بيروت - بديع قرحاني

استجابت لجنة استضافة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص "أبوظبي 2019"، لحالة إنسانية عاجلة في بيروت، حيث زار سفير دولة الإمارات العربية المتحدة د. حمد سعيد الشامسي بحضور الوفد الذي ضم الرئيس الإقليمي للأولمبياد الخاص الدولي المهندس ايمن عبد الوهاب وعضو اللجنة التنفيذية للمنظمة ميشال الخوري منزل الفتاة من أصحاب الهمم ريتا حجار حيث قدم لها دعوة للمشاركة كضيفة شرف في الألعاب التي تعقد خلال الفترة الممتدة من 14 إلى 21 مارس، والتي تمثل أكبر حدث رياضي وإنساني على مستوى العالم في عام 2019.

وقام الوفد بنقل ريتا من منزلها غير المؤهل إلى منزل آخر تم تجهيزه بكل الاحتياجات والمقومات اللازمة التي تلبي وضعها الصحي وذلك سعياً لتسهيل اندماجها في المجتمع وتلبية لطلبها بأن تتمكن من العيش بظروف أفضل، حيث استجابت الإمارات فوراً عبر توفير كامل الدعم المطلوب بإشراف سفارة الدولة في بيروت.



وفي هذا الصدد، قال السفير الشامسي إن "ما حصل اليوم يؤكد رسالة الامارات القائمة على التسامح والعطاء وبذل كافة الجهود من أجل تغيير ثقافة المجتمع تجاه أصحاب الهمم وتحسين الوعي بقدراتهم وإمكانياتهم ودمجهم في المسارات التعليمية والمهنية، كما تتضمن الرؤية توفير فرص العمل لأصحاب الهمم لتمكينهم من العيش بكرامة واستقلالية وتأمين الدعم الصحي لهم والتدخل الطبي المبكر لمعالجة حالاتهم الصحة والنفسية".

وتابع "من هنا قررت لجنة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص تقديم الدعم لريتا حجار لتمكينها من العيش باستقلالية والخروج من العزلة والاندماج بالمجتمع . وحالة ريتا تمثل واحدة من العديد من الحالات المشابهة في مجتمعات المنطقة حولنا يكون فيها أصحاب الهمم سجناء منازلهم وفي عزلة عن المجتمع أما بسبب عدم توفر الدعم لهم أو بسبب نظرة المجتمع السلبية تجاههم".

وأضاف "تكمن أهمية توعية وتثقيف لتحفيز الأفراد والمؤسسات العامة والخاصة والجمعيات والمدارس والجامعات والمستشفيات كل في مجاله للمشاركة في إحداث التغيير الإيجابي المطلوب في حياة أصحاب الهمم وتوفير البيئة المواتية لهم لتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم ورفع مستوى الوعي المجتمعي تجاه حقوقهم".

وأوضح أن "القيادة الإماراتية تسعى بجد من أجل تقديم الدعم لكل محتاج أياً كان لونه أو جنسه أو عرقه ولهذا استطاعات أن تحتل المركز الأول للعام الخامس على التوالي في المساعدات الإنسانية لدول العالم حيث أن 120 دولة، من بينها 48 من الدول الأقل نمواً، استفادت من هذه المساعدات التي تركز على التنمية والاستثمار في الإنسان".

أما مدير عام الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية "أبوظبي 2019" خلفان المزروعي فلفت إلى أن "رؤية الإمارات تقوم على دعم اندماج أصحاب الهمم في المجتمع وتمكينهم لممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي والمشاركة الفاعلة وتعزيز الفرص المتكافئة ودعمهم للقيام بدور منتج وفعال في المجتمع".

وأكد أن "هذه الألعاب تقام برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وتعكس قيم وثقافة مجتمع دولة الإمارات والمتمثلة في التآخي والتسامح والتآزر بين الأفراد للارتقاء بجودة الحياة وبناء مجتمع مبني على المشاركة والتضامن الحقيقي".

وشدد على أن "دولة الإمارات من خلال الأولمبياد الخاص وانطلاقاً من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد تهدف إلى نشر رسالة أمل إلى منطقة الشرق الأوسط والعالم وإحداث تغيير إيجابي يؤدي لمستقبل أفضل مبني على الدمج المجتمعي الشامل لجميع فئات المجتمع بمن فيهم أصحاب الهمم".

من جهته، قال المهندس أيمن عبد الوهاب "ما حصل اليوم حدث فريد من نوعه بالنسبة للأولمبياد الخاص ونشارك بصفتنا التمثيلية للأولمبياد الخاص الدولي"، مشيراً إلى أنه "كان هناك استجابة فورية وسريعة من قبل الإمارات لحالة ريتا حجار وهذا يؤكد المتابعة الحثيثة التي توليها القيادة الإماراتية وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد".

وقال، "رسالتنا تهدف إلى دمج أصحاب الهمم في المجتمع "، وتابع، "ما حصل مشرف جداً وهو يبعث رسالة أمل ويكون بمثابة قدوة لكي يحذو الجميع حذو الإمارات في اهتمامها بهذه الفئة والسعي لتوفير الأطر اللازمة لها من خلال تبني وتمويل مشاريع منتجة وفعالة".

أما الفتاة ريتا حجار فقد وجهت تحية شكر وامتنان لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله" ولقادة الامارات على هذه المكرمة السخية، وحيت الجهود التي بذلتها لجنة استضافة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص "أبوظبي 2019"، من خلال إعطائها فرصة جديدة للتأقلم مع واقعها ودعمها إنسانياً. ووصفت ما حصل بأنه أشبه بـ"معجزة، لم تتوقع حصولها".

يشار إلى أن الألعاب التي تستضيفها أبوظبي هي أول ألعاب أولمبية عالمية تقام بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وهي تعد أكبر ألعاب عالمية اقيمت حتى اليوم لوصول عدد الدول المشاركة إلى اكثر من 190 دولة يمثلها اكثر من 7000 لاعب ولاعبة يشاركون في 24 رياضة أولمبية.

وستشهد مشاركة 23 دولة للمرة الأولى بعد انضمامها لحركة الأولمبياد الخاص الدولي مما يعزز الرسالة السامية لحركة الأولمبياد الخاص عالمياً نحو المزيد من الدمج وقبول الآخر وهى تحتفل بمرور 50 عاماً على انطلاقها عام 1968.