«قد أوضحت تجاربنا في هذا المجال، بقدرة الدبلوماسية البحرينية على التفهم والإدراك التام للمتطلبات وللمتغيرات الدولية بتحدياتها المختلفة، وهو ما مكنّ بلادنا من التعاطي الدبلوماسي المهني والموضوعي في مختلف الظروف، وصياغة المواقف الخارجية الحريصة على الصالح العام التي تأخذ في الاعتبار التوازن بين أولوياتها الاستراتيجية والتزاماتها الدولية، دون إغفال لأهمية النقل الدقيق لجهود تنميتنا الوطنية المستمرين في تطويرها، والتي توثق نتائجها المتقدمة العديد من التقارير الدولية».

هذا قاله حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في خطابه الملكي السامي بمناسبة مرور 50 عاماً على دبلوماسيتنا البحرينية. هذه التجربة الخصبة، والمتراكمة والتي قامت على أساس صلب ومتين يهدف إلى التمثيل الدبلوماسي الرائد لمملكة البحرين ورسم استراتيجية واضحة في التعامل الدبلوماسي مع مختلف الدول القائمة على أسس احترام سيادة الدول وحسن الجوار، ومد جسور التفاهم وتقريب وجهات النظر في كافة القضايا، ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وكذلك عدم السماح للدول الأخرى بالتدخل في شؤوننا المحلية.

كما وجه حضرة صاحب الجلالة حفظه الله الى أمرين في غاية الأهمية، أولهما إنشاء أكاديمية خاصة للدراسات الدبلوماسية، يطلق عليها اسم سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، رائد الدبلوماسية البحرينية، وأحد مؤسسيها الأوائل، وهو أمر مهم جداً من شأنه القيام بالعديد من الدراسات الخاصة بالعلاقات الدبلوماسية بين مملكة البحرين والدول الأخرى، ودراسات خاصة بالتحالفات ومراكز القوى، ودراسات اقتصادية وثقافية وعسكرية من شأنها أن تبني قواعد صلبة للتحرك الدبلوماسي في المستقبل، وتكون بمثابة مركز للمعلومات الدبلوماسية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.

كما وجه حضرة صاحب الجلالة أيده الله باعتبار 14 من يناير من كل عام ليكون يوماً خاصاً للسلك الدبلوماسي، يتم الاحتفاء فيه بمنجزات هذا السلك الهام والحيوي.

لفتات رائعة من حضرة صاحب الجلالة، قائد مسيرة الدبلوماسية ومهندسها، حيث يعتبر حضرة صاحب الجلالة حفظه الله رمزاً للدبلوماسي ويمتاز حفظه الله بشخصيته الدبلوماسية، وبحنكة دبلوماسية، وطدت علاقة مملكة البحرين بالدول الأخرى.

* رأيي المتواضع:

للدبلوماسية البحرينية دور هام في تمثيل مملكة البحرين في الخارج، وتحديداً المواقف الدولية، لا سيما ما يعيشه المجتمع الدولي من توترات، وظهور بعض «المنظمات» الموبوءة التي تستقي معلوماتها من مصادر مشبوهة ولديها أجندات قذرة تجاه وطننا الغالي.

كلنا اليوم عاملون ومنتسبون إلى الدبلوماسية البحرينية، فكلنا يجب أن يكون لدينا هدف مفاده تمثيل دولتنا خير تمثيل في الداخل والخارج، وكلنا دونما استثناء عاملون في الترويج عن مكتسبات وطننا الغالي، وإعلاء شأنه ورفع مكانته عالياً في جميع المحافل الدولية.

فشكراً لوزارة الخارجية، وجميع القائمين عليها طيلة الـ 50 عاماً المنصرمة.