كتبت ـ نورهان طلال:
قال رئيس واحات القرآن الكريم بجمعية الإصلاح عبدالرحمن الموسى، إن جلالة الملك المفدى يرعى بغضون الأشهر القليلة المقبلة، حفل «تاج الوقار» لتكريم نحو 125 حافظاً وحافظة للقرآن الكريم.
وأضاف في تصريح لـ«الوطن»، أن هناك 1500 منتسب لـ«واحات القرآن» من مختلف الفئات العمرية، ينتظمون في 30 مركزاً و150 حلقة يقوم عليها 200 معلم ومدرب لتدريس الكتاب الكريم وتدبر معانيه، لافتاً إلى جهود تبذل لمضاعفة عدد المنسوبين بغضون السنوات الثلاث المقبلة.
وأكد الموسى أن «واحات» تعنى بخدمة الكتاب الكريم وعلومه، عبر التميز النوعي في تربية مختلف الأجيال وفئات المجتمع على حب كتاب الله وتدبر معانيه والتزام توجيهاته وصياغة الشخصية القرآنية المتكاملة، بما ينفع الوطن والأمة الإسلامية الساعية لتحقيق رسالة «واحات» في تنشئة جيل قرآني حافظ لكتاب ربه وعاملاً بمقتضاه.
وأوضح أن جمعية الإصلاح صاحبة الريادة في مجال التعليم القرآني في البحرين، إذ افتتح نادي الإصلاح أول مركز مؤسسي لتحفيظ القرآن الكريم في البحرين بمدرسة أبي عبيدة بن الجراح بالمحرق سنة 1975، قبل أن تتسع هذه المراكز وتنتشر في ربوع البحرين كافة.
وأضاف أن فكرة تأسيس مشروع واحات القرآن الكريم، جاءت امتداداً لعمل هذه المراكز، لينتقل بذلك العمل القرآني في الجمعية نقلة مؤسسية جديدة في إدارته وجودته، أنتجت مزيداً من التركيز والتخصص، وتحركاً مشتركاً لتحقيق الأهداف، وتسهيلاً لعملية التقييم والمتابعة.
وذكر الموسى أن إدارة «واحات» تملك أكثر من 30 مركزاً لتعليم القرآن الكريم في مختلف مناطق البحرين، تنضوي تحت مظلة وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، لافتاً إلى أن الوزارة لم تتوان عن الاهتمام بحفظة كتاب الله، ودعم مراكز تحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه، محدثة نقلة نوعية في إدارة مراكز التحفيظ بعموم البحرين. وقال إن واحات القرآن تضم اليوم أكثر من 150 حلقة قرآنية يقوم عليها تدريساً وإشرافاً أكثر من 200 معلم ومعلمة من المربين المختصين في تعليم القرآن الكريم.
ولفت إلى أن عدد المنتظمين بهذه المراكز يربو اليوم على 1500 طالب وطالبة من مختلف المراحل العمرية، مع جهود لمضاعفة هذا العدد خلال السنوات الثلاث المقبلة، والسعي لاحتضان كل ما تستطيعه المراكز من هذه المواهب القرآنية لتنمية مهاراتها وإبرازها كرموز قرآنية في المجتمع.
وشدد على أن دور مراكز التحفيظ لا يقتصر دورها على التدريس، لأن المقصد الأعظم من نزول القرآن هو هداية الناس إلى الله، موضحاً أن الاهتمام الشكلي ليس كافياً لوحده، بل الاهتمام بالمعاني العظيمة للكتاب الكريم وتدبره وتحقيق مقصوده وترتيله والتغني به بما يزيد تعمقه في النفس.
وأوضح أن واحات القرآن تحرص اليوم على البدء في تعليم القواعد المثلى لفهم القرآن الكريم وتدبر معانيه، إلى جانب تعليم الأصول الصحيحة لتلاوته، لأن تلاوة القرآن حق تلاوته إنما تكون عندما يشترك في تلاوته العقل والقلب مع اللسان، بعد أن جمع القرآن بين رسالة إلهية تخاطب الفكر والوجدان، والمعجزة الخالدة الصالحة لكل زمان ومكان.
وقال إن واحات القرآن الكريم تؤمن أن ظلال القرآن خير مكان يتربى فيه الأبناء، وأن معانيه العظيمة خير ما يحملونه في قلوبهم ويحفظونه في صدورهم، مشيراً إلى أن «واحات» تحرص على تنظيم أنشطة ومخيمات وسفرات متنوعة ومميزة لبناء الشخصية القرآنية المتكاملة، بحيث تغطي هذه الأنشطة المصاحبة جوانب الشخصية الخمسة الإيماني منها والاجتماعي والمهاري والثقافي والبدني.
وأكد الموسى أن «واحات» تسعى دائماً إلى إقامة الحلقات القرآنية للمميزين وأنشأتها تحت مسمى «حلقات الإتقان.. في حفظ وفهم القرآن»، بهدف تخريج نماذج تحفظ القرآن وتتدبره، وتعمل به وتعلمه. ونبه إلى أن هذه الحلقات تضم نخبة من الطلبة المميزين حفظاً وخلقاً وسلوكاً، وتنطوي على برنامج مكثف لحفظ القرآن وتجويده، مع منهج مصاحب لفهم القرآن وتدبره، وآخر تربوي وفق خطة زمنية تمتد لـ4 سنوات، أملاً في تخريج حفظة للقرآن الكريم كاملاً، ونماذج قرآنية فريدة تخدم مجتمعها وأمتها مستقبلاً، بعد أن خرجت الحلقات خلال العام الماضي 10 حفاظ للقرآن الكريم كاملاً.
وأعلن عن حفل «تاج الوقار» الأول من نوعه تقيمه واحات القرآن، برعاية كريمة من جلالة الملك المفدى خلال الأشهر القليلة المقبلة، لتخريج نحو 125 حافظاً وحافظة للقرآن الكريم من أبناء البحرين.
وأوضح أن المشروع أطلق قبل عدة سنوات، وحقق نقلة نوعية في العمل القرآني والتربوي بالبحرين من حيث حجمه وتأثيره، ويهدف إلى استغلال أوقات النجباء لتخريج كوكبة من حفظة القرآن الكريم كاملاً، ليكونوا مشاعل نور للبحرين مستقبلاً.
وقال إن الحفظة الذين خرجتهم «واحات القرآن»، منهم اليوم الخطيب والواعظ والإمام، ومنهم الأديب والشاعر والطبيب والمهندس والمعلم والأكاديمي والأستاذ الجامعي والإعلامي وغيرهم من المميزين في مجالات الحياة.
وأردف أن «واحات» تركز الآن على هؤلاء الخاتمين وتأهيلهم لمرحلة تثبيت الحفظ وإتقانه، قبل الشروع في الحصول على الإجازة في القراءات القرآنية المختلفة، حيث إن قراءة القرآن عبادة توقيفية تتلقى بالأسانيد الثابتة المتصلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى الاهتمام بضم هؤلاء الحفظة إلى حلقات المدارس القرآنية الهادفة إلى إعداد نخبة من المربين يغرسون في النفوس دور القرآن كرسالة ومعجزة للتغيير.
وتنظم واحات القرآن عدة مسابقات سنوية في حفظ القرآن الكريم وعلومه بمستويات عديدة، بهدف بث روح التنافس للاهتمام بكتاب الله حفظاً وفهماً، بينها مسابقة الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة لحفظ القرآن الكريم وتجويده التي انطلقت عام 1988، كأول مسابقة تنافسية في مجال القرآن الكريم في البحرين، وتعتبر حالياً واحدة من أهم المسابقات المحلية في حفظ القرآن الكريم وتجويده.
وتقيم «واحات القرآن» سنوياً مسابقة طلبة المدارس لحفظ سور من القرآن الكريم، ومسابقة عائشة الجامع لطالبات المدارس في حفظ القرآن الكريم وتجويده، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وكذا تقيم مسابقة سبيكة بنت إبراهيم الأنصاري، ومسابقة الشيخ الحافظ أمان الله.
وبدأت واحات القرآن الكريم في السنوات القليلة الماضية بتقديم بعض البرامج والأنشطة لتربية الأجيال على معاني القرآن الكريم، ومعايشتهم لها، بأسلوب مشوق وجذاب، ومحتوى منهجي رصين، يناسب مستوى المراحل المخاطبة، حيث يتناول كل منها سورة من القرآن الكريم «في ظلال سورة» ليعيش في ظلالها المتربون إيمانياً ومعرفياً ومهارياً وسلوكياً.
وتُعرض هذه الأنشطة في هيئة محطات تربوية تتسم بالتجديد والجاذبية والتشويق، ما بين المسابقات أو المسرحيات أو العروض السينمائية أو الألعاب الحركية والتربوية أو الخواطر الإيمانية أو ورش العمل المساندة أو الحلقات النقاشية.