البحرين لديها فرصة لتكون وجهة سياحية لعشاق الخيول
عباس المغني
أكد رئيس شركة اليعقوب للسفريات عبدالمنعم اليعقوب أن البحرين لديها فرصة لتكون وجهة سياحية لعشاق رياضة ركوب الخيل التي تعتبر من أجمل وأرقى الرياضات العالمية.
وقال اليعقوب: «الرياضة أصبحت عنصراً حيوياً في الترويج وجذب السياح وتنشيط القطاعات السياحية، ولدينا في البحرين تجربة إقامة رياضة الفورمولا1، والتي عندما تقام ينتعش الاقتصاد وكل القطاعات السياحية تنشط بكامل طاقتها».
وأضاف: «أنا مستثمر في قطاع السفر والسياحة، مساء يوم الجمعة كنت في مضمار خيل للأهالي يقام عليه سباق قفز الحواجز، لفت انتباهي وجود عوائل خليجية وأجانب، ذهبت ورحبت بهم، وسألتهم عن تواجدهم، فردوا بأنهم شاهدوا تجمعاً، فدفعهم فضولهم لرؤية الحدث، وشعروا بسعادة لتعامل الأهالي معهم حيث رحبوا بهم وضيفوهم، وأركبوا أبناءهم على الخيل والتقطوا صوراً تذكارية».
وتابع: «يمكن للبحرين أن تفعلها وتكون وجهة سياحية لعشاق رياضة ركوب الخيل وذلك بتهيئة بنية تحتية للمسابقات الشعبية والتي تمنح الفرصة للسياح للمشاركة فيها طوال العام».
واستطرد: «البحرين لديها مقومات صناعة سياحة الخيول، فعلى مستوى النخبة هناك نادي راشد للفروسية وسباق الخيل، وعلى المستوى الشعبي هناك اصطبلات الأهالي»، معرباً عن شكره العميق لرئيس الهيئة العليا لنادي راشد للفروسية وسباق الخيل سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة على تطور رياضة الخيل في البحرين.
وقال: «أما فيما يتعلق بالفرسان، فالبحرين تزخر بفرسان رائعين، وعلى رأسهم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، فهو قدوة كل فارس يطمح إلى تحقيق إنجازات وبطولات».
وأضاف: «هناك إسطبلات في الزلاق بالقرب من مضمار القدرة، وهذا شيء رائع لخدمة السياح الذين يتنزهون في المناطق القريبة منها، ولكن هناك حاجة إلى إقامة مشروع إسطبلات في منطقة قرى البديع لأن أكثر هواة الخيول والاصطبلات الأهلية متواجدة هناك، وقريبة من السياح الذين يتمركزون في العاصمة والشمالية».
وأكد أن «التكامل الأهلي في دعم خطط الجهات الحكومية يلعب دوراً كبيراً في جعل البحرين واجهة سياحية إقليمية عالمية، إذ إن أكبر عوامل التأثير النفسي لعودة السياح لزيادة البحرين مرة ثانية وثالثة هو بقضاء أوقات جميلة وسعيدة مع الأهل والأصدقاء وهذه الأوقات يمكن صناعتها بحيوية الأنشطة والفعاليات والبرامج المتنوعة والاختلاط بالمجتمع بما يعزز شعورهم بالألفة كما لو أنهم في وطنهم الأم».
وبين أن تفعيل سياحة الخيول هو دور مكمل أو جهد يصب في دعم الجهود الهادفة لتحقيق الاستراتيجية السياحية لمملكة البحرين للأعوام 2022-2026 والتي أطلقها وزير الصناعة والتجارة والسياحة رئيس مجلس إدارة هيئة البحرين للسياحة والمعارض زايد الزياني، والتي تعمل على تحقيق أربعة أهداف رئيسة هي زيادة مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تقديرية 11.4 % في العام 2026، وإبراز مكانة البحرين كمركز سياحي عالمي، وزيادة عدد الدول المستهدفة لجذب المزيد من السياح، وتنويع المنتج السياحي.
وقال: «أعتقد أن رياضة الخيول والمسابقات الشعبية قادرة على صنع قصص جميلة للسياح وأسرهم وأصدقائهم، وبالتالي يصبحون سفراء للترويج للسياحة في البحرين عبر نقل انطباعاتهم وقصصهم الجميلة عند عودتهم إلى بلدانهم».
وأضاف: «السياح يحبون الاختلاط بالشعوب التي يسافرون إليها، وشعب البحرين يتميز بالتسامح والانفتاح والطيبة والأخلاق الحميدة، وهذه الميزة تزيد من نجاح سياحة الخيول في البحرين، فالسائح سيركب الخيل وينافس بحرينيين من أبناء القرى والمدن وسيتعرف على أصدقاء جدد ويقضي أوقاتاً ممتعة وذكريات جميلة تبقى في الذاكرة طوال حياته».
ورأى أن مقومات جعل البحرين واجهة لرياضة الخيول بطابع شعبي متوفرة، إلا أن هناك حاجة لتوفير أراضٍ في منطقة قرى البديع من قبل الحكومة وتؤجرها على مستثمرين أو أهالي لإقامة اصطبلات ومضمار سباق شعبي راقي.
وقال: «المستثمر يمكن أن يضخ أموالاً لبناء اصطبل على مواصفات عالية إذ كانت فترة إيجار الأرض طويلة لتعويض التكاليف التي ضخها في عمليات البناء، أما إذا كانت فترة الإيجار سنة أو سنتين، فمن غير المعقول أن يضخ المستثمر مبالغ كبيرة لبناء اصطبل بالمواصفات العالية».
وأضاف: «أعتقد أن الحل هو أن تخصص الحكومة منطقة مقسمة إلى أراضٍ وتؤجرها على أصحاب الاصطبلات على غرار المناطق الصناعية التي تؤجر على المستثمرين لبناء مصانع، وتستفيد الحكومة من إيرادات مباشرة لخزينة المملكة وتضمن تدفقات نقدية مستمرة للصالح العام، وفي نفس الوقت تدعم القطاع السياحي من خلال سياحة ركوب الخيول».
وأشار إلى أن بناء بنية تحتية لرياضة ركوب الخيل والمسابقات الشعبية طوال العام، سيجذب السياح إلى البحرين، خصوصاً، أن أصحاب الاصطبلات لديهم علاقات واسعة مع اصطبلات في دول الخليج وغيرها، يمكن دعوتهم للمشاركة في المسابقات، وتحتضن البحرين مسابقات شعبية خليجية ومن ثم توسيعها لتكون على مستوى أكبر.
وقال: «السائح عندما يسافر إلى بلد يحتاج إلى برنامج، بعد أن يصل المطار ثم يحجز في الفندق، يحتاج إلى برنامج لقضاء وقت ممتع بأفضل صورة ممكنة، ونحن لدينا في البحرين برامج محدودة، والمطلوب من الجميع زيادة هذه البرامج، وأعتقد أن إضافة برنامج رياضة الخيول ستعزز البرامج التي توفر للسائح فرصة قضاء أوقات سعيدة وجميلة».
ورأى أن القطاعات السياحية عندما ترى العوائد الإيجابية لسياحة الخيول ستدعم هذه الرياضة وستقدم حوافز لأنها جزء من خدمة عملائنا، فالفندق سيكون سعيداً، عندما يرى زبائنه السياح يقضون أوقاتاً ممتعة داخل البحرين.