؤول عسكري من أقارب الرئيس السابق، وسبق أن تولى مهام قيادة قوات الحرس الجمهوري ومن ثم مديرا لمكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة وهو المنصب الذي يشغله دستوريا رئيس الجمهورية.
14 فبراير
أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس مجلس الأمن الدولي قراره تعيين البريطاني مارتن غريفيث مبعوثا أمميا خاصا إلى اليمن خلفا للموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد
19 أبريل
مقاتلات التحالف العربي تنجح في اصطياد صالح الصماد رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى للحوثيين والمطلوب الثاني على القائمة السوداء لتحالف دعم الشرعية، بضربة جوية موفقة في مدينة الحديدة غرب اليمن، واحتاجت المليشيات 4 أيام كاملة قبل أن تعترف بمقتله رسميا.
13 يونيو
الإعلان عن بدء عملية "النصر الذهبي، التي أطلقتها قوات الشرعية اليمنية بدعم من التحالف العربي لتحرير مدينة الحديدة وموانئها الإستراتيجية غرب اليمن، بمشاركة ألوية العمالقة وحراس الجمهورية والمقاومة التهامية.
7 أغسطس
مقتل القائد الميداني البارز في صفوف المليشيات محمد عبدالرقيب المنصور قائد "كتائب البدر" التي تلقت تدريباتها في أيران وتعد بمثابة قوات النخبة للحوثيين، وذلك في مديرية الدريهمي بضواحي مدينة الحديدة .
5 سبتمبر
الحوثيون يفشلون مفاوضات جنيف للسلام التي دعت إليها الأمم المتحدة قبل أن تبدأ بعدما رفض وفدهم المفاوض مغادرة صنعاء، مشترطين طائرة خاصة لإجلاء عدد من الجرحى بينهم إيرانيين ولبنانيين، أصيبوا في المعارك مع الجيش الوطني ، ونقلهم إلى خارج البلاد للعلاج.
15 أكتوبر
الرئيس عبدربه منصور هادي يصدر قراراً جمهورياً بتعيين د. معين عبدالملك رئيسا للوزراء خلفا لأحمد عبيد بن دغر.
8 نوفمبر
الرئيس هادي يجري تغييرات هامة على مستوى القيادات العسكرية العليا، في إجراء أكد المراقبون بأنه يأتي في إطار بدء المرحلة الثانية من معركة تحرير الحديدة، وذلك بتعيين الفريق محمد علي المقدشي وزير للدفاع بعد ثلاث سنوات من شغور للمنصب واللواء ركن بحري عبدالله النخعي رئيس لهيئة الأركان العامة.
10 نوفمبر
مليشيا الحوثي تتلقى ضربة قوية بوصول وزير الإعلام في حكومتها الانقلابية غير المعترف بها عبدالسلام جابر إلى الرياض وانضمامه للشرعية، بعد أيام من انشقاق نائب وزير التربية والتعليم عبدالله الحامدي ومحسن النقيب وزير التعليم الفني والتدريب المهني الذين نجحوا في الفرار رغم الرقابة المشددة التي يفرضها الحوثيون على المسئولين الموالين لهم في مناطق نفوذهم.
6 ديسمبر
بدء جولة جديدة من مشاورات السلام في مدينة ستوكهولم السويدية بحضور وفدي الحكومة الشرعية والانقلابيين، جرى على إثرها الاتفاق على ملف الأسرى والمعتقلين وملف الحديدة والوصول إلى تفاهمات بشأن ملف حصار تعز فيما عرقل الانقلابيون الحوثيون التوصل لاتفاقات بشأن فتح مطار صنعاء والملف الاقتصادي.
18 ديسمبر
الإعلان عن دخول اتفاق وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة حيز التنفيذ وسط خروق كبيرة من قبل المليشيات الإيرانية التي كثفت قصفها الأحياء المدنية ومهاجمة مواقع القوات الحكومية.
21 ديسمبر
مجلس الأمن الدولي يوافق بالإجماع على مشروع قرار بريطاني بشأن اليمن ويصدر القرار رقم 2451 الذي تضمن الموافقة على إرسال فريق دولي للإشراف على وقف إطلاق النار في الحديدة وإعادة انتشار القوات.
23 ديسمبر
وصول الجنرال الهولندي باتريك كامرت المكلف برئاسة قوات حفظ السلام في اليمن إلى مطار عدن الدولي قبل التوجه إلى مدينة الحديدة لبدء مهمته الرسمية، فيما اتهمت الحكومة اليمنية ميليشيات الحوثي بالتعنت والتهرب من تنفيذ اتفاق الحديدة، المتمثل في انسحابهم من ميناء الحديدة والمدينة، وذلك بالتزامن مع إعادة انتشار القوات الحكومية شرق المدينة، وفتح الممر الإنساني عبر طريق كيلو 16 باتجاه صنعاء.
{{ article.visit_count }}
أسدل الستار على 2018، أحد أكثر الأعوام سخونة في اليمن، والذي جاء مثقلاً بالكثير من التفاصيل والأحداث على مختلف الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية، غير أن أبرز ما يمكن وصف هذا العام به، أنه مثل البداية الحقيقية لخريف الانقلاب الحوثي، بعدما بدأت أوراق الميليشيات بالتساقط بفعل مصرع العديد من أبرز قياداته بالإضافة لحدوث أكبر موجة انشقاقات في صفوفها منذ بدء الحرب.
وترك 2018 بصمة سوداء في ملف الانقلابيين في اليمن، قياساً بحجم الخسائر العسكرية والبشرية الفادحة التي تكبدها الحوثي ورفاقه، بما في ذلك مقتل قيادات بارزة في الصف الأول.
ويعاني اليمنيون من سيطرة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران على العاصمة ومحافظات ومدن أخرى، لاسيما وأن الميليشيات المتمردة تمارس عمليات اختطاف وتعذيب ونهب. في المقابل، يشهد النداء الأممي أكبر نسبة استجابة إنسانية من دول تحالف دعم الشرعية في اليمن، إذ أوفت السعودية والإمارات بمليار دولار، تبعتها الكويت بنحو 250 مليون دولار. ويقدم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مساعدات متنوعة لليمنيين على مدار العام. كما أنقذت السعودية الاقتصاد اليمني من الانهيار عبر تقديم وديعة للبنك المركزي اليمني في عدن بمبلغ ملياري دولار، فضلاً عن 200 مليون دولار قدَّمَتها حكومة المملكة منحة للبنك إلى جانب ما قامت به من توفير للمشتقات النفطية بمبلغ 60 مليون دولار شهرياً. واختتم العام بمساهمة سعودية إماراتية للتعليم بنحو 500 مليون دولار. وتسعى القوات الشرعية بدعم التحالف إلى تقليص سيطرة المتمردين على الأرض في الساحل الغربي، وفي مناطق واسعة من محافظة صعدة شمال اليمن، وهو الأمر الذي أجبر الميليشيات المدعومة من إيران على الرضوخ للمساعي الأممية للسلام والحضور أخيراً إلى السويد لإبرام اتفاقها مع الشرعية على تسليم الحديدة وموانئها، والرضوخ لتبادل الأسرى والمعتقلين وفتح الممرات الإنسانية في محافظة تعز، وهو الاتفاق الذي شدد عليه القرار الأممي "2451" الداعم لاتفاقات السويد، التي يرى فيها كثير من المراقبين للشأن اليمني الخطوة الأولى نحو إحلال السلام واستعادة الشرعية واستئناف العملية السياسية الانتقالية بموجب القرار الأممي "2216". وسنحاول الوقوف على أهم الأحداث.
11 يناير
أول ظهور للعميد طارق محمد عبدالله صالح بعد ما يزيد عن شهر من انتفاضة ديسمبر التي قادها في صنعاء وانتهت بتصفية عمه الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، على يد مليشيا الحوثي.
وشكل ظهور العميد طارق سليما معافى في محافظة شبوة شرق اليمن صدمة كبيرة للحوثيين، خاصة بعد انضمامه للشرعية وتصريحاته التي أكد فيها بأن اليمن لن يذهب بعيدا عن محيطه العربي، في إشارة منه إلى التخندق في صف المدافعين عن اليمن ضد المشروع الإيراني .
21 يناير
أعلن اللواء علي صالح الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، انضمامه للقوات الحكومية، بعد نحو أسبوعين فقط من انضمام اللواء فضل القوسي قائد القوات الخاصة سابقا، الأمر الذي مهد الطريق لحدوث الكثير من الانشقاقات اللاحقة والتي شملت مئات الضباط من ذوي الرتب العسكرية البارزة.
ويعد الأحمر أرفع مسؤول عسكري من أقارب الرئيس السابق، وسبق أن تولى مهام قيادة قوات الحرس الجمهوري ومن ثم مديرا لمكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة وهو المنصب الذي يشغله دستوريا رئيس الجمهورية.
14 فبراير
أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس مجلس الأمن الدولي قراره تعيين البريطاني مارتن غريفيث مبعوثا أمميا خاصا إلى اليمن خلفا للموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد
19 أبريل
مقاتلات التحالف العربي تنجح في اصطياد صالح الصماد رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى للحوثيين والمطلوب الثاني على القائمة السوداء لتحالف دعم الشرعية، بضربة جوية موفقة في مدينة الحديدة غرب اليمن، واحتاجت المليشيات 4 أيام كاملة قبل أن تعترف بمقتله رسميا.
13 يونيو
الإعلان عن بدء عملية "النصر الذهبي، التي أطلقتها قوات الشرعية اليمنية بدعم من التحالف العربي لتحرير مدينة الحديدة وموانئها الإستراتيجية غرب اليمن، بمشاركة ألوية العمالقة وحراس الجمهورية والمقاومة التهامية.
7 أغسطس
مقتل القائد الميداني البارز في صفوف المليشيات محمد عبدالرقيب المنصور قائد "كتائب البدر" التي تلقت تدريباتها في أيران وتعد بمثابة قوات النخبة للحوثيين، وذلك في مديرية الدريهمي بضواحي مدينة الحديدة .
5 سبتمبر
الحوثيون يفشلون مفاوضات جنيف للسلام التي دعت إليها الأمم المتحدة قبل أن تبدأ بعدما رفض وفدهم المفاوض مغادرة صنعاء، مشترطين طائرة خاصة لإجلاء عدد من الجرحى بينهم إيرانيين ولبنانيين، أصيبوا في المعارك مع الجيش الوطني ، ونقلهم إلى خارج البلاد للعلاج.
15 أكتوبر
الرئيس عبدربه منصور هادي يصدر قراراً جمهورياً بتعيين د. معين عبدالملك رئيسا للوزراء خلفا لأحمد عبيد بن دغر.
8 نوفمبر
الرئيس هادي يجري تغييرات هامة على مستوى القيادات العسكرية العليا، في إجراء أكد المراقبون بأنه يأتي في إطار بدء المرحلة الثانية من معركة تحرير الحديدة، وذلك بتعيين الفريق محمد علي المقدشي وزير للدفاع بعد ثلاث سنوات من شغور للمنصب واللواء ركن بحري عبدالله النخعي رئيس لهيئة الأركان العامة.
10 نوفمبر
مليشيا الحوثي تتلقى ضربة قوية بوصول وزير الإعلام في حكومتها الانقلابية غير المعترف بها عبدالسلام جابر إلى الرياض وانضمامه للشرعية، بعد أيام من انشقاق نائب وزير التربية والتعليم عبدالله الحامدي ومحسن النقيب وزير التعليم الفني والتدريب المهني الذين نجحوا في الفرار رغم الرقابة المشددة التي يفرضها الحوثيون على المسئولين الموالين لهم في مناطق نفوذهم.
6 ديسمبر
بدء جولة جديدة من مشاورات السلام في مدينة ستوكهولم السويدية بحضور وفدي الحكومة الشرعية والانقلابيين، جرى على إثرها الاتفاق على ملف الأسرى والمعتقلين وملف الحديدة والوصول إلى تفاهمات بشأن ملف حصار تعز فيما عرقل الانقلابيون الحوثيون التوصل لاتفاقات بشأن فتح مطار صنعاء والملف الاقتصادي.
18 ديسمبر
الإعلان عن دخول اتفاق وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة حيز التنفيذ وسط خروق كبيرة من قبل المليشيات الإيرانية التي كثفت قصفها الأحياء المدنية ومهاجمة مواقع القوات الحكومية.
21 ديسمبر
مجلس الأمن الدولي يوافق بالإجماع على مشروع قرار بريطاني بشأن اليمن ويصدر القرار رقم 2451 الذي تضمن الموافقة على إرسال فريق دولي للإشراف على وقف إطلاق النار في الحديدة وإعادة انتشار القوات.
23 ديسمبر
وصول الجنرال الهولندي باتريك كامرت المكلف برئاسة قوات حفظ السلام في اليمن إلى مطار عدن الدولي قبل التوجه إلى مدينة الحديدة لبدء مهمته الرسمية، فيما اتهمت الحكومة اليمنية ميليشيات الحوثي بالتعنت والتهرب من تنفيذ اتفاق الحديدة، المتمثل في انسحابهم من ميناء الحديدة والمدينة، وذلك بالتزامن مع إعادة انتشار القوات الحكومية شرق المدينة، وفتح الممر الإنساني عبر طريق كيلو 16 باتجاه صنعاء.