يصر مريدو السوء على أنه لا يوجد للنظام الإيراني جيش إلكتروني يسعى إلى نشر الأفكار السالبة عن الدول التي يحاربها هذا النظام المسيء للشعب الإيراني وللمنطقة وللتقدم ولكل القيم، ويعملون على القول بأن التغريدات كلها من صنع أجهزة استخبارات الدول التي تتخذ موقفاً من هذا النظام الذي «إن ساد تحقق العدل»! ليس هذا فقط ولكنهم ينكرون حتى التغريدات التي يقومون هم بنشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولا يترددون عن التذاكي أملاً في الإفلات من العقاب. ولأن كلامهم لا يمكن أن يدخل حتى رأس فاقد العقل لذا فإن أحداً لا يصدقه، والسبب هو أن هذا النظام يعتبر التغريد سلاحاً أمضى من كل سلاح يمتلكه، إذ لا رقيب على ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي، وإذ يسهل عبر هذا الأسلوب التأثير على المتلقي خصوصاً إن كان المغردون من ذوي الخبرة والعارفين بأحوال النفس البشرية.

مريدو السوء ينكرون أن يكون لدى النظام الإيراني مثل هذا الجيش، لكنهم في واقع الأمر جزء منه، فهم يغردون ليل نهار، وهم من يساعد هذا النظام على الترويج لما يريد الترويج له، وهم في كل الأحوال واحدا من أسلحته المعتمدة. ولأن دول مجلس التعاون تواكب كل تطور في المجال الإلكتروني لذا يسهل على الأجهزة المعنية فيها اكتشاف مصدر التغريدات والمغردين الذين يتم إحالتهم إلى النيابة العامة للتحقيق معهم وتحويلهم إلى المحاكم المختصة والتي تصدر ضدهم الأحكام حسب القانون. في البحرين توصلت تلك الأجهزة خلال السنوات الأخيرة إلى عدد من الذين اختاروا نهج السب والشتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي معتقدين بأن اختباءهم وراء أسماء وهمية سيحميهم وسيوفر لهم الفرصة لينكروا أي تهمة من هذا القبيل توجه إليهم، فكان أن حولتهم إلى الجهات المختصة لمحاسبتهم. وفي البحرين أيضاً تم اكتشاف العديد من الخلايا التي يعمل النظام الإيراني على حمايتها ويوفر لها ما يلزم من أسباب تعينها على التحرك عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل.

قبل أيام صدر عن المحكمة الجنائية الصغرى حكم بحبس مغرد 3 أشهر أدين بنشر تغريدات مسيئة لوزارة الداخلية عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». قصة التغريدة أنه ورد إلى إدارة مكافحة الجرائم الاقتصادية شكوى تفيد أنه نشر تغريدة تسيء إلى وزارة الداخلية رداً منه على بيان لإدارة الجرائم الإلكترونية كان قد نشر في إحدى الصحف المحلية يفيد بأن هناك «مواقع للتواصل الاجتماعي تدار من إيران وراء تهديد مرشحين في الانتخابات»، ولأنه يتوفر لدى البحرين الأجهزة المتطورة التي يسهل بها معرفة من قام بالتغريدة لذا تم التوصل لهوية المتهم وبياناته وتحويله إلى الجهات ذات العلاقة للتحقيق معه ومحاكمته حيث صدر ضده ذلك الحكم الذي نشرت حيثياته في الصحف المحلية وملخصها أن المحكمة «اطمأنت إلى أدلة الثبوت بحق المتهم لتوافر أركان جريمة إهانة هيئة نظامية بإحدى الطرق العلانية». ما ينبغي أن يعلمه مريدو السوء جيداً هو أن إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية «صاحية» وتعمل على مدار الساعة وأنها تمتلك من الخبرات والأجهزة المتطورة ما يعينها على التوصل إلى مستغلي وسائل التواصل الاجتماعي لنشر التغريدات المسيئة، كما عليهم أن يعلموا جيداً أيضاً أن البحرين على معرفة تامة بكل محاولات التذاكي التي يمارسها النظام الإيراني ويمارسونها لخدمته، والدليل سرعة اكتشاف المتورطين في نشرت التغريدات المسيئة.

تذاكي النظام الإيراني وتذاكي مريدي السوء لا سوق له في البحرين، ففي هذه البلاد يتوفر كل ما يعين على تبين الفاعلين والمتجاوزين، وتبين من باع نفسه للنظام الإيراني ومن يقوم بالدفاع عنه عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر كل وسيلة تواصل وإعلام.