صنعاء - سرمد عبدالسلام

كثفت ميليشيات الحوثي الانقلابية خلال اليومين الماضيين عمليات حفر الخنادق وشبكات الأنفاق في محافظة الحديدة، غرب اليمن، في خطوة اعتبرها المراقبون بأنها "مؤشر واضح على عزم الحوثيين الإعلان عن الانقلاب رسمياً على اتفاق السويد، عبر الترتيب والاستعداد لخوض معركة جديدة، خاصة بعد التحول اللافت في الخطاب الإعلامي والرسمي للميليشيات الذي بدأت قياداته التهديد علناً بنسف الاتفاق المطالبة وبطرد رئيس فريق المراقبين الدوليين لوقف إطلاق النار وإعادة الانتشار في الحديدة".

وأفاد مصدر محلي بمدينة الحديدة لـ "الوطن"، بأن "ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران بدأت بحشد أعداد كبيرة من مقاتليها منذ فجر الثلاثاء إلى مناطق سيطرتها بشارع الخمسين وفي عدد من الإحياء الجنوبية للمدينة، وإعادة انتشارهم في المناطق القريبة من مواقع سيطرة القوات المشتركة".



وأشار المصدر المحلي إلى أن "ميليشيا الحوثي تواصل القيام بعمليات حفر أنفاق طويلة تحت الأرض تربط بين قلب المدينة وضواحيها الشرقية، بالإضافة إلى زراعة الألغام على امتداد الشريط المحيط بالمدينة من جميع الجهات، علاوة على نصب مدافع هاون وهاوتزر ومدافع أخرى من نوع بي 10 في بعض الأحياء المحاذية بالقرب من منازل المدنيين".

وتأتي هذه الاستعدادات في ظل تصعيد إعلامي سافر لقادة بارزين في ميليشيات الحوثي المتمردة واتهاماتهم المتواصلة للجنرال الهولندي باتريك كاميرت رئيس الفريق الأممي للإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بالانحياز والخروج عن ما تم الاتفاق عليه في العاصمة السويدية ستوكهولم، كما تدعي الميليشيات.

وكان رئيس وفد الحوثيين في مفاوضات السلام والناطق الرسمي للميليشيات، محمد عبدالسلام قد هدد الإثنين الماضي، في تغريدة له على "تويتر"، "بوقف التعاون مع الأمم المتحدة فيما يخص اتفاق السويد وأي تفاهمات قادمة ماالم يتم إزاحة الجنرال الهولندي الذي اتهمه بالفشل والعمل وفق أجندات أخرى خارجة عن ما تم الاتفاق عليه في السويد"، على حد زعمه.

في حين بدا القيادي الحوثي البارز حسن زيد الذي يشغل منصب وزير الشباب والرياضة في حكومة الانقلاب غير المعترف بها أكثر وضوحاً، حينما دعا في صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك" إلى طرد الجنرال الهولندي باتريك كاميرت والدفاع عن الحديدة حتى "آخر قطرة من الدماء" على حد قوله، في هجوم يعد الأعنف على رئيس فريق المراقبين الأممين منذ استلامه مهمته الجديدة في 23 ديسمبر الماضي.

وفي ترجمة عملية لتلك التصريحات، قاطع ممثلو ميليشيات الحوثي في اللجنة المشتركة لتنفيذ وقف إطلاق النار وإعادة الإنتشار في مدينة الحديدة، إجتماعات اللجنة التي يترأسها "كاميرت" وتضم ثلاثة ممثلين عن الحكومة الشرعية ومثلهم من الانقلابيين الحوثيين خلال الأسبوع الماضي، والتي جرت في مناطق سيطرة القوات المشتركة اليمنية، وذلك بحجة أنها مناطق محتلة حد زعمهم.

وفي تطور خطير، كشف وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني عن "إحباط هجوم إرهابي بطائرة "درون" إيرانية الصنع، منتصف هذا الأسبوع حاولت استهداف ممثلي الحكومة الشرعية في اللجنة المشتركة بمقر إقامتهم بمدينة الحديدة غرب اليمن، قبل أن تتمكن وحدة خاصة في القوات المشتركة بالسيطرة عليها".

وفي سياق غير بعيد، قال تقرير صادر عن خلية التنسيق في مركز العمليات المتقدم بمحور الحديدة، إن "ميليشيا الحوثي ارتكبت 464 خرقاً منذ سريان الهدنة في 18 ديسمبر الماضي حتى تاريخ 9 يناير الجاري، شملت عمليات قصف بالأسلحة والمدفعية على مواقع القوات الحكومية والمناطق السكنية في مدينة الحديدة وضواحيها".