اختتم برنامج وفعاليات زيارة الوفد الأممي المكون من 21 دولة إلى مملكة البحرين، نظمتها وتكفلت بمصاريفها إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة (UNDESA)، بهدف الاستفادة من تجربة مملكة البحرين في مجال الحكومة الإلكترونية والخدمة العامة.

وخلال الجلسة الختامية، التقى محمد علي القائد الرئيس التنفيذي لهيئة الحكومة الإلكترونية بالوفد الأممي إلى جانب أعضاء الإدارة التنفيذية بالهيئة وعدد من المسؤولين، حيث تم الاطلاع على نتائج جميع أوراق العمل والمداولات والمقترحات البناءة التي تقدمت بها الدول المشاركة بغية الاستفادة منها وتحويلها إلى خطط عمل في بلدانهم في المستقبل القريب تحت إشراف الأمم المتحدة.
وفي هذا الصدد، أكد القائد على نجاح المبادرة الأممية التي تقام للمرة الثانية في نقل تجربة مملكة البحرين إلى الدول الأخرى، مشيراً إلى التنوع في الخبرات والتجارب الذي حرصت الحكومة الإلكترونية أن تضعه ضمن خطتها من حيث الزيارات الميدانية والعروض وورش العمل واللقاءات الثنائية بين الضيوف والمسئولين الحكوميين في مملكة البحرين والتي حققت النتائج الإيجابية المأمولة منها.
وأشار إلى أن اختيار الأمم المتحدة لمملكة البحرين للمرة الثانية ما هو إلا تأكيد على نجاحنا في تطبيق رؤية واضحة لتطوير الحكومة الإلكترونية، سعياً نحو تحقيق أهداف ومؤشرات محددة يتم الالتزام بها، ومن شأنها أن تعزز التنسيق الداخلي ما بين مختلف الهيئات ذات العلاقة، وتساعد على تحقيق أهداف برنامج عمل الحكومة.
وفي تعليقه على الزيارة، أعرب رئيس الوفد الأممي السيد جون ماري كوزيا رئيس فرع الإدارة العامة والحوكمة في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية عن بالغ شكره لمملكة البحرين على حسن الضيافة، وعلى ما قدمته من معلومات وتجارب ثرية، مؤكداً بأن كل عضو من الوفد بعد عودته لبلاده سيعمل على الاستفادة من هذه التجربة بأقصى حد ممكن من المنفعة، حيث أنها الطريقة المثلى للتطور والدفع بتجربة بلادهم نحو الأمام في مجال الحكومة الإلكترونية.
وأوضح كوزيا أن هذه هي زيارته الثالثة في لمملكة البحرين، وأن هيئة الحكومة الإلكترونية تعد واحدة من أفضل الجهات التي زارها حول العالم، كونها تضع المواطن هدفاً أول نصب عينيها، ولا تركز فقط على التطوير التكنولوجي الداخلي في المؤسسة ذاتها، وهذا ما ينبغي الاقتداء به.
وخلال حديثه في الجلسة الختامية، وجه كوزيا أعضاء الوفد بالتركيز على ما تشمله تجربة البحرين في مجال الحكومة الإلكترونية والتركيز على الجانب الإيجابي دون التركيز عميقاً في التحديات والعراقيل التي من الممكن مواجهتها، مستدلاً في هذا السياق بأمثلة تسهم في التطوير كالاتفاقيات بين البلدين والتي من الممكن أن تكون إحدى سبل التطوير والتي يمكن اعتمادها للتقدم، ومن جانبه أيضاً أكد على استعداد إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة (UNDESA)، لتقديم كل ما يمكن بهدف تحسين ورفع مستوى الحكومات الإلكترونية، ومن بينها التنسيق والتواصل بين أعضاء الوفد والمعنيين بهيئة الحكومة الإلكترونية بمملكة البحرين.
من جانبها، أكدت ألكسندرا ميلز استشارية الحوكمة بالأمم المتحدة، أن هذه الزيارة كانت فرصة ملائمة لتبادل الكثير من التجارب بين الدول في مجال الحكومة الإلكترونية، وقد أسهمت النقاشات والطرح الذي رافق العروض بالتعرف على تفاصيل الممارسات المقدمة في كل دولة، بحيث تستطيع أن تستفيد ولو بتطوير جزء بسيط بناءً على تجربة البحرين ولو كان بشكل جزئي، كما تقدمت ميلز بالشكر إلى هيئة الحكومة الإلكترونية على جهودها وما قدمته من برنامج مكثف، متطلعة لتكرار التجربة مرة ثالثة في مملكة البحرين.
شمل الاسبوع المكثف على زيارات ميدانية وعروض توضيحية شملت عدد من الجهات الحكومية، تمثلت في الجهاز المركزي للمعلومات، ومركز البحرين للمستثمرين، وزارة المالية، وزارة الأشغال، هيئة تنظيم الاتصالات، وزارة الصحة، وزارة التربية والتعليم، ديوان الخدمة المدنية، وزارة التنمية الاجتماعية، وشركة صلة الخليج إضافة إلى اطلاع الوفد على مجموعة من العروض التوضيحية التي قدمتها هيئة الحكومة الإلكترونية فيما يتعلق بمبادراتها والمشاريع الوطنية التي تعمل عليها بالتعاون والتنسيق مع مختلف الجهات.
وعبر أعضاء الوفد في الجلسة الختامية عن انطباعهم حول الزيارة، مشيرين إلى أن أبرز ما لفت نظرهم هو دعم القيادة في مملكة البحرين لبرامج الحكومة الإلكترونية، وحرصها على التوجيه المستمر لها، وأن هذا الأمر ينعكس في إدارة المشاريع الوطنية والمبادرات وتعاطي مختلف الجهات مع العاملين بها.
كما اجمع الوفد على اهتمامهم بتبادل الخبرات ومزيد من التعاون فيما يتعلق بمجموعة من المشاريع، جاء على رأس القائمة البوابة الوطنية bahrain.bh لما تتضمنه من محتوى إلكتروني وتجربتها في تدشين البوابة المطورة خلال العام المنصرم، بالإضافة إلى الاستراتيجية الوطنية للحكومة الإلكترونية 2016.
وشكر أعضاء الوفد ضمن تعليقاتهم مملكة البحرين على ما استضافتها، وما تميز به فريق التنظيم من ترحيب وتفاني في العمل، سواء في أوقات الدوام الرسمي أو في الزيارات المسائية للمواقع التاريخية، كما عبروا عن عميق امتنانهم لما حصلوا عليه من تجربة مميزة وثرية في مختلف النطاقات، ومن مختلف الجهات الحكومية.
وشبهوا جزءاً من تجربة مملكة البحرين بتجربة سنغافورة، التي تعتمد على استغلال كافة الموارد المتاحة لتقديم الأفضل، مؤكدين أن أكثر ما يميز التجربة هو أن مملكة البحرين جعلت المواطن يصل للخدمة التي يطلبها بلمسة واحدة على جهازه.
الجدير بالذكر أن برنامج الوفد تم تحت إشراف وتنسيق مشترك بين هيئة الحكومة الإلكترونية وجمعية البحرين للإنترنت حيث اشتمل على لقاءات وعروض بمقر هيئة الحكومة الإلكترونية قدمها مسئولون بهيئة الحكومة الإلكترونية وبعض الجهات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة على خلفية نجاح زيارة الوفد الاممي العام الماضي حيث اطلع وفداً مكون من 15 دولة على تجربة مملكة البحرين في مجال الحكومة الالكترونية والتي تميزت بعمق البحث والدراسة والزيارات الميدانية.