خالد الطيب أبوظبي

أكد أستاذ الأدب والنقد الحديث بجامعة البحرين وعضو مجلس إدارة أسرة الكتاب والأدباء البحرينية د.عبدالقادر المرزوقي " إن البحث في الهوية هو تأسيس لمبدأ تذويب الهويات لتكون هوية واحدة للخروج بفكرة التسامح".



وأضاف " إن التسامح هو المحور الذي يربط كل العالم والجنسيات في بوتقة واحدة لذلك الآن نحن نبحث وننادي بالهوية حتى نعرف هوياتنا مع بعضنا لنشكل هوية واحدة متسامحة".

وأوضح أن اختيار الورقة بعنوان الهوية بين المعطى التاريخي والمتخيل الثقافي جاءت بهدف خلق جسر محبة بين الخطاب التاريخي والخطاب الحالي من أجل ردم الهوة بين المكونيين الخطاب التاريخي القديم والخطاب الحداثي الآن حتى نخلق جسراً نستطيع أن نعبر به إلى مرفأ الأمان والسلام وذلك لا يتأتى حتى نؤمن بفكرة التسامح في الحياة".

واستعرض الدكتور عبدالقادر في ورقته والتي جاءت في الندوة البحثية والتي اقيمت تحت مظلة المؤتمر العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب السابع والعشرون "ومـن الثـوابت إنّ الهـوية تظـل حـاضرة في أي منـتج ثقـافي، إذ أنّـها تمثـل البنـية التحـتية لأي تفكـير علمـي يؤسـس وعـياً كتـابياً يتسـاوى مـع النسـق العـام، ومـن هـنا نرى أنّ الاخـتلافات الشاسـعة في تفسـير التـاريخ والمعـتقدات والقـيم في الزمـان والمكـان لا تحمـل أي أهمـية في تحـديد مـاهية وطـبيعة الإنسـان.

وأشار إلى أنّ المشـكلة في النظـر إلى التـاريخ نظـرة مجـردة قـد يحيلهـا إلى خلـو من الرابـط المسيّر لطـبيعة الفهـم التخـيلي لتصـبح مـادة تتسـم بالانفصـام عـن الواقـع المحـيط بهـا. وفـي هـذا السـياق المعـرفي يبـرز السـؤال الجـوهـري وهـو هـل التـاريخ صـانع المتخـيل الثقـافي أم المتخيـل الثقـافي صـانع التـاريخ؟ وهـل هـذا التعـالق بين المعطـى التـاريخي والمتخـيل الثقـافي يحـدّد مفهـوم الهـوية ؟ ولعـلّ الإجـابة علـى هـذا المشـكل المعـرفـي يسـتلزم تفكـيك بنيـة الخطـاب التـاريخي والكشـف عـن مقـاصده سـواء الـدينية أو السـياسـية أو الاجـتماعية.

وقال إنّ تفكيـك الخطـاب التـاريخي يقتضـي الكشـف عـن الحـدود الفـاصلة بـين المتخـيل والتـاريخي وبيـان السـبل الـتي أتكـأ عليهـا الفكـر البشـري فـي إزاحـته لتلك الفـواصل الـتي أدّت بالمـؤرخ إلـى إعـادة إنـتاج الحـوادث التـاريخية وفـق رؤيـة خـاصة نـابعـة مـن مرجـعية المـؤرّخ، مـن هـنا تـبرز أهـمية تسـليط الضـوء علـى النهـج الوظـيفي للهـوية بين المعطـى التـاريخي والمتخـيل الثقـافي في بيـان المتنـاقضات الـتي قـد تطـرأ علـى بنيـة الخطـاب الملـفوظ لوقـائع الأحـداث والمضمـون الـدلالـي لتلك الأحـداث.