اعلنت محكمة بالما دي مايوركا في جزر الباليار الاسبانية ان كريستينا دي بوربون شقيقة الملك فيليبي السادس احيلت امام القضاء بتهم فساد مما يشكل سابقة في تاريخ الاسرة الملكية الاسبانية.
وستمثل كريستينا دي بوربون شقيقة الملك فيليبي السادس الشقراء الممشوقة القامة البالغة ال49 من العمر، امام القضاء مع زوجها اينياكي اوردنغارين بعد اربع سنوات على فتح تحقيق هز الاسرة الملكية في قضية اختلاس اموال لشركة "نوس" الخيرية التي يتراسها اوردنغارين.
واكتفى القصر الملكي ردا على اسئلة وكالة فرانس برس بالقول انه يحترم قرارات القضاء.
وقال محاميها ميغيل روكا للصحافة انه سيقدم مطلع كانون الثاني/يناير التماسا اخيرا ضد القرار. وقال "انها تشعر بالاستياء بالطبع، لقد فوجئت مثلنا".
وسيمثل ما مجمله 17 شخصا امام المحكمة في جزر الباليار.
واعلنت المحكمة في بيان ان "قاضي التحقيق الثالث في بالما امر اليوم ببدء محاكمة شفهية في قضية بالما ارينا. وفي قراره احال 17 شخصا على القضاء وخصوصا الاميرة كريستينا".
ويرى القاضي المكلف الملف خوسيه كاسترو ان كريستينا الابنة الثانية للملك السابق خوان كارلوس وزوجته صوفي، تعاونت مع زوجها في جنحتين ماليتين على الاقل.
وكان القاضي عرض مطولا الاسباب التي تستلزم في نظره ملاحقتها قضائيا.
واوردنغارين (46 عاما) بطل كرة اليد السابق تزوج من كريستينا في 1997 ويشتبه في انه استغل موقعه في الاسرة الملكية للحصول على عقود في جزر الباليار وفالنسيا. وجمع من عمليات اختلاس الاموال 6,1 ملايين يورو.
ووجهت التهمة الى زوج شقيقة الملك في 29 كانون الاول/ديسمبر وهو ملاحق بالاختلاس والتهرب الضريبي واستغلال النفوذ وتبييض الاموال. وطلب المدعي العام بحق اوردنغارين عقوبة السجن 19 عاما وستة اشهر.
اما كريستينا فقد طلبت النيابة العامة عدم مثولها امام القضاء لكن منظمة "الايدي النظيفة" التي يحق لها ان تطلق "تحركا شعبيا" اعتبرت ان على الاميرة كريستينا المثول امام القضاء وهو طلب استجاب له القاضي.
وطلب القاضي ايضا بدفع كفالة عالية جدا بقيمة 14,9 ملايين يورو لاوردنغارين و2,9 مليون يورو للاميرة كريستينا.
ولم يمثل اي من اعضاء الاسرة الملكية امام القضاء من قبل.
وقال ميغيل برنار الامين العام لمنظمة الايدي النظيفة التي تاسست في 1992 وقدمت في عدة قضايا فساد في اسبانيا دعاوى حق مدني "لولا التحرك الشعبي لما مثلت الاميرة كريستينا امام القضاء" مشيدا بما اعتبره "لحظة تاريخية".
وصرح لوكالة فرانس برس "اننا جميعا متساوون امام القانون".
وكريستينا الام لاربعة اولاد هي السادسة في تسلسل وراثة عرش اسبانيا وهو حق لم تقبل التخلي عنه.
وفتح ملف شركة نوس في 22 تموز/يوليو 2010. واثناء التحقيق في تمويل حلبة للدراجات الهوائية في بالما دي مايوركا اكتشف القاضي عقودا مشبوهة ابرمتها شركة نوس مع منطقتي جزر الباليار وفالنسيا لتنظيم مؤتمر مرتبط بالرياضة.
ولطخت هذه الفضيحة سمعة الاسرة الملكية مع اتهام اوردنغارين ثم كريستينا في نيسان/ابريل 2013 رغم انها اكدت على الدوام انها لم تكن تعلم شيئا عن نشاطات زوجها وانها كانت تصدقه "بشكل اعمى".
وفي الاثناء نشرت صور للملك خوان كارلوس في رحلة صيد في بوتسوانا في 2012 والرسائل الالكترونية التي تبادلها مع صهره واظهرت انه يدعم نشاطاته كرجل اعمال.
وهي فضائح وجهت ضربة قاسية الى الملكية في حين كان الاسبان يغرقون في الازمة الاقتصادية.
وتعهد فيليبي السادس الذي نصب ملكا على عرش اسبانيا في 19 حزيران/يونيو بدعم نظام ملكي "نزيه وشفاف" ويرتقب الشعب خطابه التقليدي الذي سيلقيه عشية عيد الميلاد مساء الرابع والعشرين من كانون الاول/ديسمبر.
ومنذ حفل التنصيب الذي لم تدع اليه كريستينا، لم تعد الاخيرة رسميا من افراد الاسرة الملكية.