بالأمس طالعنا أمين عام الاتحاد الآسيوي لكرة القدم «ويندسور جون» بأرقام كبيرة لعائدات النسخة السابعة عشر لبطولة كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم المقامة حالياً في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة متوقعاً أن لا تقل العائدات المالية من هذه النسخة عن المليار دولار بل قد تزيد عن هذا الرقم الضخم..!

هكذا هي الشفافية وهكذا هي الاحترافية التي نجدها في المنظمات الرياضية الدولية بينما نفتقدها في محيطنا الرياضي الذي لا يزال يتعامل مع الأرقام بسرية متناهية جداً!

تصوروا كيف أن أمين عام اتحاد قاري يخرج بتصريح واضح المعالم يكشف من خلاله أرقاماً خيالية عن عائدات بطولة كروية إقليمية، بينما نحن هنا مازلنا نجهل حجم الرعاية لأكبر مسابقتين رياضيتين في المملكة، وهما مسابقتا كأس جلالة الملك المفدى لكرة القدم ودوري ناصر بن حمد الممتاز لكرة القدم رغم أننا نقرأ بين الفينة والأخرى عن أسماء لشركات ومؤسسات من القطاع الخاص قدمت دعمها و رعايتها للمسابقتين المذكورتين من دون ذكر أرقام!

ترى ما الضير في الكشف عن حجم العائدات بالأرقام الصريحة أمام الرأي العام ما دمنا نؤمن بالشفافية كمبدأ أساسي لتفعيل الشراكة مع القطاع الخاص لدعم أنديتنا واتحاداتنا الرياضية التي تعاني الأمرين في هذا الجانب وتواصل تذرعها بنقص مواردها المالية ؟!

الشفافية والوضوح في هذا الشأن من شأنها أن تحفز الشركات والمؤسسات على التسابق لرعاية الفعاليات الرياضية على عكس إخفائها والتكتم عليها الذي من شأنه أن يقلل من اندفاع تلك المؤسسات لمواصلة الدعم و الرعاية.

أتمنى أن تجد الشفافية طريقها بقناعة إلى كل من يعنيهم أمر الدعم والرعاية في مؤسساتنا الرياضية حتى يكون الوسط الرياضي على دراية واضحة من حجم العائدات المالية لمسابقاتنا الرياضية المحلية وحجم الشراكة الفعلية لشركات ومؤسسات القطاع الخاص مع أنديتنا واتحاداتنا الرياضية، رغم أنني لست متفائلاً كثيراً بتحقيق هذه الأمنية ما لم تتغير قناعات المعنيين بهذا الأمر...