من الأمور التي ينبغي أن تكون واضحة للجميع أننا نحن الكتاب في صحيفة «الوطن»، وفي الصحف المحلية الأخرى، الذين نكتب في الشأن المحلي، وخصوصاً عن محاولات الإساءة للوطن، مع المواطنين ولسنا ضدهم، وأننا مع «صح» الحكومة وليس مع خطئها لو أنها ارتكبت خطأً أو قصرت، وضد خطأ المواطنين. موقفنا السالب من مريدي السوء هو اختلافنا معهم في أسلوب المطالبة، فلا أحد منا نحن الكتاب ضد مطالب المواطنين وليس بيننا من لا يؤيد المطالب العادلة لهم، فنحن جزء منهم كوننا مواطنين مثلهم ومطالبهم مطالبنا ومشكلاتهم مشكلاتنا. موقفنا من مريدي السوء هو لأنهم استغلوا المواطنين ومطالبهم وعمدوا إلى توظيفها لتحقيق أهداف سياسية يستفيدون منها ويستفيد منها الأجنبي المتمثل أساساً في النظام الإيراني ومن معه من منظمات ومن صار في حضنه، وسببه أيضاً أن المطالبة بالحقوق لا تكون بالأسلوب الذي اعتمدوه، فللمطالبة قواعد ومبادئ وآداب، ومطالب المواطنين لا تتحقق بالصراخ وبالتخريب وبزعزعة الأمن والاستقرار وبالإساءة إلى الحكم وإلى الوطن.

في دول مجلس التعاون عامة ومنها البحرين ظل المواطنون يتقدمون بمطالبهم عبر الأبواب المفتوحة وقنوات التواصل مع الحكم ويحصلون على ما يريدون وأكثر لسبب أن الحكم يريد الخير للمواطنين ولا يسره أن يعانوا من المشكلات. ما كان يحدث حتى زمن قريب هو أن المواطنين يتقدمون عبر تلك الأبواب إلى الحكم فيعرضون مشكلاتهم ومطالبهم فيقوم الحاكم بدراستها ويعمل جاهداً على حل تلك المشكلات وتحقيق تلك المطالب. ولأن المواطنين يدركون أن الحكم يبذل جهده في ذلك لذا فإنهم لا يصرون ولا يضغطون ويتفهمون لو أن بعض الأمور لم تتحقق في التو والحال.

وبسبب تطور المجتمع صار هناك قنوات تواصل وأبواب جديدة لتوصيل المطالب وشرح المشكلات والدعوة إلى حلها، مثالها المجلس النيابي الذي يتكون أعضاؤه من مواطنين تعاون الشعب على توصيلهم إليه وتثبيتهم في مقاعده، وهو الأسلوب الذي تم التوافق عليه وظل هدفاً عزيزاً. اليوم يوصل المواطنون مطالبهم ومشكلاتهم عبر ممثليهم في المجلس النيابي إلى الحكم ويتم التوصل إلى حلول مناسبة لها. وقد تحققت بالفعل الكثير من مطالب المواطنين عبر هذا الباب وتم حل الكثير من مشكلاتهم، ولا يزال هذا المجلس يقوم بدوره ومهمته، فهو يعمل من أجل المواطنين ومن أجل الوطن.

مريدو السوء شذوا عن ذلك فاختاروا أسلوب الصراخ والتخريب ولم يهمهم ما قد يجري على البلاد والعباد، لهذا وقف المواطنون – باستثناء من تم التمكن من عقله والتحكم فيه – ضدهم، ولهذا أيضاً وقفنا نحن الكتاب ضد ممارساتهم السالبة التي أساءت إلى المواطنين وعرضت الوطن إلى الكثير من المخاطر وكاد الأجنبي يحصل بسببهم على الفرصة التي ظل ينتظرها طويلاً للتغلغل والسيطرة.

كل ما كتبناه ونكتبه نحن كتاب المقالات والأعمدة في الصحف المحلية يدخل في باب الانتصار للمواطن ومطالبه والانتصار للوطن، ومن يقول بغير هذا يظلمنا. منطقاً لا يمكن أن نقف صامتين أمام هذا الذي يراد بوطننا، فنحن كما يصفنا صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله خط الدفاع الأول، ولا يمكن لخط الدفاع أن يتكاسل عن مهمته.

وطننا يمر بظروف غير عادية ويتطلب منا نحن الكتاب - ومن جميع المواطنين - وقفة جادة لإفشال تحركات مريدي السوء ومن يقف من ورائهم يدعمهم ويمولهم، وهذا هو ما نقوم به منذ ذلك اليوم الذي بدأ فيه أولئك تنفيذ خطتهم الرامية إلى زعزعة الأمن والاستقرار والتمهيد لدخول الأجنبي والسيطرة على مفاصل الدولة.

مهمتنا هي الدفاع عن الوطن.