لقد تحقق الهدف الأول من مشاركة منتخبنا الوطني لكرة القدم في نهائيات النسخة السابعة عشر من نهائيات بطولة كأس الأمم الآسيوية التي ما تزال رحاها تدور في مختلف ملاعب دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وتبقت أمامنا المرحلة الأهم وهي مرحلة الأدوار المتقدمة من البطولة وهي مرحلة الحسم باعتبار منافساتها تدور بنظام خروج المغلوب..

صحيح أن التأهل لدور الستة عشر جاء بعد مخاض عسير انحبست أنفاسنا خلاله حتى الرمق الأخير من مواجهتنا الحاسمة مع المنتخب الهندي المتطور ولكنه في نهاية المطاف أصاب الهدف ورسم البسمة على شفاه كل بحريني ..

المرحلة المقبلة ستختلف فيها كل الحسابات وهذا الأمر لا يخفى على جهازنا الإداري والفني اللذين تقع عليهما مسئولية تهيئة الفريق معنويا وذهنيا وفنيا مما قد يتطلب شيء من الحزم فيما يتعلق بالانضباط خارج الملعب قبل أن يكون داخل الملعب وهنا الأمر يتعلق بأهمية التركيز الكامل على أجواء المباراة وأهمية الالتزام بمواعيد النوم وهجر كل الملهيات بما في ذلك الهواتف النقالة وبالذات في ليلة المباراة وهذه كلها مسئوليات إدارية يفترض أن يلتزم بها كل اللاعبين دون استثناء ..

أما من الناحية الفنية والخططية فإن الأمر سيحتاج إلى المزيد من الشجاعة من الجهاز الفني وعلى راسهم المدرب "سكوب " الذي كشفت المباريات الثلاث الماضية تواضع قراءاته ومبالغته في التحفظ والحذر واستمرار اللعب بمهاجم صريح واحد في اغلب فترات المباريات حتى في حال تراجع الخصوم إلى الدفاع كما حدث أمام تايلند و الهند!

في قواميس كرة القدم هناك مصطلح " الهجوم خير وسيلة للدفاع " وهذا ما نتمنى أن يجسده " سكوب " في خطته للمرحلة المقبلة التي لا تقبل نتائجها القسمة على اثنين ، كما و نتمنى أن تكون تبديلاته منطقية وذات جدوى على أداء الفريق ..

أما اللاعبون فتقع عليهم المسؤولية الأكبر داخل الملعب وهذا الأمر يتطلب روح عالية و إصرار كما كان عليه الحال أمام الإمارات والهند مع أهمية التحلي بروح القيادة و التركيز التام على مدى زمن المباراة ومن الواضح أن لاعبونا قادرون على تجسيد كل هذه المزايا من منطلق طموحهم العالي و حرصهم على تمثيل الوطن بكل إخلاص ..

هنيئا لمنتخبنا ولجماهيرنا الوفية تأهل الأحمر إلى دور الستة عشر ودعواتنا للفريق بالتوفيق والذهاب إلى أبعد من ذلك ..