أكد تجار بأن عيد الفطر يساهم بصورة كبيرة في هذه الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك بتنشيط الحركة التجارية في الاسواق المحلية اشبه بخلايا النحل، لتشمل جميع أركانها وسلعها على اختلاف أصنافها.
ولفت التجار في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين (بنا) ان عيد الفطر لا يسعد فقط المستهلكين بكافة فئاتهم العمرية، بل يسعد أيضاً جميع التجار وأصحاب مراكز البيع المباشر، والذين ينتظرون مثل هذه المناسبات لإنعاش حركة البيع والشراء بصورة ملموسة ورفع القوة الشرائية لدى العائلات البحرينية والجاليات العربية والاجانب.
كما اكدوا ان الأسواق المحلية تأهبت منذ فترة لتلبية احتياجات الجميع من ألبسة ومنسوجات وأغذية ومجوهرات واكسسوارات وحلويات، مع ارتفاع الطلب على كل شيء تقريباً بمعدلات تفوق 75%.
وفي هذا السياق قال عبدالجليل الحمدان صاحب ومدير محمصة الجزيرة " ان التحضير لعيد الفطر يبدأ دائماً قبل العشر الأواخر من شهر رمضان، مع التركيز دائما على تقديم كل ما هو جديد للمستهلكين على اختلاف اذواقهم".
وأوضح الحمدان ان المكسرات المحمصة والطازجة بجميع أنواعها تحتل مرتبة الصدارة من حيث إقبال الناس عليها تحضيرا لعيد الفطر، لتشمل الفستق والكاجو واللوز والجوز، واضافة عليها كل من المشمش والتين والتمور وخلطها بالعسل والبسكويت وغيرها من الموالح والفواكه المجففة.
وبين الحمدان "ان الحلويات الشرقية تأتي كدرجة ثانية من حيث معدلات الطلب لتشمل البقلاوة و"البتفور" والبسكويت، اما الشوكولاتة فتأتي درجة ثالثة بمختلف حشواتها"، لافتا الى ان الإقبال يصل ذروته مع حلول يوم 25 رمضان، ويواصل معدلاته القصوى حتى اليوم الأخير من الشهر الفضيل، ليسجل الطلب معدلات 3 أضعاف الأيام العادية.
ونوه الحمدان الى ان قدوع العيد لم يعد امرا تقليديا هذه الايام، بل اصبح فنا بحد ذاته تتنافس المحامص الى جانب العائلات في تفننه، مرتكزين في ذلك على عنصر الضيافة الراقية بعرفها الشعبي العريق.
أما بالنسبة لحركة السيولة المالية في الأسواق، قال أحمد اليوسف المدير العام لشركة اليوسف للصرافة ان الحوالات المالية تزداد بشكل كبير الى الدول العربية والإسلامية، لتتضاعف 100% مقارنة بالأيام العادية.
وبين اليوسف ان الحوالات المالية تتركز عربيا على كل من المغرب ومصر والأردن وسوريا واليمن والعراق، أما آسيويا فتشمل كل من الهند والفلبين واندونيسيا وسريلانكا وباكستان.
وحول حركة صرف العملات الأجنبية، اوضح اليوسف ان سوق تبديل العملات ينشط في العشر الاواخر من رمضان ايضاً، متركزا على العملات الخليجية والدولار الأمريكي.
ولفت اليوسف الى ان محال الصرافة تبيع قبل العيد الريال السعودي بكميات كبيرة، خاصة مع توجه السعوديين للبحرين لقضاء اجازة العيد، اضافة الى زيادة الطلب على الدرهم الاماراتي والدينار الكويتي، يليهم من حيث الطلب الجنيه المصري والدينار الاردني، أما دوليا فيبقى الدولار الأمريكي مسيطراً. وفي حالة شراء المحال للعملات ما بعد العيد، يتركز الأمر على عملات الريال السعودي والدينار الكويتي والريال القطري والدرهم الإماراتي.
وحول أوضاع سوق الذهب والمجوهرات، قال تاجر الذهب في سوق المحرق علي الصايغ ان النصف الثاني من شهر رمضان المبارك يعتبر أحد المواسم الشرائية المميزة لإنعاش الحركة التجارية على مستوى المملكة، والتي ينتظرها تجار الذهب والمجوهرات بشغف كل عام، بغية تحسين مستوى المبيعات وحجم التداولات على المعادن النفيسة.
وقدر الصايغ ارتفاع معدلات ارتياد النساء لمحال الذهب في العشر الاواخر بأكثر من 70%، خاصة مع تحضير السيدات والفتيات لزينتهن في عيد الفطر.
وعن ابرز المجوهرات المطلوبة محليا، بين الصايغ ان الذهب يتصدر معدلات الاقبال بلونيه الأصفر والابيض، تليه الفضة بدرجة إقبال ضعيفة نسبيا.
واوضح الصايغ انه رغم المنافسة الشديدة مع بلدان آسيوية وأوروبية، إلا أن المصوغات الذهبية البحرينية تبقى محافظة على بريقها لدى شريحة كبيرة من عشاق المعدن الأصفر، بفضل ما تملكه البحرين من تاريخ عريق في صناعة الذهب والطلب المتزايد على التصاميم البحرينية.
ويرى الصايغ ان اعتدال اسعار المصوغات هذه السنة من شأنه ان يساهم في دعم صناعة المشغولات النفيسة على المستوى المحلي.
وفيما يخص الألبسة الجاهزة، قال علي محمد مندوب مبيعات في متجر للثياب الجاهزة في مجمع السيتي سنتر ان الإقبال يفوق بكثير ما هو معروض، خاصة مع امتلاء المجمع عن بكرة أبيه في فترة ما بعد الفطور، ما يحدث ضغطا كبيرا على المتاجر.
ويرى علي ان الإقبال على الألبسة النسائية يفوق بكثر الالبسة الرجالية، وهو امر طبيعي ومعتاد في كل عام.
وبين علي ان شراء الشباب من كلا الجنسين للألبسة الجاهزة صار أكثر من لجوئهم لتفصيل الزي التقليدي (العباءة السوداء للنساء، والثوب الأبيض للرجال)، خاصة وان التفصيل وترتيب موعد مع الخياطين بات يأخذ وقتا طويلا جدا.
ولفت علي الى ان العروض الترويجية التي تزامنت مع شهر رمضان ساهمت ايضاً بمضاعفة إقبال الناس على الألبسة الجاهزة بمختلف علاماتها التجارية والماركات العالمية.