الاصطياد في الماء العكر، هذه استراتيجية من لا يحب الخير والاستقرار لوطننا الغالي، فهؤلاء يسخرون جل طاقاتهم للعبث بأمن هذا الوطن الآمن مستغلين بعض المواقف لكي يحاولوا زعزعة أمن البحرين والعبث بمكتسباته.

عندما نتحدث ونقول بأن هؤلاء لديهم «أجندة» و«استراتيجية» نعني بأن لديهم أهدافاً واضحة ومستمرة فهم لا يكلون ولا يملون من التآمر على البحرين، ويتحركون في الظلام الدامس، ويتعاونون مع «الخونة» وغيرهم من أجل تحقيق أهدافهم، ليس هذا فحسب بل إنهم يستغلون أي موقف ليتخذوا منه حجة في صالح تحقيق أجنداتهم.

إنها ليست نظرية «المؤامرة» بل إنها المؤامرة ذاتها، فعندما ترى جهات لا تستحي ولا تخجل من التدخل في شؤونك الداخلية وتصعيدها، وعندما ترى نفر قليل وشرذمة متقوقعة في الخارج وتمد يدها الطويلة القذرة لتلامس أمن وطن وتتاجر بسمعته فإنك بلا شك لن تقف وتقول إنها «نظرية المؤامرة» بل ستقول إنها المؤامرة ذاتها..

هذه المؤامرة التي تريد أن تجعلنا نعيش حالة من عدم الاستقرار، تريدنا أن نفقد لذة الأمن والتعايش والتسامح والوحدة الوطنية التي تميزنا عن غيرنا، هذه المؤامرة التي تريدنا أن نعيش في ظلام وجهل وتأخر جراء عدم الاستقرار، هذه المؤامرة التي تريدنا أن نعيش في فوضى عارمة نفقد فيها الرؤية التنموية الواضحة.

نعم، كلنا نطمح في مزيد من الإصلاحات التنموية، وكلنا نطمح في زيادة بالدخل القومي ينعكس على زيادة دخل المواطن، وكلنا نريد خدمات تعليمية وصحية أفضل، وكلنا نتمنى تحقيق العدالة والتنافسية والاستدامة، وكلنا دونما استثناء ننشد أن تتعدل الأوضاع الاقتصادية، ونطمح إلى وقف زيادة الأسعار، ونأمل في تطبيق خطط تنموية تضع المواطن البحريني على قائمة أولوياته.

وهنا نحن نعلنها بحرية مطلقة دون لبس سترة صفراء والوقوف في الشوارع والعبث بأمن البحرين وتعطيل الحياة العامة.

* رأيي المتواضع:

أصوات نشاز، تأتي من خارج هذا الوطن المستقر الآمن لتعزف على وتر «الحقوق» ولتطلب من شعب البحرين الواعي أن يتظاهر ويقتبس فكرة «السترات الصفراء» للتعبير عن رفضه..

لن نرتدي سترة صفراء ولا حمراء ولا خضراء، بل سنطلب عبر القنوات التشريعية التي مكننا منها دستورنا الديمقراطي، وسنستخدم مساحة الحرية المسؤولة الممنوحة لنا وسنعبر عن حقوقنا بكل حرية وشفافية وديمقراطية.

فالمظاهرات لن تجدي نفعاً بل ستجعلنا نتخلف عن الركب أكثر وأكثر، وستعطل مصالحنا، وستنخر في جدار اللحمة الوطنية.

فلا وألف لا لدعواتكم المسمومة، فلقد نضجنا وتألمنا حتى تعلمنا..