مع غروب الشمس في جزيرته الخاصة في بحر الصين الجنوبي يحلو للمقاول لين دونغ ان يسترخي في ارجوحة قماشية معلقة بين شجرتين فيما الامواج تتكسر على الشاطئ القريب.
ويقول هذا المقاول "انا لا احب الضجيج واكره التلوث في المدن المكتظة. حياة الجزر تناسبني اكثر بكثير".
وقد جمع لين ثروته من خلال شركته للتجهيزات الطبية وهو من بين عدد صغير اخذ بالازدياد من الصينين الاثرياء الذين يملكون جزيرة خاصة بهم.
وثمة ما لا يقل عن 600 مالك جزيرة في الصين على ما يقدر لين غالبيتهم شركات كبيرة تريد تطوير السياحة او صيد الاسماك فيها فضلا عن افراد يبنون عليها نوادي خاصة لاستقبال الاصدقاء والمسؤولين.
لكنه يعتبر نفسه من بين حفنة قليلة من الافراد الذين يشترون الجزر من اجل رفاههم الخاص وقد اسس اول جمعية صينية لمالكي الجزر.
ويؤكد لين ان اعضاء هذه الجعمية "يحبون الطبيعة والشاطئ والاستلقاء على ظهورهم للاستمتاع بالموسيقى".
ويتنقل المحامي وانغ يو (41 عاما) بين شنغهاي التي تعتبر مركزا تجاريا رئيسيا في الصين وجزيرة مهجورة مساحتها كيلومتر مربع واحد على بعد 40 كيلومتر من الشاطئ.
ويقول "على الجزيرة في الليل يمكن رؤية السماء المليئة بالنجوم والقمر الذي يصعد من الشرق وهذا شعور رائع".
وقبل اسابيع قليلة نظم لين "المنتدى الثاني لمالكي الجزر الصينيين" على هامش معرض تجاري للسلع الفاخرة تضمن السيارات الرياضية واليخوت والمروحيات الخاصة في مقاطعته غواندونغ.
وتملك الصين 14500 كيلومترا من الشواطئ و7300 جزيرة تزيد مساحتها عن 500 متر مربع تملكها كلها الحكومة وتتواجد الكثير منها في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه مع اليابان.
وكان المغامرون الراغبون بشراء جزيرة يغرقون في معضلات قانونية حتى العام 2010 عندما اقر قانون جديد يسمح ببيع حقوق استخدام ارض الجزر لمدة 50 عاما.
ونظمت مقاطعة جيجيانغ في شرق الصين اول "مزاد على الجزر" بعد سنة على ذلك وقد دفعت خلاله احدى الشركات مبلغ 20 مليون يوان للحصول على عقد يشمل جزيرة غير مأهولة تزيد مساحتها عن 2,5 هكتار.
وقد حذت حذوها الكثير من المقاطعات الا ان لين يؤكد ان هذه التراخيص تمنح لشركات اكثر من افراد.
ويؤكد "نأمل ان تعتمد الحكومة سياسات تدعمنا او اقله الا تضطهدنا".
وتضم جمعية لين 35 عضوا غالبيتهم العظمى من الرجال فيما مقر النادي مصنوع من الخشب على جزيرة اسمها غوانلونغ تقع وسط نهر يمر عبر غوانجو عاصمة مقاطعة غواندونغ في جنوب الصين.
وقد اشترى لين جزيرته التي لا تحمل اسما قبل دخول قانون الجزر الصيني حيز التنفيذ وهو معرض تاليا للطرد.
ويخوض رجل اعمال استأجر جزيرة في غواندونغ في التسعينات معركة قضائية بعدما اعتبرت الحكومة المحلية ان الحقوق التي يملكها "غير صالحة" في العام 2012.
وخوفا على جزيرته في البحر، اشترى لين جزيرة تقع في بحيرة يقول انه يشعر فيها بحرية اكبر.
وتضم الصين اكثر من مليون شخص تزيد ثروتهم عن المليون دولار ويمكن للكثير منهم ان يتحملوا كلفة شراء جزيرة صغيرة الا ان القيود المفروضة محليا تدفع البعض منهم الى الخارج.
وافادت تقارير صحافية اخيرا ان الصينية ويندي ويمي وو اشترت جزيرة سليبر في نيوزيلندا التي فيها مدرج طيران ومنازل عدة بسعر 5,6 ملايين دولار.
وقد دفع مواطن صيني خمسة ملايين يوان (حوالى 800 الف دولار) لشراء جزيرة في فيجي خلال مزاد عبر الانترنت العام الماضي تم خلاله بيع جزيرة بريطانية باربعة ملايين يوان على ما ذكرت الصحف الرسمية.
وخلال المنتدى وزع مانويل برينكشولته المدير العام لفرع الصين في شركة "فلادي برايفت ايلاندز" ومقرها في هامبورغ كتيبات حول ملاذات تمتد من آسيا الى اوروبا.
واوضح "الصين هي السوق التي تشهد اكبر نمو عندنا مع انها ليست الاكبر" مؤكدا ان "الناس في الصين ينظرون الى الجزر من منظار الاستثمار". واوضح ان الكثير من الصينيين المهتمين بشراء جزر يفضلون ان يكون المكان مختلفا تماما عن الصين وان يكون بعيدا عن الازدحام والضجيج.