القاهرة – عصام بدوي

تبدأ الحكومة المصرية، تنفيذ خطة طلاء موحد لواجهات المباني في العاصمة، بمسعى جديد لإضفاء طابع خاص للقاهرة، بالإضافة إلى تناسبه مع خطة الترويج السياحي، في حين تبقى تكلفة هذه الخطة غير معروفة بعد.

وكان رئيس الوزراء المصري، د. مصطفى مدبولي، أكد أن "هناك تكليفًا من رئيس الجمهورية، بأن يتم التعامل مع جميع المباني التي لم تقم بطلاء واجهاتها، بحيث يتم الانتهاء من طلاء الواجهات لهذه المباني في مهلة محددة، أو اتخاذ الإجراءات القانونية ضدها، على أن تكون ألوان هذه الواجهات موحدة، بدلًا من هذا المشهد غير الحضاري".



ولفت إلى أن "هناك عمارات سكنية كثيرة في مناطق مختلفة واجهاتها متروكة بالطوب الأحمر، وهو ما يظهر هذه المناطق بصورة غير حضارية، موجهًا المحافظين بالبدء في تنفيذ هذا التكليف على مراحل".

وقال رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري المصري، محمد أبو سعدة، إن "طلاء العقارات السكنية بلون موحد سيبدأ في العاصمة المصرية القاهرة بالأماكن السياحية حتى تكون واجهة حضارية مشرفة".

وأضاف في تصريح لـ"الوطن"، أن "المرحلة الأولى تبدأ بالطريق المؤدي للمتحف المصري الكبير غرب القاهرة، إضافة إلى جميع المنازل المتواجدة على جانبي الطريق الدائري".

ولفت إلى أن "توحيد طلاء عقارات وواجهات مباني الطوب الأحمر يعتبر بداية لتحسين الصورة البصرية في جميع مدن مصر".

وتابع أن "جهاز التنسيق الحضاري بدأ خلال الأشهر الماضية، طلاء واجهات البنايات المتواجدة وسط القاهرة بلون واحد"، مشيرًا إلى "إجراء تحليل بصري للمدن المصرية، نظرا لكون كل إقليم له طابع مختلف".

وأوضح أن "المدن الساحلية مثلًا تميل إلى اللون الأبيض، بينما تغلب على المناطق الجنوبية الألوان الترابية التي تتناسب مع درجات الحرارة والجو المحيط بها".

وبيّن أبو سعدة أن "الأجهزة والأحياء تقوم حاليًا بعمل حصر المباني التي ستدخل ضمن برنامج طلاء الواجهات".

وكانت وزارة التنمية المحلية المصرية، قد قالت إن "طلاء المنازل لن يقتصر على القاهرة بل سينفذ في مختلف المحافظات، ولم تحدد قيمته بعد لعدم وجود حصر بالمباني ولا نوعية الخامات ولا أشكالها التي تنفذ على أرض الواقع".

وأضافت أن "قرار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بطلاء المنازل وعدم تركها على الطوب الأحمر، يساهم في تجميل وتزين المدن وجعلها على طراز حضاري رائع".

وعن تكلفة طلاء المنازل، أوضحت الوزارة أن "الحكومة المصرية لن تتحمل قيمة طلاء المنازل بل سيتكفل أصحابها بقيمة الطلاء لأنها منازل خاصة وليست ملكًا للدولة".

وحول الأشكال المحدد تنفيذها، أكد مصدر بوزارة التنمية المحلية لـ"الوطن، "كل إقليم سيكون له لون خاص، على طراز حضاري مميز، وأن الحكومة ستتولى عملية طلاء المنازل وفقًا لخطة واضحة الملامح، سيتم وضعها لاحقًا، وسط متابعة دورية للوقوف على آخر المستجدات في عمليات البناء والطلاء حتى تستمر عملية الحفاظ على المظهر الحضاري".

من جانبه، كشف مصدر مسؤول بنقابة المهندسين المصرية، أن "وضع العمارات السكنية معقد لعدم وجوده على نسق موحد وأن العشوائية سيطرت عليه سواء في البناء أو الطلاء غير المنسق".

وقال المصدر، إن "عملية الطلاء الموحد تواجه معادلة صعبة بسبب العشوائية في التشييد، لكنها مهمة وتحتاج إلى متابعة وإشراف مستمر حتى لا تتوقف وتفشل كما حدث من قبل".

وأفاد المصدر بأن البرلمان المصري تطرق إلى موضوع طلاء العمارات السكنية في قانون مخالفات البناء"، متوقعًا صدور القانون قبل شهر يونيو المقبل.

وأكد، أن "ثمة ضوابط للالتزام بطلاء موحد للتعامل مع العقارات التي سيتم بناؤها حديثًا".