واشنطن - نشأت الإمام

قالت المحللة السياسية سارة برنار إن "تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتصريحات المسؤولين الأمريكيين باتت تشكل صداعاً دائماً لإيران في الفترة الأخيرة، والآن تركيا دخلت على الخط".

وأضافت في تصريحات لـ "الوطن" أن "موقف الولايات المتحدة بعد إعلانها اعتزام سحب قواتها من سوريا، بات أكثر تشدداً تجاه ما سيحدث في سوريا، والخشية من تمدد إيران في المنطقة، إضافة إلى التخوف من حرب ستشنها تركيا على الأكراد في المناطق التي ستنسحب منها القوات الأمريكية".



وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد غرد الأحد متوعداً تركيا بقوله "لقد بدأنا في الانسحاب من سوريا فيما نستمر بنفس الوقت في ضرب آخر معاقل "داعش" وبقوة ومن كل الجهات، نحن سندمر تركيا اقتصادياً إذا ضربت الأكراد". وتعهد ترامب في تغريدته "بخلق منطقة عازلة بمسافة 20 ميلاً". ورأى الرئيس الأمريكي أن "موسكو وطهران ودمشق كانت المستفيد الأكبر من سياسة واشنطن في تدمير "داعش" في سوريا". وقال إن "الولايات المتحدة ستستفيد أيضاً من إعادة جنودها إلى الوطن"، داعياً إلى "وقف ما أسماها الحروب التي بلا نهاية"، على حد تعبيره.

ونشرت السفارة الإيرانية في بيروت بياناً شنت فيه هجوماً عنيفاً على الولايات المتحدة الأمريكية، وقالت السفارة إن "التعليقات الأخيرة من المسؤولين الأمريكيين الزائرين هي تدخل صارخ في أعمال الآخرين ومحاولة لإملاء الأوامر".

وأشار البيان إلى التعليقات التي أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال جولة إقليمية وتعليقات وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية ديفيد هيل، في زيارته إلى لبنان. وتعهد الطرفان "بتكثيف الجهود لمواجهة أنشطة إيران في المنطقة واخراج سوريا من وطأة السيطرة الايرانية".

ووصف بيان السفارة هذه التصريحات بأنها "استفزازية". وقالت إن "الوجود العسكري الإيراني في سوريا لا يحتاج إلى إذن من أحد لأن الحكومة السورية طلبت ذلك وتمت بالتعاون الكامل بين البلدين".

من ناحية أخرى، قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إن "قواته ستنشئ منطقة آمنة واسعة النطاق في شمال سوريا بمساعدة حلفائه"، وهي تصريحات جاءت بعد مناقشات أجراها مع الرئيس دونالد ترامب.

وأدلى أردوغان بهذا التعليق الثلاثاء خلال كلمة ألقاها أمام مشرعي حزبه الحاكم في البرلمان. وقال في وقت لاحق للصحفيين إن "تركيا ستسعى للحصول على مساعدة لوجيستية ومالية من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين لإنشاء المنطقة".

وقال أردوغان إن "المنطقة ستحاصر "الإرهابيين"، وتحمي المدنيين وتوقف تدفق اللاجئين".

وناقش أردوغان وترامب القضية في مكالمة هاتفية في وقت متأخر من الاثنين وتهدف على ما يبدو إلى تخفيف حدة التوتر بعد أن قام الرئيس الأمريكي بتهديد لتركيا وتحذيرها من ضرر اقتصادي في حالة قيام أنقرة بمهاجمة القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في سوريا. وتعتبر أنقرة القوات الكردية في سوريا إرهابيين متناغمين مع تمرد كردي داخل حدود تركيا.

وقال أردوغان إن "الزعيمان توصلا إلى تفاهم مشترك للأهمية التاريخية".

من جهته قال المبعوث الخاص الجديد للأمم المتحدة إلى سوريا جير بيدرسن، إنه "يأمل في إجراء محادثات "بناءة" في دمشق".

وتحدث النرويجى، جير بيدرسن، لفترة وجيزة للصحفيين عند وصوله إلى العاصمة السورية الثلاثاء، حيث تعد هذه رحلته الأولى إلى سوريا منذ توليه منصبه في وقت سابق من هذا العام.

وجاء تعيينه خلفاً للدبلوماسي السويدي ستافان دي ميستورا، الذي تنحى لأسباب عائلية بعد 4 سنوات و4 أشهر من جهود السلام التي لم تسفر عن أي نتيجة.

وقال مكتب بيدرسن في تغريدة، إن "المبعوث يتطلع لعقد اجتماعات مثمرة في دمشق".

وقالت سوريا إنها "ستتعاون مع بيدرسون إذا تجنب أساليب سلفه وأبدى التزامه بوحدة أراضي سوريا.