شددت السيدة سميرة ابراهيم بن رجب وزيرة الدولة لشؤون الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة على ضرورة العمل الخليجي العربي المشترك لمواجهة ما تقوم به بعض وكالات الأنباء الأجنبية من تشويه متعمد لصورة الدول الخليجية وفقا لما حدث في البحرين وما عكسته بعض وكالات الأنباء من نشر معلومات غير شفافة وكاذبة وتخلو من المصداقية ، مطالبة وكالات الأنباء العربية باتخاذ موقف موحد تجاه هذه الأعمال من خلال رد مؤثر.
جاء ذلك خلال أوراق عمل الجلسة الحوارية "الأخلاقية والكفاءة في وكالات الأنباء" التي عقدت على هامش المؤتمر 42 للجمعية العمومية لوكالات الأنباء العربية التي تعقد في البحرين خلال الفترة 24 - 25 نوفمبر الجاري والتي عقدت في مركز تسهيلات البحرين الإعلامي بجامعة البحرين تحت رعاية وزيرة الدولة لشؤون الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة و رئيس جامعة البحرين إبراهيم جناحي وعدد من كبار المسؤولين وطلاب جامعة البحرين.

من جانبه، أشار رئيس وكالة الأنباء السعودية عبدالله بن فهد الحسين في مداخلته الى مطالبة الاتحاد العام لوكالات الأنباء العربية خلال جلساته في أكثر من مرة بالالتزام بالمبادئ الأخلاقية، وذلك لأهمية دورنا في حماية الناشئة من أبنائنا من الغزو الأخلاقي وكيف تصل بدورها الى الجمهور، اذا عرفنا أن وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة استحوذت على فئة كبيرة من مختلف الأعمار من 20 - 40 من الشباب العربي.

وطالب الحسين وكالات الأنباء العربية والخليجية الى التواجد بقوة من خلال انشاء مواقع تواصل اجتماعية يستخدمها ابناؤنا لايصال المعلومة الصحيحة والعمل على تطوير للآليات التي تجعل من وكالاتنا المصدر الرئيسي للخبر وكما كانت خلال فترات عملها السابقة.

ومن جابنه ، أكد مدير وكالة الأنباء العمانية الدكتور محمد العريمي في مداخلته أن موضوع الندوة شائك وخطير مشيرا الى أن وكالة الأنباء العمانية هي المصدر الرسمي الموثوق لكل الأخبار ولجميع وسائل الإعلام لأنها تتحدث باسم الدولة، مشيرا الى ان وكالات الأنباء العربية توصف بأنها وكالات رزينة ولا تهرول وراء الخبر لأنها لا تهتم بالسبق بقدر ما تهتم بتحري المصداقية، لذلك فحتى ان كانت هناك أخبار منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي فالجمهور يرجع الى وكالة الأنباء للتأكد من صحة الخبر، موضحا ان وكالات الأنباء المحلية في الدول العربية وكالات مؤثرة لأن عملها ليس محصورا على القطر او الدولة التي تعمل فيها بل تعمل على بث الخبر ونشره في كل دول العالم من خلال الامكانات التي وفرتها لها الدولة.

وقدم العريمي استعراضا خلال مداخلته حول تأثير بعض وكالات الأنباء العالمية وعملها بطريقة المحاصصة الاستعمارية على الأخبار لتحريفها بما يتماشى مع مصلحتها وبطريقة تبتعد جدا عن الأخلاقية والمهنية، مشيرا الى ان خلال الـ50 سنة الماضية حاولت منظمة الأمم المتحدة تهشيم هذه السيطرة التي نتج عنها انتشار وكالات أنباء مثل وكالة أنباء المغرب ومصر، موضحا الى ان الاستعمار الجديد يعود اليوم من خلال عدة معايير لا تنتمي الى الاخلاقية او المهنية في نقل اخبار دول مجلس التعاون او الدول العربية كما في نقل اخبار فلسطين او الاحداث في سوريا والعراق، مشددا على ان لوكالات الانباء العربية والخليجية دورا خطيرا ومهما في اقناع الشباب العربي بان الحكومات والدول تعمل لصالح البلد وان تعزز من وجود الانتماء والمواطنة في ظل الغزو الاخباري البعيد عن المهنية والاخلاقية.

وعلى جانب آخر، أكدت مديرة الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية لور سليمان في مداخلتها ان وكالات الانباء هي اعلام السلطة الحاكمة لأنها وكالات أنباء رسمية، مشيرة الى ان هناك 18 طائفة في لبنان وكل وكالة الأنباء اللبنانية استطاعت الوصول الى الجمهور والقاء الضوء عليه وعلى مشاكله، من خلال مكاتب منتشرة في مختلف أنحاء لبنان، موضحة ان الاخبار الامنية هي الاكثر اهمية لدى الوكالة في ظل الواقع المعاش والتي تقوم الوكالة برصدها ونشرها بأخلاق ومهنية كبيرتين ونشرها دون اي تحريف، وقد نجحت في عملها هذا.

من جانبه اكد مدير وكالة الأنباء اليمنية طارق الشامي في مداخلته أن اي مواطن يستطيع ان يكون صحافيا في الوقت الحاضر، وهو ما يضع مسؤولية كبيرة على وكالات الأنباء الرسمية، مشدد على ان وكالات الانباء الرسمية في الدول العربية عليها ان تتحول الى وكالات انباء اجتماعية يلجأ اليها المواطن الخليجي لأخذ المعلومة الصحيحة وبطريقة حديثة وسلسلة، مشددا على انه يجب ان تكون لدينا ارادة سياسة حتى ننافس الاخرين

ونتجاوزهم ونفضحهم ممن ينقلون عنا أخبار محرفة وغير صحيحة، مشيرا الى ان هناك 8 % من وسائل الاعلام في اليمن ومنها وسائل التواصل الاجتماعي تعود لأشخاص يبثون من خلالها معلومات مضللة ولا تمتلك اي مصداقية ولا تخدم الا مصالحهم الشخصية.

وشدد الشامي على ان الدول تنفق المليارات على الجيوش والأمن وتسخر امكانات هائلة من أجل ذلك، لكنها لا تنفق ربع ذلك على الاعلام، على الرغم من انه وسيلة من وسائل الحفاظ على الامن، وانه احيانا قد يكون الرصاصة الاولى التي تنطلق لتفجر الحروب او الكلمة الاولى لتعيد الوئام والسلام.
بعد ذلك دار حوار بين المشاركين في الندوة وطلبة من جامعة البحرين من كليات الاعلام والآداب حيث تساءل الطلبة عن العديد من الجوانب والهموم التي تشغل بالهم وهمومهم ومنها هل هناك خطة لإنشاء وكالة انباء عربية موحدة وتعمل بآليات متطورة في ظل ثورة الاعلام الحديثة على ان تتواصل هذه الوكالة مع كل وكالات الانباء العربية والخليجية والتي تجاوز عددها 22 وكالة
وهل هناك نية لاتجاه كالات الانباء العربية الى العالمية في ظل الانفتاح الذي نعيشه وحول دور الاعلام في تعزيز الدور العربي في مواجهة الاعلام الغربي وتظليلاته مطالبين خلال اسئلتهم الانشاء المزيد من كليات ومؤسسات ومراكز تدريب في عالمنا العربي تستوعب الطلبة الخريجين من طلبة الاعلام والذي يتزايد عددهم سنويا وتأمين البحوث والدراسات الحديثة التي يحتاجه الطلبة واعادة النظر بالمناهج التي يدرسونها في مناهجهم لان الدهر اكل عليها وشرب.
وايجاد المزيد من الدورات التدريبية في وكالات الانباء في الجهات المتخصصة لإعداد جيل اعلامي خليجي وعربي يستطيع مواجهة المرحلة القادمة.