عندما انقض نابليون على النمساويين ألحق بهم هزيمة تلو الأخرى، واحتل أجزاء شاسعة ‏من أراضيهم حتى هدد فيينا، وعندما دخل نابليون النمسا رفض ‏مصافحة الضابط النمساوي الذي كان يمده بمعلومات فساعده على احتلالها، وقال له: ‏خذ أجرك، لكني لن أصافح من خان بلاده ولو من أجلي. وكان قد نقل عن أدولف هتلر قوله: من ‏أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتك؟ قال: أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتي، ‏هؤلاء الذين ساعدوني على احتلال أوطانهم..!! فالقادة لا يحترمون من خان وطنه حتى ‏ولو أسمعوه حلو الكلام أثناء الحاجة له، وأبلغ وصف أنه مثل كلب الصيد يطعم ويدلل ‏ويلاعب لأنهم بحاجة إلى أنيابه ومخالبه، لكن يستحيل أن يتركوه يأكل من ‏صحونهم. وفي العرف الدولي يعدم الجاسوس لاقترافه الخيانة العظمى، لكن الهيئات ‏الحقوقية ترحم هؤلاء فيعطون حق المحاكمة والترافع، وقد يفلت منهم البعض من ‏الإعدام.

قبل أسبوع أعلنت وزارة الداخلية التابعة لحركة حماس في قطاع غزة ‏اعتقال 45 فلسطينياً من القطاع بتهمة تقديم المساعدة لمهمة إسرائيلية و«التخابر ‏مع إسرائيل» على خلفية عملية توغل للقوات الخاصة الإسرائيلية داخل القطاع في ‏نوفمبر الماضي، شرق خان يونس جنوب القطاع، حيث وقع اشتباك مسلح بينها وبين ‏مقاتلين في كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، وأسفر ذلك عن مقتل ضابط إسرائيلي ‏و7 فلسطينيين أحدهم قيادي في القسام. وقد حاول الصهاينة التقليل مما ‏حدث، لكن حركة حماس قامت بنشر صور لثمانية أشخاص ومركبتين قالت إنهم ‏مرتبطون بالعملية الإسرائيلية، ما دفع الرقابة العسكرية الإسرائيلية إلى مناشدة الجمهور ‏ووسائل الإعلام بعدم إعادة نشر الصور.‏

لا تخلو دولة من ضعاف النفوس، فجميعنا نعرف أن عملاء إيران، سواء كان شكلهم ‏فردي أو على شكل قوى سياسية، أو إرهابيين كميليشيات مسلحة، نعرف تبنيهم ‏عبر سنوات كل مواقف وسياسات نظام الملالي العدوانية في الخليج والبحرين ‏خصوصاً، إذ يبذلون الغالي والرخيص يدافعون به عن أجندتها الطائفية التوسعية. كما نتذكر جميعنا تعرض أنبوب النفط «السعودي البحريني» في منطقة بوري إلى ‏التخريب نوفمبر 2017، وأدى لانفجارات واشتعال النيران، وقد نفذه عملاء إيران في ‏البحرين، ومثل ذلك خلية العبدلي الإرهابية في الكويت، وهي تابعة لـ «حزب الله» اللبناني، ‏قامت بتخزين وحيازة السلاح في مزرعة بمنطقة العبدلي بكميات كبيرة وتمكنت الأجهزة ‏الأمنية الكويتية من القبض عليها في 13 أغسطس 2015. بالإضافة إلى ‏الشبكة التجسسية في السعودية إذ قبض على 18 جاسوساً منهم 16 سعودياً ‏وإيراني ولبناني تورطوا جميعهم في أعمال تجسس.‏

* اختلاج النبض:

‏كم مرة هزمتنا الخيانة دون قتال؟!! الجواب الحزين أنها هزمتنا كثيراً، وقد كتبنا عن هذا أكثر من مرة، لكن الخيانات ‏تقفز إلى واجهة الإعلام حينا بعد حين، لذا فلنتعاون حتى لا تهزمنا مجدداً.